خبير إسرائيلي: تحديات أمنية وتقنية تواجه القبة الحديدية
زمن برس، فلسطين: قال خبير عسكري إسرائيلي إن "عقدا من الزمن مر منذ ضغط الجيش على الزر الأحمر لأول اعتراض لصواريخ القسام التي أطلقتها حماس عبر القبة الحديدية"، مشيرا إلى أن تحديات أمنية تواجهها.
وأضاف أمير بوخبوط، في تقريره على موقع ويللا، أن "التحديات أكثر تعقيدا وخطورة على القباب الحديدية، ولم تعد الصواريخ البسيطة السائدة في الماضي، لكن المنظمات الفلسطينية والدول المعادية تسعى لتطويرها، ولعل التحديات الناشئة هي التهديدات المباشرة للبطاريات، والجهود المبذولة للإضرار بالتكنولوجيا التي تدعم تحديد الهوية والمراقبة والاعتراض".
ونقل عن ضابط من نظام الدفاع الجوي أنه "منذ عقد من الزمن، كان الغرض من بطاريات القبة الحديدية اعتراض الصواريخ، لكن ما يحدث اليوم من هجمات صاروخية في السعودية والعراق وأفغانستان وأرمينيا وأماكن أخرى تشكل تحديا لأنظمة الدفاع والرادارات".
وأضاف أن "إيران وحزب الله وحماس تسعى لجعل الحملة العسكرية القادمة مصدر تحدّ لمنظومة الدفاع الجوي في إسرائيل، مع وجود عدد كبير من الصواريخ وقذائف الهاون وطائرات دون طيار وانتحاريين، وربما عمليات تسلل، وفي مثل هذه الحالة فإن أعداء إسرائيل لم يعودوا بحاجة لمئة ألف صاروخ، رغم أن الصواريخ الدقيقة في مقدمة تهديدات بطاريات القبة الحديدية، وقد لا تقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل".
وأكد أن "الصواريخ سلاح استراتيجي يصل لكل زاوية، ما دفع الجيش للعمل ضد مساعي أعداء إسرائيل للحصول على صواريخ دقيقة، ونظر قادة الدفاع الجوي لما تتعرض له السعودية من تهديدات إيرانية، واعتبروا أنه إذا حدثت مشكلة ستصل لزاوية 180 درجة، مع أن التهديد أتى من الخلف عبر صواريخ كروز والطائرات المأهولة، وتعرف كيف تصل للهدف من جميع الزوايا".
وأوضح أن "التهديدات الرئيسية على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي تنقسم إلى قسمين، الأول والأكثر خطورة هو قدرة الأعداء على إطلاق لصواريخ على مديات ضخمة، وضرب أهداف ضمن دائرة نصف قطرها أقل من 50 مترا، ويصل بعضها لدائرة نصف قطرها بضعة أمتار، مع تهديد آخر يتمثل بقدرة حزب الله وحماس، اللتين تبذلان جهدا هائلا للحصول على صواريخ دقيقة، وفي الوقت ذاته تطوير قدرات الإنتاج".
وأكد أن "الصناعات الدفاعية الإيرانية شكلت قاطرة تكنولوجية في مجال الدقة، وأصبحت لسنوات عديدة مصدرا للمعرفة العسكرية وأنظمة الأسلحة بالشرق الأوسط، وفي سوريا واليمن ولبنان، هربت أسلحة متطورة، وفي أجزاء أخرى حولت القذائف إلى صواريخ دقيقة، وهذه المعرفة، بجانب المعلومات الاستخبارية الدقيقة حول موقع بطاريات الدفاع الجوي، تجعل التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كبيرًا".
ونقل عن مسؤول أمني كبير أن "دقة الصواريخ على مستوى قوي قد تصل لأي نقطة تضر بإسرائيل، سواء الدفاع الجوي ورموز الحكومة والبنى التحتية، وهذه الدقة تنتجها منظمات مسلحة مثل حزب الله وحماس والفصائل الإيرانية في سوريا، وهو ما تعزز عقب هجمات أذربيجان على أرمينيا، ما يجعل من الصواريخ الدقيقة تحديا تقنيا كبيرا لمن يتصدون لها في غضون ثوان معدودة".
وأضاف أن "حماس قبل أشهر أعلنت عن تشغيل طائرة مسيرة، واستخدامها لإلقاء قذيفة هاون على دبابة على حدود غزة، وأدرك قادة البطاريات العاملون في المنطقة الحدودية أن محاولة ضرب الدبابة اليوم، سيتلوها غدا جهد من حماس لتشغيل سرب طائرات دون طيار، لمطاردة بطاريات القبة الحديدية، ومهاجمتها، وبالتالي فلا أحد يستخف بالعدو، لأنه يتطور في عالم الصواريخ، ويخوض سباقا تعليميا، ويشكل إزعاجا للغاية لنا".
ونقل عن أفيف كوخافي، قائد الجيش الإسرائيلي، أننا "بنينا منظومة القبة الحديدية على عجلات؛ لأنه كانت لدينا بطاريات قليلة، في الماضي نشرناها في بئر السبع، وغدا في حيفا، اليوم في عسقلان، ثم في الجولان، ما يؤكد حاجتنا لإعداد طواقمها لإمكانية حدوث ذلك".