مجموعة بنك فلسطين ومؤسسة التعاون يطلقان شراكة استراتيجية لرعاية 20 ألف يتيم في قطاع غزة عبر تأسيس برنامج يوفر خدمات إنسانية وتعليمية وصحية
زمن برس، فلسطين: أعلنت مجموعة بنك فلسطين ومؤسسة التعاون عن شراكة استراتيجية لتأسيس برنامج مستدام لكفالة أيتام الحرب على قطاع غزة. ويستهدف البرنامج الجديد حوالي 20 ألف طفل أصبح يتيماً جراء الحرب المستمرة على القطاع. حيث ستقوم "التعاون" بإدارة البرنامج الذي سيتم البدء بتنفيذ تدخلاته بعد توقف الحرب واستناداً إلى دراسة مسحية مفصلة للاحتياجات.
وستعمل مجموعة بنك فلسطين، كشريك للبرنامج مع مؤسسة التعاون؛ على المساهمة في تقديم الدعم المالي بهدف توفير الرعاية الشاملة للأطفال الأيتام والمساهمة في تمكينهم من العيش حياة طبيعية وخلق بيئة صحية لرعايتهم وصقل مهاراتهم، وتلبية احتياجاتهم لينعموا بحقوقهم ويساهموا بشكل إيجابي تجاه دعم أسرهم وتنمية وتطوير مجتمعهم المحلي ووطنهم. وستقوم مؤسسة التعاون بتصميم وتطوير وإدارة تنفيذ البرنامج لتمكين الأيتام من الاستفادة من الخدمات المقدمة بما يتناسب مع الفئة العمرية لليتيم. بحيث يتلقى خلالها حزمة من الخدمات الشمولية التي يوفرها البرنامج، والتي تشمل توفير الاحتياجات الإنسانية والعناية الصحية والتكفل بالتعليم، والحماية والرعاية الاجتماعية والدعم النفسي، وصولاً لتمكينه من بلوغ سن الرشد واستطاعته الاعتماد على ذاته.
ووقع كل من السيد هاشم الشوا رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين، والدكتور نبيل هاني القدومي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، والتي بموجبها ستقوم مجموعة بنك فلسطين، وبمساهمة من بنك فلسطين والبنك الإسلامي العربي، بتقديم منحة سنوية قيمتها 2 مليون دولار لرعاية برنامج الأيتام، لتوفير مجموعة من الخدمات الأساسية التي تضمن للأيتام العيش بكرامة. كما وتخصص مؤسسة التعاون من مواردها الذاتية ومن خلال أعضائها موازنة تقدر ب 9 مليون دولار على مدار عمر البرنامج.
من ناحيته، أكد السيد هاشم الشوا أن إطلاق هذا البرنامج بالشراكة مع مؤسسة التعاون جاء استجابةً لقضية إنسانية ذات أولوية قصوى، وترجمةً لحرص المجموعة على الوقوف إلى جانب أبناء شعبها في هذا الظرف العصيب وغير المسبوق، ويأتي ذلك استكمالاً لبرنامجها الإغاثي المتواصل في قطاع غزة. حيث سعت المجموعة منذ بدء الحرب إلى التحرّي وتقديم الاحتياجات الإغاثية والإنسانية الطارئة لأبناء شعبنا في القطاع. ومن الجدير ذكره أن برنامج رعاية الأيتام يهدف إلى التكفل بالأطفال الأيتام الجدد في غزة والذين يعيشون اليوم ظروفاً استثنائية قاهرة بفعل الحرب المستمرة.
وأردف الشوا قائلاً "لقد بادرنا إلى الدخول للبرنامج كشريك مع مؤسسة التعاون، حيث سنكون جزءاً من اللجان الإشرافية والتنفيذية، مشيراً إلى أن الباب مفتوحاً أمام أي متبرعين آخرين. وقال الشوا: "ونظراً لازدياد أعداد الأطفال الأيتام مع استمرار الحرب، بات الآلاف منهم دون معيل أو دون أسرة تتكفل برعايتهم، ففقدوا بذلك الحماية الاجتماعية والمأوى وحضن العائلة، إلى جانب صعوبة إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية لهم، فضلاً عن الآثار النفسية الجسيمة التي يتكبدها أولئك الأطفال جراء الحرب، مما يحتم علينا تحمل مسؤولياتنا الإنسانية والأخلاقية، والعمل سريعاً على احتضانهم وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهم كأسرة واحدة من خلال هذا البرنامج، فهم أطفالنا الذين نسعى إلى منحهم الدفء والأمل بمستقبل يستحقونه كسائر أطفال العالم، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم".
بدوره أعرب الدكتور نبيل القدومي عن اعتزازه بهذه الشراكة الاستراتيجية، لتأسيس برنامج رعاية الأيتام في غزة، مضيفاً أن هذه الشراكة تأتي استكمالاً للجهود المتواصلة التي تبذلها المجموعة من خلال برنامجها الإغاثي والإنساني لمساندة أهلنا في قطاع غزة منذ بدء الحرب، والتي كان لشراكة مؤسسة التعاون مع المجموعة دور فيها. وبين القدومي أن توحيد الجهود لمؤسسة التعاون مع مجموعة بنك فلسطين لتعميم هذا البرنامج ينم عن رسالتهما السامية تجاه المجتمع الفلسطيني، مؤكداً أن رعايتهما لهذا البرنامج تتجاوز المعنى التقليدي لمفهوم كفالة الايتام إلى برنامج شمولي متكامل الخدمات يستمر على مدار عمر البرنامج. ويهدف إلى تنشئة إنسان فلسطيني فاعل وممكّن لتطوير ذاته ومجتمعه، وتشمل خدمات البرنامج توفير الاحتياجات الإنسانية، الرعاية الصحية، الخدمات التعليمية، الدعم النفسي، الحماية والرعاية الاجتماعية.
وقال القدومي"نأمل من خلال هذا البرنامج أن نكون سنداً للأيتام في غزة ونعوضهم جزءً ولو قليلاً مما فقدوه، وأن يحقق هذا البرنامج الأهداف التي بُني من أجلها، ويساهم في تحقيق طموحات وآمال الأيتام ليصبحوا أفراداً فاعلين لخدمة مجتمعهم".
ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة التعاون على مدى السنوات الـ 15 الماضية، كانت سنداً لـ 4,261 يتيمًا ويتيمة في غزة، وذلك بالاعتماد على نموذج شمولي تقوم من خلاله بتقديم الدعم في مجال التعليم والصحة وبعض الأنشطة الأخرى. بالإضافة إلى دعم الأيتام بناءً على احتياجاتهم الفردية، بالشراكة مع شبكة من منظمات المجتمع المدني المتخصصة في هذه المجالات.
وتشير التقديرات الأولية لعددٍ من المؤسسات الدولية والمحلية أن أعداد الأطفال الأيتام الذين فقدوا كلا الوالديْن أو أحدهما منذ بدء الحرب على غزة يزيد عن 20,000 طفل، ما يحتم تضافر الجهود لجميع الأطراف، والانخراط في دعم البرنامج لضمان توفير الدعم اللازم لجميع الأيتام.