خبير إسرائيلي يكشف تفاصيل الخلاف بين كوخافي وكوهين
زمن برس، فلسطين: قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الجدل الجوهري حول ردع إيران ممزوج بالمعارك على الموارد والأبعاد الشخصية بين رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، ما يطرح أسئلة كثيرة حول دورهما، ولماذا ينشأ خلاف بينهما الآن".
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الخلافات بين الموساد والجيش بشأن القضايا التشغيلية والاستراتيجية كانت موجودة دائما، وستظل كذلك في المستقبل، لكن الآونة الأخيرة شهدت ظهور مثل هذا الجدل بوسائل الإعلام نتيجة مهاجمة سفينة إسرائيلية في الخليج العربي".
وأوضح بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وغطى الحروب العربية الإسرائيلية، أنه "فيما طالب كوهين برد جريء، فإن كوخافي أيد ردا أكثر اعتدالا، لكن من المستحيل استبعاد احتمال أن يكون مثل هذا الخلاف، الذي عرف طريقه لوسائل التواصل الاجتماعي، لا يخفي خلفه صراعا على السلطة مستمر منذ فترة طويلة داخل أقطاب المؤسسة الأمنية في إسرائيل، إنه صراع على القيادة وتحديد السياسة العملياتية".
وأشار إلى أن "هذا الجدل بلا شك يثير تساؤلا جوهريا حول ما الذي سيردع الإيرانيين أكثر على المديين القصير والطويل، رغم أنه خلاف على الموارد، فضلا عن مسألة المكانة الشخصية للقائدين الإسرائيليين، على خلفية المواجهة المعقدة بين المؤسسة الدفاعية والمخابرات والجيش والموساد وجهاز الأمن العام في التصدي لأذرع الأخطبوط الإيراني، وكل منها بأساليبها الفريدة والساحة الخاصة بها والعمليات المشتركة".
وأكد أنه "يتم تنفيذ الجزء الأكبر من أنشطة الموساد في الخفاء، ويمكن تقدير أن في مركزها هي المراقبة الاستخباراتية، وإحباط برنامج الأسلحة النووية الإيراني، ويلعب دورا مهما للغاية في إحباط جهود التكثيف والأنشطة الموجهة ضد إسرائيل، وكذلك الأمر بالنسبة للشاباك، الذي يركز على مكافحة الهجمات ضد إسرائيل، داخل المناطق الفلسطينية وخارجها، وتأمين المنشآت والمعلومات فيها".
وأشار إلى أن "الجيش والشاباك يتلقيان المعلومات والاستخبارات لعملهما من وحدات الجمع والتقييم التابعة لقسم الاستخبارات العسكرية-أمان، والوحدة 8200، ووحدات الذكاء المرئي، ومن دونها، فإن الموساد والشاباك يتلمسان عملهما في الظلام، مع أن الموساد هو المسؤول الوحيد في الوجهات البعيدة كإيران عن جمع المعلومات الاستخبارية ومكافحة العمليات المعادية".
وأوضح أن "الشيء نفسه ينطبق على العلاقات السياسية والعسكرية غير الرسمية مع إيران في الخليج العربي، حيث يشارك الجيش في العديد من جوانب التعامل مع إيران في الخليج العربي ومنطقة البحر الأحمر، كاليمن ومصر وباب المندب، وفي مراقبة العمليات في المنشآت العسكرية والبحرية الإيرانية، مع الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين".
وكشف أن "المعلومات الاستخبارية عالية الجودة التي يقدمها الجيش في الوقت الحقيقي هي البنية التحتية الأساسية لعمليات الجيش في سوريا والعراق، وعلى الحدود مع إسرائيل في الجولان وسيناء، فالجيش يعمل في إطار الحفاظ على حرية عمله في هذه القطاعات، خاصة على صعيد التفوق الجوي والاستخباراتي".
وأكد أنه "من حيث المبدأ من المفترض أن يتم إجراء الجيش لما تعرف بسياسة "دون عتبة الحرب"؛ لذلك يحتفظ عادة بتغطية إعلامية، ولا يرد رسميا عندما يتم نشر معلومات من مصادر عربية أو إيرانية أو أجنبية أخرى حول هذا الإجراء أو ذاك المنسوب لإسرائيل، لترك "مساحة إنكار" للحكومة التي تنفذ في عدد من الدول استراتيجية "المعركة بين الحروب"؛ حتى لا تضطر للرد، ويؤدي للتصعيد والحرب".
ولفت إلى أن "هذا هو السبب في أن الجيش يكرس الكثير من الجهد لضرب أهداف نوعية "جراحيا" دون إسقاط إصابات في معارك غير متورطة، ومن دون أضرار عرضية كبيرة، وهناك جزء آخر يحظى بالدعاية في كثير من الأحيان، وهي "عمليات حركية" تقوم فيها طائرات سلاح الجو، أو وحدات برية، بإلحاق الضرر المادي بالممتلكات الإيرانية أو العناصر وإحباطهم".
وأوضح أنه "في مثل هذه العمليات يصعب إخفاء التحولات الناجمة عن إطلاق النار والدخان ومحاولات الاعتراض، لكن طالما أن إسرائيل لا تتحمل المسؤولية، فحتى الإيرانيين ينتقلون لجدول الأعمال من أجل الأضرار التي لحقت بهم، وهذا النمط من العمل موجود منذ 2013، عندما بدأ الجيش بوقف إرسال الأسلحة النوعية الخارقة للتوازن من إيران إلى لبنان عبر سوريا".
وختم بالقول إنه "على هذه الخلفية، يجب فحص "ثني الأيدي" خلف الكواليس بين رئيس الموساد ورئيس الأركان، صحيح أن عمليات الموساد مهمة للغاية بكل المقاييس، لكن الجيش تمكن من ردع الإيرانيين أكثر منه في تأخير تقدم البرنامج النووي الإيراني، ويبقى الفرق أن الظهور الإعلامي ليوسي كوهين بات بارزا أكثر بكثير من أسلافه في هذا المنصب".