كيف أثّرت الحرب الإسرائيليّة على غزّة في قطاع السياحة الأردنيّ؟
زمن برس، فلسطين: تجنّبت مجموعات سياحيّة تنفيذ رحلات إلى الأردنّ منذ الربع الأخير من 2023، على خلفيّة قرب البلاد من صراع الشرق الأوسط، حيث تشنّ إسرائيل حربًا مستعرة على قطاع غزّة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.
وبعد تراجع السياحة الوافدة إلى الأردنّ 47.5 بالمئة خلال الربع الأخير من 2023 على أساس سنويّ، على خلفيّة الحرب الإسرائيليّة على غزّة، فإنّ تراجعًا آخر طرأ خلال النصف الأوّل من 2024.
وتراجع عدد السيّاح في الأردنّ 7.9 بالمئة في النصف الأوّل من العام الحاليّ، مقارنة بالفترة نفسها من 2023.
وبلغ عدد السيّاح 2.3 مليون سائح، مقارنة بـ 2.5 مليون سائح في الفترة المقابلة من العام الماضي، إذ نمت السياحة في النصف الأوّل من 2023، 54.4 بالمئة مقارنة بالنصف الأوّل 2022.
ويأتي تراجع السياحة خلال النصف الأوّل من العام الجاري، نتيجة استمرار تأثير الحرب على قطاع غزّة في أعداد المجموعات السياحيّة القادمة إلى المملكة وخصوصًا الأوروبّيّة منها.
والاثنين، أصدر البنك المركزيّ الأردنيّ تقريرًا عن أداء السياحة في المملكة خلال النصف الأوّل من 2024، قال فيه إنّ إيرادات القطاع السياحيّ تراجعت 4.9 بالمئة إلى 3.3 مليارات دولار، بفعل تأثيرات الحرب.
كانت توقّعات القطاع السياحيّ في المملكة، تؤشّر إلى نموّ عدد السيّاح والإيرادات السياحيّة 6 بالمئة على الأقلّ خلال النصف الأوّل من 2024.
وخلّفت حرب إسرائيل على غزّة بدعم أمريكيّ منذ 7 أكتوبر الماضي أكثر من 127 ألف فلسطينيّ بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تلّ أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدوليّ بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدوليّة بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزّة، واتّخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعيّة، وتحسين الوضع الإنسانيّ المزري بالقطاع.
وفي 2023، بلغت حصّة السياحة من الناتج المحلّيّ الإجماليّ للمملكة قرابة 15.6 بالمئة، ما يظهر أهمّيّة القطاع وعائداته على الاقتصاد الأردنيّ.
ويعاني الأردنّ منذ اندلاع الحرب على قطاع غزّة، تراجع القدرة الشرائيّة وسط مخاوف من اتّساع نطاق الحرب إلى شمال إسرائيل مع "حزب اللّه" اللبنانيّ.
وتبيّن إحصاءات صندوق النقد الدوليّ أنّ الصراع أثر سلبًا في قطاع السياحة الأردنيّ وبعض دول الجوار مثل مصر، وهو ما ألقى بتبعات سلبيّة على تقديرات النموّ الاقتصاديّ.
وفي تصريحات صحفيّة له، خلال وقت سابق من العام الجاري، أشار وزير السياحة مكرّم القيسي إلى تراجع حجوزات الفنادق في الأردنّ 50 بالمئة منذ بدء الحرب على غزّة.
وقال إنّ تراجعًا طرأ على الطلب على المواقع السياحيّة 40 بالمئة منذ بدء الحرب، إضافة إلى انخفاض نسبة حجوزات المطاعم السياحيّة بين 60 ـ 70 بالمئة.
وحتّى عشيّة الحرب على غزّة، أظهرت بيانات جمعيّة الفنادق الأردنيّة، أنّ القطاع السياحيّ يضمّ 600 ألف عامل بشكل مباشر، يتضمّن عمّال فنادق ومرشدين سياحيّين، إضافة إلى قطاع المطاعم وغيره.
وفي مايو/ أيّار الماضي، قالت بعثة صندوق النقد الدوليّ إلى الأردنّ، إنّ فرضيّة استمرار الحرب في غزّة دون تصعيد بارز في المنطقة، سيبقي المملكة قادرة على التعامل مع الصدمات بنجاح.
وتوقّع الصندوق أن يكون النموّ معتدلًا ليصل إلى 2.4 بالمئة في 2024، مع انتعاشه في 2025، مدفوعًا بتحسّن القدرات الاستهلاكيّة وتحسّن القطاع السياحيّ.
وزاد: "ما تزال حالة عدم اليقين مرتفعة مع استمرار الحرب في غزّة والتوتّرات الإقليميّة.. إنّ استمرار الحرب وإعاقة طرق التجارة في البحر الأحمر قد يؤثّران في الاقتصاد الأردنيّ، ولا سيّما في المعنويّات والتجارة والسياحة".