شهيد باشتباكات مع قوات الاحتلال عقب اقتحام جنين

زمن برس، فلسطين:  استشهد شاب وأصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم، السبت، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بالجرافات العسكرية مدينة ومخيم جنين، صباح اليوم، مما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، بحسب ما أفادت تقارير محلية.

 

وأُعلن عبر مكبرات الصوت في مساجد مخيم جنين، استشهاد الشاب أحمد السعدي (21 عاما)، في الاشتباكات مع قوات الاحتلال؛ وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب إثر إصابته برصاصة في الرأس وأخرى في الصدر.

وذكرت وزارة الصحة أن الاشتباكات أسفرت كذلك عن 15 إصابة بينها إصابتان بالبطن، إحداها لشابة تبلغ من العمر 19 عاما، أدخلت لغرف العمليات، ولفت إلى نقل الإصابات خلال المواجهات في المخيم، إلى مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا.

فيما أفادت مصادر محلية بوصول ثلاث إصابات من مخيم جنين لمستشفى ابن سينا، لافتة إلى أن الإصابات بالرصاص الحي في الظهر والكتف والفخذ، وأكدت أن حالات المصابين مستقرة.

 

وبحسب المصادر، فإن قوات الاحتلال اقتحمت جنين ومخيمها من عدة مداخل، في عملية شملت اقتاحمات في القرى والبلدات المحيطة؛ وحاصرت قوات الاحتلال منزل منفذ عملية تل أبيب، الشهيد رعد حازم.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب، عن بدء عملية عسكرية في مدينة جنين ومحيطها وفي مخيم اللاجئين في جنين، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، ونفى، في بيان لاحق، إصابة عناصر من قواته.

وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات اندلعت بين الشبّان وقوات الاحتلال عند أطراف المخيم. ولفتت إلى أن قوات الاحتلال حاولت فرض حصار على جنين والمخيم وإغلاق جميع الشوارع والطرق.

وذكرت المصادر أن وحدات كبيرة من جيش الاحتلال شاركت في الاقتحام الذي نفذته من جميع الاتجاهات، حاصرت خلاله مخيم جنين ومنزل عائلة منفذ عملية تل أبيب، رعد فتحي حازم، وطالبتهم بتسليم أنفسهم عبر مكبرات الصوت.

 

ونعت فصائل المقاومة الفلسطينية الشهيد أحمد السعدي، "أحد أبطال كتيبة جنين" الذي استشهد "أثناء تصديه لقوات العدو الصهيوني المقتحمة لمخيم جنين".

وأفادت مصادر محلية بأن مُسيرات الاستطلاع التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي حلقت في أجواء جنين، وذكرت أن جيش الاحتلال دفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المخيم.

 

وقال شهود عيان إن قوة عسكرية إسرائيلية، اقتحمت مخيم جنين برفقة جرافات وآليات معززة، وحاصرت منزل عائلة رعد حازم، منفذ عملية إطلاق نار في مدينة تل أبيب، مساء الخميس الماضي.

وأوضح الشهود أن القوة طالبت العائلة بتسليم نفسها، والخروج من المنزل، وحاولت اعتقال والد الشهيد، وأضافت المصادر أن عددا من قناصة الاحتلال انتشروا في عدة أحياء من المخيم.

وبحسب مصادر فلسطينية، فإن قوات الاحتلال انسحبت من المخيم بعد أن فشلت في اعتقال فتحي حازم، والد الشهيد رعد، الذي كانت قد طالبته بتسليم نفسه لأجهزة أمن الاحتلال، في سياق العقاب الجماعي الذي تحاول سلطات الاحتلال فرضه على ذوي الشهداء.

وتعرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية لدى اقتحامها المخيم عبر مدينة جنين، إلى كمائن إطلاق نار وعبوات ناسفة.

اعتقال شابين بعد إصابتهما بجروح خطيرة

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، أن قواته أخذت قياسات منزل الشهيد رعد حازم منفذ عملية إطلاق النار في مدينة تل أبيب قبل يومين، وذلك تمهيدا لهدمه، كما أعلن اعتقال شابين من منطقة مدينة جنين والقرى المجاورة بزعم "الاشتباه بضلوعهما في أعمال إرهابية".

وقال جيش الاحتلال، في بيانه، إن قواته تعرضت لإطلاق النار خلال العملية في جنين؛ وقال إنه اعتقل شابين ينتميان إلى "سريا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، وذلك بعد "تحييدهما" إثر إصابتهما بأعيرة نارية، وزعم أن عملياته في المنطقة جاءت بناء على معلومات استخبارية دقيقة من شعبة المخابرات والشاباك.

وعُلم أن أحد المعتقلين هو الشاب نور الجربوع الذي أصيب بـ10 طلقات نارية بالبطن والصدر في مخيم جنين، علمًا بأن أجهزة السلطة أفرجت عنه مؤخرًا بعدما تعرض للشبح والتعذيب في مركز أمني في أريحا.

كما عُلم أن قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال وعناصر من وحدة "المستعربين"، اعتقلت الشاب نور الدين حمادة، بعد اقتحام منزله في بلدة برقين في محافظة جنين، وذلك بالتزامن مع اقتحام المخيم.

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد دراوشة من أطراف مخيم جنين، فيما داهمت قوات الاحتلال أحد المنازل في منطقة المدارس في جنين.

بدورها، أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي"، أن الشهيد أحمد السعدي، هو "أحد عناصر سرايا القدس"، الجناح المسلّح لها.

وأضاف المتحدث باسم الحركة، طارق سلمي، في بيان، أن "المجاهد أحمد السعدي، أحد مقاتلي سرايا القدس، وقادتها، ارتقى شهيدًا، أثناء قيامه بواجبه الجهادي والشرعي في قتال العدو".

 

واتهمت الحركة سلطات الاحتلال الإسرائيلية، "بمحاولة تصدير أزماتها الداخلية، والخروج من حالة الصدمة التي شكّلتها عمليات المقاومة في عمق مستوطناتها، بالعدوان على الشعب".

وحذّرت الحركة، إسرائيل من "استمرار عدوانها"، قائلة إنها لن تسمح "للعدو" بأن يستفرد بأبناء شعبها.

بدورها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى "التصعيد في الضفة الغربية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، ونصرة لسكان مخيم جنين". وحذّرت إسرائيل، في بيان، قائلة إن "دماء الشهداء لن تذهب هدرا".

 

وحيّت حركة "حماس" الشبان المقاومين في جنين، في بيان صدر عن المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، ووصفت المواجهات التي خاضوها مع قوات الاحتلال بـ"الأعمال البطولية الشجاعة التي ترسم معالم المرحلة القادمة في الصراع مع المحتل".

وأضاف برهوم: "ندعو شباب الضفة المجاهدين والمقاومين لتشكيل درع حامي لأهالي الشهداء والدفاع عنهم"، وتابع "ميادين المواجهة مع الاحتلال يجب أن تبقى مفتوحة وممتدة وبكل أشكال المقاومة في كل ساحات الضفة ومدنها وقراها".

ومساء الخميس، نفذ رعد فتح حازم، عملية إطلاق نار وسط تل أبيب أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 10 آخرين، قبل أن يستشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بعد مطاردة استمرت نحو 9 ساعات.