مؤسسات حقوقية تدعو لإنهاء “الإخفاء القسري” لمئات المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.. طالبوا المجتمع الدولي بالتدخل
زمن برس، فلسطين: دعت 3 مؤسسات حقوقية فلسطينية، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى إنهاء "الإخفاء القسري" لمئات المعتقلين من قطاع غزة، داخل معتقلات إسرائيل، وذلك في الوقت الذي قالت فيه قناة عبرية، مساء الإثنين، إن إسرائيل مستعدة لاستئناف الاتصالات مع الوسطاء، من أجل إطلاق سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
المؤسسات الحقوقية المستقلة وهي "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان"، و"مركز الميزان"، و"مؤسسة الحق"، طالبت "بإنهاء حالة الإخفاء القسري التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ويتعرض لها مئات المعتقلين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، وضمنهم عشرات النساء".
والأحد، أعلنت هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) أن "الاحتلال يحتجز في سجونه 142 أسيرة من غزة، بينهنّ طفلات رضيعات".
ودعت المؤسسات الثلاث "الجهات المعنية بالتدخل لكشف مصير وأسماء المعتقلين، ووقف أعمال التنكيل والتعذيب الجارية خلال عمليات الاعتقال التعسفي بمناطق التوغل البري في القطاع (…)، وتمكين الطواقم القانونية من اللقاء بهم، ووقف كل إجراءات التعذيب والتنكيل الانتقامية بحقهم".
ووفق معلومات وشهادات، تقول المؤسسات إن "قوات الاحتلال (الإسرائيلي) تواصل منذ عدة أيام، عمليات اعتقال جماعية لمئات السكان المدنيين، خاصة من سكان شمال غزة، ومدينة غزة، سواء من منازلهم أو من داخل مراكز الإيواء في المدارس التابعة للأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)".
وقالت إن تلك القوات تجبر المعتقلين "على خلع ملابسهم والاصطفاف في طوابير، والجلوس في الشوارع وهم شبه عراة في وضع مُذل، فضلاً عن تعريضهم للتعذيب والتنكيل، قبل اقتيادهم وهم مكدسون بعضهم فوق بعض، في شاحنات لأماكن مجهولة".
وأدانت المؤسسات "محاولات الاحتلال التضليل بأنهم من أفراد المقاومة، ما يشكل تهديداً على حياتهم، إضافة إلى نقلهم والتعامل معهم بشكل مذل وحاط بالكرامة الإنسانية".
وحملت "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين والمعتقلات"، وطالبت المنظمات الدولية المعنية والمجتمع الدولي بـ"التدخل الفوري والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع المعتقلين والمعتقلات تعسفياً".
كما طالبت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "بالتحرك الجاد لإنجاز التحقيق، وإصدار مذكرات اعتقال والنظر في الجرائم الواردة، بحكم أنها ضمن اختصاص المحكمة".
يذكر أنه في يوم الإثنين، اقتحم الجيش الإسرائيلي عدداً من المدارس في منطقة الفالوجا شمالي القطاع، واعتقل الرجال الذين كانوا فيها، فيما طرد النساء والأطفال، وسط أجواء من الذعر والخوف التي سادت بينهم.
في سياق متصل قالت قناة عبرية، مساء الإثنين، إن إسرائيل مستعدة لاستئناف الاتصالات مع الوسطاء، من أجل إطلاق سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وصباح الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، انتهت هدنة امتدت لأسبوع بين إسرائيل و"حماس" بوساطة قطرية مصرية أمريكية أطلق خلالها سراح 84 طفلاً وامرأة إسرائيليين، إضافة إلى 24 مواطناً أجنبياً من قطاع غزة، بينما أفرجت إسرائيل عن 240 أسيراً فلسطينياً (71 امرأة و169 طفلاً)، قبل أن تستأنف حربها المدمرة.
وقالت القناة "12" العبرية الخاصة: "إسرائيل مستعدة لاستئناف الاتصالات، من أجل إطلاق سراح المختطفين في غزة". وأضافت: "الفئة (التي سيجري التفاوض على إطلاق سراحها) تظل إنسانية، وتشمل النساء اللواتي ما زلن في الأسر، والمرضى والجرحى والمسنين".
وكانت إسرائيل قد طالبت "حماس" بإطلاق سراح نساء زعمت أنهن مدنيات وهو ما رفضته الحركة، وأكدت أنهن مجندات وتم أسرهن بالزي العسكري، واعتبرته مخالفاً لبنود اتفاق الهدنة، وأكدت أن التفاوض على إطلاق سراح الجنود سيكون في مرحلة لاحقة، ما تسبب في انهيار الهدنة، وفق تصريحات لمسؤولين في "حماس".
ولا يزال لدى حركة "حماس" في غزة، 137 محتجزاً، بينهم 126 إسرائيليين و11 أجنبياً، وفق إعلام عبري.
وتابعت القناة: "تشير التقديرات إلى أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد في الأسبوع المقبل، لكنهم (في إسرائيل) يريدون فتح مسار متجدد، للاستفادة من الضغط على حماس في القتال".
ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه، قوله إن "شدة القتال بدأت تفتح طريقاً لا ينبغي تفويته". وأضافت: "تحاول إسرائيل أيضاً زيادة الضغوط على الصليب الأحمر، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو برئيسة المنظمة (ميريانا سبولياريتش إيغر)، التي من المتوقع أن تصل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة".
وفي أكثر من مناسبة منذ بداية الحرب، طالبت إسرائيل الصليب الأحمر بزيارة المحتجزين بغزة وتقديم الأدوية اللازمة للمرضى منهم.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للقناة (لم تسمه)، إن "الظروف التي يمكن في ظلها البدء في صياغة اتفاقيات جديدة، سواء من وجهة نظر حماس أو إسرائيل، قد نضجت الآن". وتابع: "تلقى رئيس الموساد ديدي برنيع، توجيهات جديدة بالبدء بالاستماع إلى ما يقوله الوسطاء"، وقال المصدر نفسه: "إذا أراد القطريون التحدث، فسوف نستمع".
لكن المصدر قال إن "إسرائيل حددت بعض المشاكل، التي يمكن أن تجعل الصفقة صعبة".
وأوضحت القناة العبرية: "جزء من قيادة حماس غادر قطر، وإسرائيل موجودة فعلياً في المنطقتين (شمال وجنوب القطاع)، وليس فقط في شمال القطاع، وهو ما يعقد قنوات الاتصال".
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الإثنين، 18 ألفا و205 قتلى، و49 ألفا و645 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.