الماء مقابل الكهرباء: تفاهم أردني إسرائيلي إماراتي على مواصلة دراسة الجدوى

الماء مقابل الكهرباء: تفاهم أردني إسرائيلي إماراتي على مواصلة دراسة الجدوى

زمن برس، فلسطين:  وقع الأردن والإمارات وإسرائيل، اليوم الثلاثاء، على مذكرة تفاهم تنص على مواصلة "دراسات الجدوى" المتعلقة بمشروع مقايضة الماء بالكهرباء، على هامش مؤتمر المناخ "كوب 27" المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ المصرية.

 

جاء ذلك بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ("بترا")، وذلك في أعقاب تقارير إسرائيلية حول تردد الجانب الأردني في التوقيع على مذكرة التفاهم في ظل المخاوف من الإضرار بمعادلة "الستاتوس كو" (Status quo) التي تحدد "الوضع القائم" في القدس المحتلة على خلفية صعود تيار الصهيونية الدينية في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

وذكرت الوكالة الرسمية الأردنية أن وزير المياه والري، محمد النجار، وقع مذكرة التفاهم عن الحكومة الأردنية. وعن الجانب الإماراتي وقعت وزيرة البيئة والتغير المناخي، مريم المهيري، وعن الجانب الإسرائيلي، وقع وزير التعاون الإقليمي، عيساوي فريج.

وجاء في نص نذكرة التفاهم أنها "تنطوي فقط على تعبير الأطراف الثلاثة عن النية، ولا تنشئ أو تؤثر على أي حقوق أو التزامات ضمن القانون الدولي". كما تنص على "السعي من أجل إحراز تقدم في الاستفادة من المساعدة، والدعم من الجهات الدولية ذات العلاقة والشركاء، وبشكل طوعي أو عند الحاجة، بشرط موافقة جميع الأطراف على إعداد الخطط الضرورية، وذلك بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المقبل في دولة الإمارات".

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وقع الأردن والإمارات وإسرائيل "إعلان نوايا" للدخول في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه. وينص "إعلان النوايا" على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لمصلحة إسرائيل، بينما تعمل تل أبيب على تحلية المياه لمصلحة الأردن الذي يعاني من الجفاف ويحصل بالفعل على حصص مياه من بحيرة طبرية.

وحسب الاتفاق، فإن الإمارات تتعهد بتمويل المشروع الذي يأتي في إطار المشاريع الاقتصادية المرتبطة بمسار اتفاقات التطبيع مع إسرائيل. وقوبل الإعلان عن التفاهمات الثلاثية بشأن المشروع، العام الماضي، بغضب شعبي واسع في الأردن، ودعوات إلى تظاهرات احتجاجية ضد الاتفاقية.

وكانت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية قد أشارت في تقرير أوردته مساء الأحد الماضي، إلى أن الاتفاق الذي ستوقع عليه الأطراف الثلاثة يتضمن التزاما بتسريع خطوات تنفيذ المراحل المختلفة للمشروع، وعلى رأسها بناء حقل ضخم للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية وإنشاء محطة تحلية على ساحل البحر المتوسط شمالي فلسطين المحتلة.

وأوضح التقرير أن الاتفاق ينص على تعهد كل من الأردن وإسرائيل بتقديم حلول لجميع القضايا قيد الدراسة وعمليات التخطيط المرتبطة بالمشروع، ولفتت إلى أن اللجان المشتركة ستتولى مراقبة وإدارة المشروع، لافتة إلى أن الإمارات ستحتضن خلال عام مؤتمرا يناقش مدى التقدم الذي أحرزه المشروع.

واعتبر التقرير أن تدشين المشروع يفترض أن يشجع كلا من الأردن وإسرائيل على تطوير المبادرات المتعلقة بتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية وتوسيع مجالات عمل محطات تحلية المياه؛ وبحسب الصحيفة فإن التوقيع على الاتفاق يُعد بمثابة "إعلان نوايا" أردني إماراتي تجاه الحكومة الجديدة التي ستتشكل في إسرائيل في أعقاب الانتخابات، والتي سيسيطر عليها "الليكود" والأحزاب التي تمثل أقصى اليمين الديني اليهودي.

وتوقعت الصحيفة ألا يتأثر المشروع بتشكيل الحكومة الجديدة في تل أبيب، مشيرة إلى أن رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يتجه إلى تشكيل حكومته السادسة، سيظهر حماسا لتنفيذ الاتفاق، رغم العلاقات المتوترة التي كانت سائدة بين حكومته والأردن.

في هذا السياق، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، بأن نتنياهو بعث برسائل طمأنة للأردن، عبر قنوات دبلوماسية بالإضافة إلى رسائل نقلها الوفد الإسرائيلي المشارك في "كوب27" لتخفيف المخاوف لدى الجانب الأردني وحثه على التوقيع على اتفاق التفاهمات الذي يمهد الطريق لإطلاق مشاريع مشتركة بين عمان وتل أبيب وأبو ظبي تتعلق بقطاعي الطاقة والمياه.