"مسيرة الأعلام" تدخل البلدة القديمة: الاحتلال يقمع المقدسيين ويعتدي على الصحافيين

"مسيرة الأعلام" تدخل البلدة القديمة: الاحتلال يقمع المقدسيين ويعتدي على الصحافيين

زمن برس، فلسطين:  وصلت "مسيرة الأعلام" الاستيطانية التي نظمها عنصريون يهود في مدينة القدس، إلى باحات حائط البراق بعد مرورها من بابي العامود والخليل مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في المدينة المحتلة، فيما اعتدت قوات الاحتلال على المقدسيين ونفذت حملة اعتقالات واسعة وفرقت بالقوة مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة.

واعتدى المستوطنون على محال المقدسيين وعلى الفلسطينيين وسط استفزازات استمرت على طول المسيرة التي انطلقت بعد ظهر اليوم من الشق الغربي للمدينة وشهدت مشاركة أعضاء في الكنيست ومسؤولين في بلدية الاحتلال في القدس ورموز اليمين الاستيطاني العنصري المتطرف.

وأعلنت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 40 إصابة في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس، وتم نقل 15 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج فيما تم علاج سائر الإصابات ميدانيا. وأوضحت الجمعية أن الإصابات المسجلة هي من جراء التعرض للأعيرة المطاطية والضرب وغاز الفلفل.

 

كما أفادت "الهلال الأحمر"، في بيان لاحق، بأن طواقمها نقلت مصابا بالرصاص الحي إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذكرت الجمعية أن المصاب تعرض لعيار ناري في القدم، ولم توضح الجمعية مصدر إطلاق النار أو مكان الاستهداف، في حين أفادت تقارير بأن الشاب الفلسطيني أصيب برصاص مستوطنين.

وأكد مراسل "عرب 48" أمير علي بويرات، أن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات عشوائية عنيفة واسعة استهدفت خلالها الشبان الفلسطينيين في محيط البلدة القديمة، فيما هاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة<

كما وثقت عداسات الصحافيين الاعتداءات الوحشية على النساء والفتيات والفتية المقدسيين في منطقة باب الساهرة في محاولة لتفريقهم قبل أن يتم اعتقال عدد منهم، وأفاد شهود عيان أن من بين المعتقلين سيدتين على الأقل وعدد من الفتية.

وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص المطاطي والقنابل المدمعة والصوتية المشاركين في مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية في باب الساهرة ومدخل شارع صلاح الدين، فيما اعتدت على الصحافيين في منطقة باب العامود ومحيط البلدة القديمة.

 

كما لاحقت شرطة الاحتلال التي عززت قواتها في القدس، طائرة "درون" حلقت في سماء البلدة القديمة في المدينة المحتلة، مع بدء وصول المستوطنين إلى منطقة باب العامود، وأعلنت شرطة الاحتلال استهداف المُسيّرة بعد أن تمكنت من التحليق لفترة طويلة في أجواء القدس.

وادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن "مسيرة الأعلام" تشهد مشاركة نحو 25 ألف شخص، علما بأن المسيرة الاستفزازية تنتهي بالوصول إلى باحات حائط البراق حيث سيقوم المتطرفون برقصة احتفالية ويقومون بطقوس تلمودية بمشاركة حاخامات إسرائيليين كبار وشخصيات عامة.

ونفذت قوات الاحتلال في القدس حملة اعتقالات عشوائية استهدفت شبان فلسطينيين تواجدوا في منطقة باب العامود ومحيط البلدة القديمة، كما اعتدت على مسعفين وفتات فلسطينيات بالهراوات واقتادهن للتحقيق في مراكز الاعتقال في المدينة.

 

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") أن الآلاف من الإسرائيليين توافدوا من عدة أحياء، نحو منطقة باب العامود، في ظل أجواء متوترة، وأضافت أن المئات من المستوطنين وصلوا بالفعل إلى منطقة باب العامود، وبدأوا بالتجمع استعدادا لاقتحام البلدة القديمة.

ونقلت "كان 11" عن رئيس شعبية العمليات في شرطة الاحتلال قوله إن قوات الشرطة اعتقلت نحو 32 شخصا في القدس المحتلة، في حين أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال نفذت عشرات الاعتقالات لأطفال وفتيات في محيط البلدة القديمة، واعتدت بوحشية على الفلسطينيين المستهدفين في عمليات الاعتقال.

وذكر شهود عيان أن عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، وصل إلى باب العامود للمشاركة بالمسيرة، وردد المستوطنون هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب ومسيئة للنبي محمد وتنال من ذكرى الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من بينها: "الموت للعرب" و"شيرين ماتت.. شيرين ماتت".

ودارت مواجهات بين مقدسيين ويهود متطرفين في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس المحتلة، ظهر اليوم الأحد، قبيل انطلاق "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، التي تمر من باب العامود والحي الإسلامي وصولا إلى باحة حائط البراق.

 

وبدأت هذه المواجهات من جانب شبان يهود، يجولون في البلدة القديمة ومحيطها، حاملين أعلام إسرائيل وينشدون أغاني المستوطنين، ويطلقون هتافات وعبارات عنصرية ضد الفلسطينيين، وقسم منهم رش فلسطينيون، وبينهم نساء مسنات، بغاز الفلفل، ما دفع الشبان المقدسيين إلى إلقاء كراسي وزجاجات ماء بلاستيكية وحجارة باتجاه المعتدين اليهود.

ويقول العنصريون اليهود في أناشيدهم وهم يجولون في أزقة البلدة القديمة: "أنتقم مرة واحدة بعينيّ من فلسطين"، وفقا لموقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني. وأغلق معظم التجار المقدسيون حوانيتهم في شارع الواد داخل سوق القدس بسبب المواجهات

 

وتأتي هذه المواجهات بعد اقتحام عدد كبير من المستوطنين للمسجد الأقصى، في الصباح وبعد الظهر. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى بلغ قرابة 2600 يهودي.

وجاء في بيان للشرطة أنها "عززت القوات في القدس وتستعد لتسيير ميرة الأعلام في الساعات القريبة. وستبدأ المسيرة بعد الظهر من وسط القدس، وتمر من خلال بوابات البلدة القديمة".

وأعلنت "الهلال الأحمر" عن فتح مستشفى ميداني في مركز الإسعاف بحي الصوانة. وقالت الجمعية إن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على طواقمها في محيط باب العامود في القدس المحتلة خلال محاولتهم الوصول إلى أحد الإصابات.