النظام الاقليمي يولد من غزة

نيويورك: إعتبر الكاتب الأمريكي ميشيل سنغ في مقال له نشر في مجلة فورين الأمريكية، أن الحرب الدائرة على قطاع غزة تجري في ظروف إقليمية مختلفة عما كان سائدا في الماضي في إشارة إلى الحرب عام 2009 على القطاع او ما تعرف بعملية "الرصاص المصبوب".

مضيفا ان النظام الجديد اي ما بعد الثورات العربية لم يتم إختباره حتى الان،وسوف يماط اللثام كثيرا عن كيفية تاثير الإنتفاضات الإخيرة على اللاعبين الإقليميين الرئيسيين وعلى العلاقات بينهم.

وأوضح أن النظام القديم في الشرق الاوسط المعروف بنظام "الأصول والفروع" بُني على مصالح مشتركة وعموده الأساس الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تحالفها المُعتمد على الإستقرار والإزدهار فوق كل المعطيات.

وتابع ان إسرائيل كانت جزءا رئيسا من هذا التحالف حيث تعاونت بشكل واضح مع عدد من الدول الإقليمية وفي أساليب تكتيكية مع البعض الأخر.

ودلل الكاتب على ذلك في حرب لبنان عام 2006 عندما كانت الرغبة مشتركة لدى كل من واشنطن وحلفائها ومن ضمنهم إسرائيل في مقاومة وردع إيران،فالعديد رحب سرا او جهرا عندما وجهت إسرائيل ضربة إلى حزب الله.

ويتابع، ان النظام الإقليمي الجديد يفرض سؤالين، الأول: كيف ينظر القادة الجدد في المنطقة وعلى رأسهم الرئيس المصري محمد مرسي إلى مصالحهم القومية والمصالح الإسرائيلية في ظل مشاعر التطرف في المنطقة وأيديولوجية الإخوان المسلمين؟

اما السؤال الثاني الذي يطرح نفسه، المنزلة التي تحتلها الولايات المتحدة في النظام الإقليمي الجديد، بعد ملاحظة تقاعس امريكا في التعامل مع النظام الجديد وتوجه إهتمامها نحو آسيا، الامر الذي أعطى مؤشرا ان امريكا غير جاهزة للعب دور الوسيط في المنطقة، مشيرا ان كلا من مصر وإيران يتشاركان في رغبة إنحسار الدور الإمريكي، وفي الوقت نفسه يخشى حلفاء أميركا من الإعتماد عليها للحفاظ على مناطقها.

هذا الغموض في النظام الجديد أدى إلى تدهور نظام ا"لأصل والفروع" واستبدل "مكانه نظام التحالفات الإقليمية الأصغر" التي تعمل بشكل مستقل.

ويضرب الكاتب مثلا عندما تدخل مجلس التعاون الخليجي في البحرين،بينما الولايات المتحدة كانت تتنافس على الزعامة.

لذلك يرى الكاتب ان امريكا ستقف بصف إسرائيل في عدوانها على غزة بما يقوي من مركزها وتحالفها في المنطقة، واول نقطة تاييدها ودعمها لإسرائيل،مضيفا ان الادارة الامريكية ستعمل من خلف الكواليس مع إسرائيل لتحديد الأهداف الرئيسية للعملية وإنجازها بصورة سريعة وحاسمة.

وتابع انه بمجرد توقف القتال عليهما أن يطورا مقاربة واقعية ومشتركة تجاه غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى امريكا ممارسة شيئ من النقاش السياسي والواقعي مع مصر وتركيا وحلفائها الإقليميين، لان التحالف القوي يجب ان يبنى على مصالح.

وقال ان على الولايات المتحدة ان تظهر قيادة حازمة خلال الازمة لضمان النتائج المشتركة فيها مع حلفائها. وانهى انه على المدى الابعد يجب تحويل دعمها للسلطة الفلسطينية لضمان وضع كل من الاسرائيليين والفلسطينيين في مواقع أقرب للسلام منها للحرب.

فورين بوليسي

__

ع ن