"هآرتس": ربط قضايا غزة بصفقة تبادل يقربنا من مواجهة حماس

"هآرتس": ربط قضايا غزة بصفقة تبادل يقربنا من مواجهة حماس

زمن برس، فلسطين:  هاجمت صحيفة عبرية، سلوك حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نفتالي بينيت، في تعاطيها مع مشكلة قطاع غزة المحاصر، وهو السلوك الذي يقرب "تل أبيب" من مواجهة غير ضرورية مع غزة. 

وأوضحت "هآرتس" في تقرير أعده الصحفي الإسرائيلي رفيف دروكر، أن "كابينت (المجلس الأمني المصغر) بينيت، قام بعقد جلسة قبل فترة قصيرة حول غزة، ومثلما هو دارج عندنا، رئيس الأركان أفيف كوخافي هو الذي قام بتأطير النقاش". 

ونوه كوخافي خلال حديثه، أن "هناك 3 خيارات هي؛ إدارة الوضع؛ بمعنى مواصلة الأمور كما هي الآن؛ احتلال غزة، والثالث، سنغافورة (بحسب زعمه)". 

وذكرت الصحيفة، أنه "يصعب تخيل ما ذهب إليه كوخافي، لسبب ما، هو لم يرغب في التفصيل، واكتفى بهذه الأقوال في ساحة المستوى السياسي، وكأن الخيارين الأخيرين يوجدان في ملعب آخر، لقد أظهر كوخافي، أنه شخص كلاسيكي". 

وأشارت إلى حالة من الجدل سبقت تعيين رئيس الأركان عندما كان أفيغدور ليبرمان وزيرا للأمن، حيث كان يرغب في اختيار الجنرال نيتسان ألون، لكنه فشل في فرضه على رئيس الحكومة حينها بنيامين نتنياهو، وبعدها قام باختيار كوخافي وعرضه على نتنياهو حينما كان على سفر بطائرة مروحية، ما دقعه لأن "يصرخ غضبا" في وجه ليبرمان رفضا لهذا الاختيار، ولكن الأخير أعلن عن "تعيين كوخافي ونتنياهو قام بابتلاع الضفدع".

ولفتت "هآرتس"، إلى أن "المستوى السياسي لا يرغب في كوخافي، رغم إنجازاته كثيرة"، موضحة أنه "في حالة غزة كان يوجد موقف منفرد في الكابينت، وهو موقف وزير الأمن الداخلي عومر بار- ليف، الذي حاول تحدي النموذج، فمنذ 20 سنة نحن نفعل نفس الشيء، والوضع يتدهور وحماس تزداد قوة، وفي كل مرة ضررها يكون أكبر، فلماذا نستمر في هذه الخطة الحالية؟". 

وتابعت: "بصورة مفاجئة، لم تسمع في الغرفة معارضة كاسحة، جدعون ساعر، قال جملة استخفت باحتمالية إجراء تسوية مع حماس، بار- ليف صمم، وأكد ان منح غزة مطارا لا يبدو أمرا فظيعا بالنسبة له، وفي حال خرقت حماس القواعد، ندمره خلال 15 دقيقة". 

وقالت الصحيفة: "للأسف الشديد لم يتطور أي نقاش حقيقي، وكالعادة، ساد ناك اتفاق بأن هذا ليس وقته، والحكومة غير مستعدة لذلك، وسيناقش الأمر فيما بعد"، منوهة أن "رئيس الحكومة ذكر عدة ملاحظات هامة، ولم يستبعد الفكرة كليا، بل حتى ذكر أن الوزير يسرائيل كاتس، أيد سابقا إقامة جزيرة صناعية".

ونبهت إلى أن "إسرائيل كعادتها، تدور في نفس الحلقة المفرغة؛ غزة لا تزعجنا الآن فلماذا نخاطر؟، عندما سيتم اطلاق القذائف فنحن بالتأكيد لن نغير أي شيء، والأسوأ من ذلك هو أن وزير الأمني بيني غانتس، تبنى سياسة مرفوضة، تربط بين جنودنا الأسرى لدى حماس وبين مسائل استراتيجية تخص غزة". 

وذكرت "هآرتس"، أن " غانتس يعتقد أن هذا واجب، وهو يشعر بأنه ملتزم بوعوده الانتخابية، في حينه كان هذا شعبوية رخيصة وعدم مسؤولية، هناك ذرائع من أجلها يجب على اسرائيل المخاطرة بمواجهة مع غزة، لكن هذا ليس الموضوع، لن يقوموا بمنع دخول بضائع مهمة لغزة حتى تكون هناك صفقة تبادل". 

ورجحت أن هناك "اتفاق بين بينيت وغانتس في هذا الأمر، وبذلك يمكنهما تقريبنا من مواجهة غير ضرورية مع حماس"، مشيرة إلى أن "بينيت وغانتس يتفاخران، بقصف عقارات فاخرة ردا على كل بالون حارق، وفي محاولتهما تغيير الطريقة التي يتم فيها نقل الأموال القطرية للقطاع".

ونبهت الصحيفة في نهاية حديثها، أن "هذه هي المادة التجميلية التي تعطيهما (بينيت وغانتس) القليل من الوقت السياسي،  لقد حان الوقت لتغيير هذا النموذج أمام غزة، وكوخافي لن يضع العقبات". 

وفي ذات السياق، زعم غانتس مجددا، أن "إسرائيل مستعدة لكل سيناريو مع غزة؛ تسوية أو تصعيد، لقد قلت في نهاية العملية الأخيرة، ما كان ليس ما سيكون؛ سياسيا وعمليا، لقد أظهرنا هذا عن طريق ردود أفعالنا التي تصاعدت في مواجهة أي عمل".

وبحسب موقع "i24" الإسرائيلي، جاءت تصريحات غانتس أمس، خلال جولة له في الجنوب، "أجرى خلالها تقييما أمنيا للوضع في فرقة غزة العسكرية، حيث تم عرض النقاط الرئيسية للتحقيق حول العدوان الأخير على غزة". 

وقال: "مستمرون في مساعدة شركائنا المصريين (نظام السيسي)، الذين يؤدون دورا ايجابيا مثل جهات دولية أخرى، بالعمل على إعادة الهدوء لفترة طويلة، عندها سيحصل سكان غزة على تحسين اقتصادي وجنودنا سيعودون إلينا، وإلى جانب ذلك، نحن عمليا نجمع مئات الأهداف الجديدة لإزالة أي عامل تهديد".