بين "الصحي والنفسي".. أسباب التبول الليلي وطرق علاجه

بين "الصحي والنفسي".. أسباب التبول الليلي وطرق علاجه

زمن برس، فلسطين:  يعاني بعض الأطفال من مشكلة التبول اللاإرادي "الليلي"، على الرغم من تعديهم الخمس سنوات وهو العمر الذي من المفترض أن "يجفوا" فيه، ما يسبب قلقا للأسرة وحرجا للطفل نفسه.

أسباب صحية
وتنقسم أسباب هذه المشكلة لقسمين: نفسي وجسدي. وأوضحت أخصائية طب الأطفال سلوان إبراهيم أن "التبول الليلي اللاإرادي هو عدم سيطرة الطفل على البول أثناء النوم بعد عمر الخمس سنوات، وينقسم لنوعين: أولي- إذا لم يسبق للطفل السيطرة على البول أثناء الليل، وثانوي- إذا كان نظيفا مدة تزيد على ستة أشهر ثم عاد للتبول الليلي مرة أخرى".
وأشارت سلوان إلى أن التبول الليلي نسبة حدوثه عند الذكور أكثر بمرتين من الإناث، وأما أسبابه الصحية فهي كالآتي:
أولا: نقص هرمون "الفازوبرسين" المانع لإدرار البول.
ثانيا: مشاكل في المثانة البولية.
ثالثا: العامل الوراثي حيث عادة ما يكون هناك تاريخ عائلي في هذه المشكلة الصحية "غالبا يكون عند الأب أكثر من الأم".
رابعا: مشاكل النوم الثقيل.
خامسا: بعض الأمراض مثل السكري، التهابات البول، الإمساك، والمشاكل العصبية.

أسباب نفسية
من جهته قال أخصائي الطب النفسي وليد سرحان: "إن التبول اللاإرادي الأولي وهو الذي لا يكون فيه الطفل قد جف، حيث إن هناك تأخرا في تطور المثانة والسيطرة عليها، أما التبول الثانوي والذي يحدث بعد فترة جفاف، فهو ناتج عن مشاكل نفسية".
وأضاف سرحان : "من أهم الأحداث التي تؤثر على الأطفال نفسيا عادة وتؤدي بهم للعودة للتبول الليلي، ولادة طفل جديد في الأسرة، أو وقوع خلافات أسرية".
وأشار إلى أن "أسوأ رد فعل من الأهل على تبول الطفل اللاإرادي، هو التخويف وتهديده بالعقاب، وأيضا في بعض الحالات تصبح هذه المشكلة وسيلة للتهكم وإطلاق الألقاب والتسميات على الطفل من قبل الأسرة".
وتابع: "وقد يصل الأمر إلى المدرسة ويجعله أضحوكة بين إخوانه وأبناء الجيران والأقارب، وتتأثر بعض نشاطاته عندما يصبح في سن العاشرة أو الحادية عشرة، فلا يستطيع أن يخرج من البيت لينام عند أقاربه أو يذهب برحلة مدرسيه أو غيرها من النشاطات التي تتطلب النوم خارج البيت واحتمال التبول الليلي".
وأكد سرحان أن "أساليب العقاب هذه كلها مرفوضة، والمناسب هو مكافأة الطفل على السيطرة على التبول، فهذا الأمر يحسن نفسيته وبالتالي فإنه يساهم في حل المشكلة الأساسية".

العلاج
وأوضحت أخصائية طب الأطفال سلوان إبراهيم أن "أهمية العلاج تكمن في تقليل الخجل والضغط على الطفل، وتفهم الأهل لأن الحالة بسيطة وممكن أن تذهب وحدها، وقد يكون من المهم أن يشاركوا تجاربهم الشخصية مع الطفل، حتى لا يشعر أنه منبوذ ووحيد في هذه المشكلة، ويجب التركيز على التعزيز والابتعاد عن العقاب والتأنيب".
وأشارت إلى أنه إذا لم تثبت أي حالة مرضية كمسببة للمشكلة فإنه يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
أولا: تقليل تناول السوائل قبل النوم "مع الحرص على أن يتناول الطفل كميات كافية من السوائل نهارا حتى لا يشعر بالعطش مساء"، وعدم تناول المواد الحاوية للكافيين مثل المشروبات الغازية.
ثانيا: سلوكيات التبول؛ يجب أن يدخل الطفل في أثناء النهار للحمام للتبول كل ساعة ونصف إلى ساعتين، بحيث يأخذ وقته ويحرص على تفريغ المثانة، وهذا يشمل أوقات المدرسة فلا يجوز أن يُمنع الطفل من الحمام، ويجب أن يذهب للحمام قبل أن يخرج من البيت وقبل النوم.
ثالثا: الثقة بالنفس، تخيل الطفل نفسه مستيقظا جافا دون حوادث وإيمانه بقدرته على السيطرة على نفسه تساعد كثيرا في حل المشكلة.
رابعا: استخدام منبهات التبول؛ "جهاز يستشعر أول قطرة بول وعندها يصدر منبه لإيقاظ الطفل ليكمل التبول في الحمام"، هذه الأجهزة تساعد في تعليم الجهاز العصبي وتمرين المثانة، يحتاج لأسابيع حتى ينجح.
خامسا: العقاقير، مثل هرمون مانع البول ومرخيات المثانة، وغالبا تعود المشكلة عند توقف العلاج.
وختمت الخبيرة حديثها بالقول: "في حال كان سبب المشكلة حالة طبية، فإنه يجب علاجها في الحال".
بدوره قال أخصائي الطب النفسي وليد سرحان: "بعد عرض الطفل على طبيب الأطفال والتأكد من عدم وجود خلل عضوي في الجهاز التناسلي، تبدأ المعالجة النفسية بالتوقف عن عقابه والاكتفاء بلوحة النجوم".
"ويتم ذلك بوضع ورقة باليوم والتاريخ ووضع نجمة ملونة لكل يوم يصحو فيه الطفل جافا، وخلاف ذلك لا توضع نجمة، وإذا كان هناك أكثر من طفل في العائلة يعاني من هذه المشكلة، فمن المفضل استعمال لوحة في غرفة الأطفال، وفي كل صباح توزع النجوم عليهم أو يحرموا منها حسب بلل الفراش أو عدمه، كما يكلف الأطفال بالمساعدة في تغيير الملابس والأغطية الفراش".
وأكمل: "ويتم الاتفاق مع الطفل على المكافأة التي تتطلب عدداً من النجوم، كأن نقول له سنشتري لك اللعبة التي تريدها إذا حصلت على خمسين نجمة، أو أن الذهاب في رحلة يتطلب 10 نجوم وهكذا".
وأشار سرحان في ختام حديثه إلى "أنه لا داعي للتشدد في منع شرب السوائل مساء، لأنها لا تؤثر كثيراً مثلما يتخيل بعض أولياء الأمور، وبالطبع هذا يعني أن تكون السوائل بكميات معقولة دون مبالغة، ومن المؤكد أنه خلال المعالجة الدوائية تستمر الإجراءات السلوكية والأسلوب الصحيح في التعامل من قبل الأسرة فهي تكمل بعضها البعض".