الهدنة المؤقتة افضل من الحرب لان قليل السلام قد يفضي الى سلام كبير في حين ان حربا صغيرة تفضي دائما الى حرب كبيرة – المصدر.
لنفرض انكم تسكنون بيتا فيه شقق، ولكم نزاع طويل شديد وعنيف مع أحد الجيران الذي اعلن حتى انه لن يهدأ ولن يستكين حتى يطيركم من المبنى. وهو طول هذه السنين يطرح القمامة على باب شقتكم وانتم تلطخون بابه بالقذارة، وهو يثقب لكم الاطارات وانتم تكسرون له ماسحات السيارة، وهو قد صفع ابنتكم ولكمتم ابنه وهكذا دواليك لعشرات السنين.
وها هو ذا الان، بعد كل سني العداوة وسفك الدماء المتبادل، يقترح عليكم فجأة بوساطة معرفة مشترك، وقف اطلاق نار أو هدنة لمدة خمس سنين أو سبع أو ثلاث عشرة. "لن اصنع السلام معه، لانني لا احتمل سحنته المقززة"، قال لمعرفتكم المشترك، "لكنني مستعد مدة وقف اطلاق النار هذه لان لا يطرح علي بول الكلاب ولا اطرح عليه نجو القطط ولن نكسر ماسحات السيارات ولن نثقب الاطارات ولا الاحذية. أي اننا سنظل متغاضبين لكن بلا عنف". ما اعتقادكم في حالة كهذه، هل كان من الحسن الرد على جاركم السيء هذا؟.
الجواب واضح. في هذه الظروف كان كل انسان ذي عقل لم تختل نفسه بسبب العداوة ولم يأسرها سفك الدم المتبادل، يجيب الجار السيء – على نحو غير مباشر أو مباشر – انه مستعد بيقين للموافقة على وقف اطلاق النار لثلاث سنين أو ثلاث عشرة سنة أو عشرين. بلا أي شروط وبلا أي تحفظات. لانه بحسب كل منطق معقول الاسبوعان ونصف الاسبوع من السلام افضل من سنتين ونصف من الحرب. ولن نتحدث عن ان شيئا قليلا من السلام قد يفضي الى كثير من السلام في حين ان حربا صغيرة تفضي دائما الى حرب كبيرة.