هنية: إصرار إسرائيل على عملية رفح يضع المفاوضات في مصير مجهول.. أكد أنها “لا تملك حق التدخل في إدارة المعبر”

هنية: إصرار إسرائيل على عملية رفح يضع المفاوضات في مصير مجهول.. أكد أنها “لا تملك حق التدخل في إدارة المعبر”

زمن برس، فلسطين:  حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء الأربعاء 15 مايو/أيار 2024، من أن إصرار إسرائيل على المضي قدماً في عمليتها العسكرية بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يضع المفاوضات معها بشأن إطلاق الأسرى ووقف الحرب في "مصير مجهول".

في كلمة متلفزة أدلى بها بمناسبة الذكرى الـ76 لـ"النكبة" الفلسطينية، قال هنية إن حركة حماس "تعاطت بكل إيجابية مع جهود الوسطاء في مصر وقطر من أجل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى" مع إسرائيل.

كما أضاف أن "الاحتلال رد على موافقتنا على مقترح وقف إطلاق النار (المقدم من مصر وقطر) بالدخول إلى مدينة رفح ومناطق الشمال" بقطاع غزة.

وتابع أن "تعديلات الاحتلال على هذا المقترح وضعت المفاوضات (معه) في طريق مسدود"، كما اعتبر أن "إصرار إسرائيل على المضي قدماً في عملية رفح يضع المفاوضات برمتها (معها) في مصير مجهول".

في هذا الصدد، قال هنية: "نحن متوافقون مع الأشقاء في مصر على ضرورة انسحاب العدو من معبر رفح فوراً وكافة مناطق القطاع"، مشدداً على أنه "لا حق" لإسرائيل بالتدخل في إدارة المعبر.


هجمات جوية وبرية على رفح/رويترز
هجمات جوية وبرية على رفح/رويترز

ورغم إعلان حماس، في 6 مايو/أيار الجاري، قبولها بمقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن موقف الحركة يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى رفح"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات" تل أبيب الضرورية.

في اليوم ذاته، أعلنت إسرائيل إطلاق عملية عسكرية في رفح، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، في 7 مايو/أيار، ومنع دخول المساعدات الإغاثية من خلاله.

اليوم التالي للحرب

بخصوص ما تثيره إسرائيل والولايات المتحدة من سيناريوهات لها بشأن ما تسميه "اليوم التالي لانتهاء الحرب على غزة"، أكد هنية أن هذا اليوم "سيكون وفق ما تقتضي مصلحة شعبنا الفلسطيني".

وأضاف أن "اليوم التالي للحرب ستقرره حركة حماس مع باقي الفصائل الفلسطينية". واستنكر هنية الموقف الأمريكي من الحرب على غزة، وقال إن الولايات المتحدة "تواصل انحيازها للعدو والاستمرار في توفير الدعم السياسي له والغطاء لحرب الإبادة التي يشنها ضد شعبنا".

رداً على توعد إسرائيل بالقضاء على حركة حماس، أكد هنية أن "حماس وكتائب القسام (جناحها المسلح) وجدت لتبقى".

في الأشهر الماضية، طلبت العديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة مراراً من نتنياهو أن يقدم خطة لليوم التالي للحرب على غزة، فيما توجه المعارضة بإسرائيل انتقادات لنتنياهو، متهمة إياه بدخول الحرب دون وضع خطة اليوم التالي، ومبدية رفضها لأي حكم عسكري للقطاع باعتباره سيأتي بـ"خسائر فادحة".

من جانبه، يتوعد نتنياهو بـ"القضاء" على حماس، ويصر على أنها لن تحكم القطاع بعد انتهاء الحرب، وكذلك السلطة الفلسطينية التي يتهمها بـ"الإرهاب" وفق زعمه، دون توضيح البديل الذي يراه.

لا عودة عن حق العودة

بخصوص ذكرى "النكبة"، أشار هنية في كلمته إلى أن "الذكرى تحل هذا العام بينما يخوض شعبنا معركة طوفان الأقصى، وهي مقدمة التحرير والاستقلال".

كما أكد أن قضية فلسطين "تظل حاضرة بقوة في وعي شعبنا وأمتنا وأحرار العالم"، وأن "أجيال فلسطين يدركون أن لا عودة عن حق العودة".

و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم في 15 مايو/أيار 1948، ويحيون ذكراه بمسيرات وفعاليات ومعارض في فلسطين وأنحاء العالم، للمطالبة بحقوقهم وبينها حق عودة ملايين اللاجئين.


جرائم الاحتلال في قطاع غزة/ الأناضول
جرائم الاحتلال في قطاع غزة/ الأناضول

وقال هنية في كلمته: "شعبنا أسقط كل المؤامرات والمخططات الخبيثة التي هدفت إلى إنهاء القضية الفلسطينية وصمد في كل مكان". ومفصلاً ذلك، أوضح أن "المقاومة في كل خطوط المواجهة بغزة توقع بالعدو الخسائر للشهر الثامن على الحرب رغم فارق ميزان القوة"، معتبراً أن "أبطال المقاومة يؤكدون أن زوال الاحتلال حتمية قرآنية وحقيقة تاريخيّة".

كذلك، أعرب هنية عن ثقته بأن "العدو الصهيوني سينكسر وسيندحر (في غزة) مهما طال الزمان"، وأضاف أن أهل الضفة الغربية والقدس "صمدوا وقاوموا كل محاولات التهويد وتذويب القضية الفلسطينية".

كذلك أشار في هذا الصدد إلى أن "المستوطنين يعيشون في رعب دائم أمام العمليات البطولية لمقاومينا في الضفة الغربية".

وبموازاة حربه المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى مقتل 499 فلسطينياً وإصابة نحو 5 آلاف واعتقال حوالي 8 آلاف و725.

في كلمته، دعا هنية كذلك "الشعب الفلسطيني الحر إلى التحرك في كل الساحات وتصعيد المواجهة من أجل إنهاء العدوان الغاشم".

وقال: "لا بد من تلاحم الصفوف مع غزة وأن يتحرك الشعب الفلسطيني في كل الساحات وأماكن الشتات".

وعد بتحرير الأسرى

عن وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية، قال هنية إن "الاحتلال يرتكب كل أنواع الفظائع والإعدامات ضد أبناء شعبنا في أماكن الاعتقالات السرية وسجونه"، وأضاف: "نعمل على فضح وكشف جرائم الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه".

ثم تابع: "أقول لأسرانا إن طوفان الأقصى سيحقق لكم الحرية بإذن الله تعالى".

يشار إلى أنّ حصيلة الاعتقالات بعد الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغت نحو 8745، وفق مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى.

كما أشاد هنية، في كلمته، بمساندة "جبهات المقاومة" في لبنان واليمن والعراق وإيران لغزة، وقال إنها "تسطر البطولات بمداد من ذهب".

كذلك، تطرق هنية إلى الحراك الطلابي العالمي المتضامن مع غزة.

واعتبر أن "تحرك طلاب العالم دعماً للقضية الفلسطينية هو مشهد غير مسبوق في التاريخ".

وقال: "غزة أضحت أيقونة شباب العالم، وأسقطت السردية الصهيونية وكشفت الطبيعة الدموية للمحتل".

ومنذ أبريل/نيسان الماضي، تشهد جامعات في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا والهند وفي مناطق أخرى بالعالم احتجاجات ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب إداراتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.

كما يطالب المحتجون، طلاباً وطالبات وأساتذة، بسحب استثمارات جامعاتهم في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية وتسلح الجيش الإسرائيلي.

ولا تزال تلك الاحتجاجات مستمرة رغم استعانة بعض الجامعات بقوات الأمن لفض المخيمات واعتقال محتجين.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت أكثر من 114 ألفاً بين قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".