ترقب "الرد الإيراني" يلقي بظلال صعبة على الاقتصاد الإسرائيلي
زمن برس، فلسطين: تشهد إسرائيل في الآونة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في التوترات الأمنية، التي ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، خصوصًا بعد تهديدات حزب الله وإيران بالرد على الاغتيالات.
وأثرت هذه التوترات بشكل مباشر على الاقتصاد، حيث أكدت دانا يركتسي، مراسلة الشؤون الاقتصادية في قناة "كان"، أن التهديدات المستمرة بالهجوم من قبل إيران وحزب الله أحدثت أضرارًا جسيمة على الاقتصاد الإسرائيلي، مما أدى إلى تراجع مؤشرات السوق وظهور حالة من القلق.
قفزت أسعار البندورة بشكل خاص، حيث ارتفعت بنسبة 30% مقارنة بالشهر الماضي، و100% مقارنة بشهر آب\أغسطس من العام الماضي
شهدت الأعمال التجارية تدهورًا ملحوظًا، وفقًا لما ذكره ياكي كبر، رجل أعمال وصاحب مطاعم، في مقابلة مع قناة "12" الإسرائيلية، وأشار إلى أن التحليلات المتواصلة والضغط النفسي والخوف المتزايد شلّت الأنشطة التجارية، مؤكدًا أن الزبائن باتوا مترددين في الإنفاق بسبب الخوف رغم توفر الأموال لديهم.
وتأثر القطاع الزراعي بشكل كبير، حيث تسببت الاستعدادات لمواجهة الهجوم الإيراني المحتمل في تأجيل وصول آلاف العمال التايلانديين إلى العمل في إسرائيل، مما أدى إلى نقص حاد في العمالة الزراعية. وأوضح راني بار-نس، مزارع ورئيس قسم الفواكه في نقابة المزارعين، أن الزراعة في إسرائيل تواجه أزمة كبيرة بسبب نقص العمالة، مشيرًا إلى أن المحاصيل تُترك على الأشجار دون جنيها، ما يؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة من الفواكه.
شهدت أسعار الخضار ارتفاعًا كبيرًا، وفقًا لما تناولته قناة "12"، وقفزت أسعار البندورة بشكل خاص، حيث ارتفعت بنسبة 30% مقارنة بالشهر الماضي، و100% مقارنة بشهر آب\أغسطس من العام الماضي. ويعاني المزارعون في مستوطنات الشمال من العمل تحت إطلاق النار، بينما يواجه مزارعو الجنوب نقصًا في العمالة الأجنبية، مما يزيد من تعقيد الوضع الزراعي.
يواجه قطاع السياحة في إسرائيل اضطرابات شديدة للمرة الثالثة خلال الأشهر العشرة الأخيرة، حيث ألغت كبرى شركات الطيران العالمية حجوزاتها بوتيرة متسارعة قبل حدوث أي تصعيد فعلي
وتأثرت أيضًا حركة الطيران الدولي إلى إسرائيل، حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها بسبب الوضع الأمني المتدهور. وترك هذا الوضع آلاف الإسرائيليين عالقين في الخارج خلال ذروة موسم الصيف. وأفادت قناة "كان" بأن عدد شركات الطيران التي تعمل في إسرائيل انخفض إلى النصف.
وعانى المسافرون الإسرائيليون من حالة من عدم اليقين، حيث ألغيت العديد من الرحلات الجوية، تاركة ما بين 5000 إلى 10000 إسرائيلي عالقين يوميًا دون رحلات جوية متاحة، وفقًا لما ذكرته خبيرة التسوق والاستهلاك نوغا نئمان في قناة "13".
فيما شهدت نسبة التدخين واستهلاك الكحول والمهدئات ارتفاعًا ملحوظًا، بحسب نتائج استطلاع جديد أجراه صندوق المرضى "مكابي"، حيث يُعزى هذا الارتفاع إلى التوتر والقلق المستمرين الناتجين عن الأوضاع الأمنية المتدهورة.
دعا رئيس بلدية حيفا يونا ياهف السكان إلى التزود بالمواد الغذائية والمياه بكميات تكفي لمدة ستة أيام تحسبًا لهجوم محتمل. وأوضح ياهف أن المدينة تستعد لاحتمال إطلاق نحو أربعة آلاف صاروخ يوميًا، كما عقد قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أوري غوردين جلسة مع الجهات المختصة لبحث خطط إخماد الحرائق التي قد تندلع.
وتستعد إسرائيل لاحتمال تعرض البنى التحتية للكهرباء والاتصالات لأضرار في الهجوم المتوقع، وفقًا لما كشفه عميحاي شتاين، مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11"، وقال إن كميات من الفحم والديزل خُزنت كبدائل لتوليد الكهرباء تحسبًا لتعطل منصات الغاز.
وشهدت متاجر الأغذية ارتفاعًا في مبيعات المواد الغذائية، حيث سعى الإسرائيليون لتعزيز مخزونهم الشخصي استعدادًا لأي طارئ محتمل، وفقًا لما ذكره إيتان يوحنووف، مدير شبكة متاجر إسرائيلية.
ويواجه قطاع السياحة في إسرائيل اضطرابات شديدة للمرة الثالثة خلال الأشهر العشرة الأخيرة، حيث ألغت كبرى شركات الطيران العالمية حجوزاتها بوتيرة متسارعة قبل حدوث أي تصعيد فعلي.
فيما توقع ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة "13"، أن الهجوم قادم سواء من لبنان أو إيران، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي سيكون بناءً على النتائج الميدانية، في حين أعرب موشيه سعدة، عضو الكنيست عن حزب الليكود، عن استيائه من تدهور الردع الإسرائيلي.