لماذا خسارة الكيلوغرامات الأخيرة تعد أصعب مرحلة في الرجيم؟

زمن برس، فلسطين:  نشر موقع "ذا ساينس اليرت" العلمي تقريرا، تحدث فيه عن المشكلة التي يواجهها من يقومون بالحمية الغذائية، وهي الكيلوات الأخيرة التي يريدون التخلص منها.

وبدأ التقرير الذي ترجمته "عربي21" بقوله: "قمت بما يفترض عليك فعله، قللت من السعرات الحرارية، وتمرنت عدة مرات أسبوعيا، ولم يبق سوى بضع كيلوغرامات عن الهدف المحدد. لكنك تجد وزنك ثابتا لا يتزحزح".

وأضاف: "لطالما كانت الشكاوى مستمرة عن فقدان آخر كيلوغرامات، وبكونها المرحلة الأكثر صعوبة في خسارة الوزن. وللإجابة عن هذا الأمر علينا أن نكتشف الكثير عن العلاقة الديناميكية بين وزن الجسم والشهية، وكيف أننا البشر جاهزون تقريبا وبشكل دائم لتناول الطعام".

وأوضح الموقع أنه عند اتباع نظام غذائي معين لإنقاص الوزن، هناك سببان أساسيان يبطئان من عملية فقدان الوزن عادة مع مرور الوقت.

السبب الأول هو أن استهلاك السعرات الحرارية (الطاقة) ينخفض مع فقدان الوزن. عملية "التمثيل الغذائي البطيئة" تحدث بسبب أن الجسم يحتاج كميات أقل من السعرات الحرارية للحفاظ على حركة الجسم.

على سبيل المثال، يحتاج رجل يبلغ طوله 175 سم وعمره 45 عاما ويزن 90 كغم ونشاطه معتدل إلى تقليل السعرات الحرارية ليخسر 15 كجم خلال ستة أشهر. قام بتقليل السعرات الحرارية من 3200 إلى 2270، إذا تمسك بهذا النظام فسيخسر في المتوسط 2.6 كغم في الشهور الخمسة الأولى و1.8 في الشهر الأخير. وسيحتاج بعد ذلك إلى رفع السعرات الحرارية إلى 2780 سعرة حرارية يوميا حتى يحافظ على الوزن الذي كان هدفه وهو 75 كغم.

السبب الثاني هو أن فقدان الوزن يرافقه زيادة في الشهية.

يخبر هرمون "الليبتين" دماغنا عن كمية الدهون المخزنة في أجسامنا. عندما يكون لدينا وفرة في الدهون المخزنة، يزداد مستوى هرمون "الليبتين"، ويقلل من الشهية. ولكن عندما نفقد دهون الجسم ينخفض مستوى "الليبتين"، ما يجعلنا أكثر جوعا.

التغييرات في استهلاك السعرات الحرارية وتأثير مخازن الدهون في الجسم على الشهية كلاهما يجعل الجسم يثبت على وزن معين على المدى الطويل، لكن آثارهما بالكاد تكون ملحوظة على المدى القصير.

بشكل عام، التأثير السائد على شهيتنا يعتمد على المدة التي تناولنا فيها الطعام آخر مرة، وعلى شعورنا بالامتلاء من آخر وجبة.

لكن إن تركنا أنفسنا دون رادع، فإن إشارات الدماغ ستعرضنا لأن نكون أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام. وذلك لأن معدتنا لديها القدرة على استيعاب سعرات حرارية أكثر مما نستهلك.

ووجدت دراسة أجريت مؤخرا أنه عندما تم تقديم البيتزا للضيوف على وجبة الغذاء ليأكلوا حتى  يشعروا بالشبع بشكل طبيعي، تناولوا ما يقرب من 1580 سعرة حرارية. لكن عندما طلب منهم تناول أكبر كمية ممكنة من الطعام، تناولوا ضعف الرقم. وهذا يدل على أننا جاهزون دائما لتناول الطعام، وقادرون على تناول الطعام بكميات أكثر من حاجتنا الفعلية.

الشعور بالشبع والاكتفاء يتم تحديده بشكل جزئي من خلال نسبة الدهون والكربوهيدارت والبروتين في الوجبة، بالإضافة إلى الحجم الكلي للوجبة. 

وفي الدراسة السابقة، إذا قمنا بتقدم تفاح للمشاركين، لما استطاعوا تناول 1580 سعرة حرارية، وذلك لأنهم سيحتاجون إلى تناول أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من التفاح حتى يحققوا ذلك.

تحتوي البيتزا على حوالي 280 سعرة حرارية لكل 100 غرام، بينما التفاح يحتوي على 50 سعرة حرارية لكل 100 غرام. ولكننا عموما نفضل الأطعمة التي تحتوي على كثافة طاقة عالية، مثل البيتزا والشوكولاتة والبطاطس ونعتبرها ألذ. من الناحية البيولوجية ربما يرجع ذلك إلى أن مثل هذه الأطعمة تجعلنا لا نشعر بالشبع حتى لو أكلنا الكثير منها، وهي لذيذة وممتعة للأكل.

لكن ليس كل الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية تشبع رغباتنا، وهذا يجعلك قادرا على تقليل تناول السعرات الحرارية دون التأثير بشكل كبير على المتعة.

ومع التكرار، ستجد نفسك تختار خيارات تحتوي على سعرات حرارية منخفضة، وتستطيع الحفاظ على وزنك.

بمرور الوقت، قد يكون تناول كميات قليلة من الطعام أمرا صعبا، وسيكون من الصعب ضبط النفس ومقاومة رغباتنا في تناول الأطعمة اللذيذة ذات الكثافة العالية. وبالتالي فإن إنهاء النظام الغذائي أمر لا مفر منه، وهذا يمكن أن يضيف إلى أذهاننا أن فقدان الكيلوغرامات الأخيرة أمر صعب.

بشكل عام، تستقر أوزاننا حول نقطة نجد فيها التوازن بين إغراءات الأطعمة التي ندرجها في نظامنا الغذائي، وضبط كميات الأكل لدينا، والطاقة التي نستهلكها في النشاط البدني. وحتى نحافظ على وزن صحي، يجب أن نتذكر أن الأجسام الأخف وزنا تتطلب سعرات حرارية أقل.