أكبر اختبار لبايدن.. الديمقراطيون يحذّرون الرئيس الأمريكي من نتائج الانتخابات التمهيدية في “ميشيغان”
زمن برس، فلسطين: قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، إن الديمقراطيين يُحذِّرون الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن يأخذ نتائج الانتخابات التمهيدية في ميشيغان والتي ستجرى في الولاية يوم الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024، على محمل الجد، في ظل ضغط الناشطين عليه من أجل تغيير موقفه بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
الانتخابات التمهيدية في ميشيغان
تُمثِّل الانتخابات أكبر اختبارٍ لبايدن حتى الآن في ظل محاولة الناخبين من العرب الأمريكيين والشباب استغلال الانتخابات التمهيدية كوسيلة للاحتجاج على سياسات الرئيس. وفي حين أنَّ بايدن شبه مطمئن لتحقيق الفوز في الانتخابات التمهيدية، فإنَّ النتيجة قد تُنذِر بمشكلات في الانتخابات العامة بالولاية الحاسمة، التي تُظهِر استطلاعات الرأي بها أنَّ الرئيس يتأخر حالياً خلف الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يُعَد المنافس الجمهوري المحتمل له.
قال ويس مور، حاكم ولاية ميريلاند، في مقابلة: "أعتقد أنَّه مهما كانت النتائج في ميشيغان، فلا يجب أن يكون الاستنتاج هو أنَّ (كل شيء على ما يرام)".
دعوات للاعتراض على سياسات بايدن
في حين حثَّت مجموعة من المنظمات الشعبية بقيادة حملة "Listen To Michigan" (أنصِت إلى ميشيغان)، الجماهير على التصويت بـ"لم نحسم أمرنا" كطريقة لتسجيل المعارضة لسياسات الرئيس في الشرق الأوسط. وحظيت الحملة بدعم النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغان)، وعمدة ديربورن عبد الله حمود، وكذلك قيادات الولاية والقيادات المحلية من أرجاء ديربورن، المدينة التي تضم أكبر تجمع للسكان المسلمين في الولايات المتحدة وتتألف من العرب الأمريكيين بنسبة 54% وفقاً لأرقام التعداد السكاني.
وحددت المجموعات، التي تُنظِّم تجمُّعات وتُجري مكالمات هاتفية لإقناع الناخبين، هدف الحصول على 10 آلاف صوت، في إشارة إلى أنَّ ترامب فاز بولاية ميشيغان عام 2016 بفارق 10 آلاف صوت. ويرى المنظمون أنَّ أصواتهم يمكن أن تُحدِث الفارق في السباق الانتخابي المتقارب خلال الانتخابات الرئاسية العامة، ويضغطون على بايدن من أجل تغيير سياساته تجاه غزة -أي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار- كي ينال دعمهم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
الاحتجاج ضد بايدن
يُعَد السؤال المحوري هو ما إذا كان الناخبون الذين سيختارون "لم نحسم أمرنا" من أجل الاحتجاج يوم الثلاثاء سيُقرِّرون في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، البقاء في منازلهم أم دعم ترامب -مثلما يظن بعض الديمقراطيين سراً- أم سيعودون على مضض لبايدن.
من جانبه قال النائب السابق آندي ليفين (ديمقراطي عن ولاية ميشيغان)، والذي يدعم الحملة: "سيكون من الصعب، أو حتى من المستحيل، هزيمة دونالد ترامب في ميشيغان إذا لم يغيِّر الرئيس بايدن مساره. ويبدو من الصعب للغاية أو المستحيل أن نفوز في المجمع الانتخابي إذا لم نفز بميشيغان".
والتقى النائب رو خانا (ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا)، وهو داعم لبايدن، الأسبوع الماضي، مع القادة والسكان العرب الأمريكيين في ولاية ميشيغان. وقال خانا إنَّه فوجئ بعمق مشاعر الغبن والألم التي عبَّر عنها السكان بشأن الصراع في غزة. وقال: "هذا ليس شيئاً يمكن إصلاحه بالرسائل. ما نحتاجه هو تغيير في السياسة".
يذكر أنه في عام 2012، وهي آخر مرة كان للديمقراطيين فيها رئيس في منصبه يسعى لإعادة انتخابه، حصل اختيار "لم نحسم أمرنا" على أكثر من 20 ألف صوت من إجمالي 200 ألف صوت جرى الإدلاء بها في الانتخابات التمهيدية بولاية ميشيغان حين كان الرئيس باراك أوباما يسعى للحصول على ولاية ثانية.
بايدن يسير على أرض وعرة
يأتي الضغط على بايدن في ميشيغان في وقتٍ يسير فيه الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً، على أرضٍ وعرة. إذ يواجه حالة من التمحيص بعدما أثار تقرير للمحقق الخاص تساؤلات بشأن ذاكرته. لكنَّ كبار الديمقراطيين والمانحين ظلوا داعمين لملف ترشحه علانية.
وكان الناخبون في منطقتي ديربورن وديربورن هايتس قد دعموا بايدن بقوة في انتخابات عام 2020 حين ساعدته الولاية في الوصول إلى البيت الأبيض.
وتُقدِّر حملة "أنصِت إلى ميشيغان" أنَّها تواصلت مع عشرات الآلاف من الناخبين الديمقراطيين عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. ولا تعارض الحملة إعادة انتخاب بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكنَّها تأمل أن تقود تحركاتها خلال الانتخابات التمهيدية إلى تصحيح للمسار.
قال عباس علوية، وهو مساعد سابق بالكونغرس ويشغل الآن منصب المتحدث باسم الحملة، إنَّ بايدن يحتاج إلى تمييز نفسه فوراً عن سياسات نتنياهو. وأضاف: "إذا لم يفعل (بايدن) ذلك، فستكون التداعيات السياسية وبيلة بالنسبة للحزب الديمقراطي وله هو نفسه".
وقال مستشارو حملة بايدن إنَّهم يعملون على تقوية العلاقات مع الجالية العربية الأمريكية. ويرون أيضاً أنَّ بعض الداعمين لجهود الحملة ما يزالون يعارضون ترامب، وشددوا على وجود طيف واسع من الدعم من مجموعات رئيسية مثل النقابات العمالية والناخبين السود والنساء المقيمات بمناطق الضواحي.