يوم ثقافي مشترك مع الجامعات الفلسطينية في مسرح الحرية

زمن برس، فلسطين: شهدت خشبة مسرح الحرية اليوم فعاليات اليوم الثقافي بالشراكة مع الجامعة العربية الأمريكية، في إطار التبادل الأكاديمي بين الجامعات الفلسطينية وجامعة نيوبراندنبيرغ الالمانية.

بدأ الحدث الثقافي بعرض مسرحية " صور من حياة غسان كنفاني" من إخراج أحمد طوباسي لمدة 45 دقيقة، وهي من أداء المدير الفني للمسرح نبيل الراعي، والممثل أحمد الرخ، وطلاب السنة الثالثة في مدرسة التمثيل بمسرح الحرية، والتي اعتمدت على إجراء بحث في حياة كنفاني وأعماله الأدبية ومدى محاكاة هذه القصص للتجربة الحياتية الفلسطينية.

وحول المسرحية فهي عمل يهدف إلى التعريف عن من هو غسان كنفاني، وتكثيف الاطلاع على كتاباته لأهميتها بالنسبة لكل فلسطيني في سياق بناء الهوية الفكرية، وكذلك في إطار التعريف بماهية الوطن والدعوة إلى ضرورة قراءة غسان كنفاني على المستوى المحلي والدولي، ويذكر أن المسرحية قد بدأت عروضها في أيلول في المسرح في مخيم جنين قبل أن تنتقل في جولة عروض أوروبية بالبرتغال.

بعد العرض ادار الفنان علاء شحادة من مسرح الحرية الحوار مع الوفد الجامعي الفلسطيني الالماني المشترك والجمهور، حيث قامت ميكائيلا ميراندا مديرة مدرسة التمثيل في مسرح الحرية بالترحيب بوفد الجامعات الفلسطينية من المتمثل بالجامعة العربية الامريكية وجامعة النجاح الوطنية وجامعة القدس - ابو ديس الى جانب وفد من طلبة واساتذة جامعة نيوبراندنبيرغ الالمانية، مقدمة شكرها للجمهور على حضورهم للمسرح، وعرفت بالمسرح ومدرسة التمثيل والأعمال والنشاطات التي تقدمها لطلابها، أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية البروفيسور أيمن يوسف فقدم شكره لمسرح الحرية على استضافته للوفد الجامعي الفلسطيني الألماني، وأكد على أهمية الدور الذي يلعبه المسرح في المنطقة، وفيما قدمت فرقة الجامعة للدبكة لوحات فلكلورية راقصة على خشبة مسرح الحرية.

وكان السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا قد شارك أمس السبت في اليوم الأكاديمي في قاعة المؤتمرات بمبنى كلية التجارة في الجامعة العربية الأمريكية، حيث قدم عرضاً مكثفاً بعنوان "دور المسرح والرواية الشفوية في بناء الهوية الوطنية في فلسطين"، حيث اشتملت الفعالية الأكاديمية على نقاشات حول قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية متنوعة في فلسطين، خاصة ضمن سياق تحليل الصراع في المنطقة.

والجدير بالذكر أن مسرح الحرية قد بدأ سلسلة عروض مسرحية " صور من حياة غسان كنفاني"، استهدفت طلاب المدارس والمجتمع المحلي في مدينة جنين، حيث ترى معلمة اللغة العربية رحمة رحال أن مثل هذه الأعمال هي درس تعليمي للأجيال الشابة حتى ننمي فيها الروح الوطنية والاعتزاز والفخر برجال فلسطين القدماء الذين حملوا رسالة معاناة شعبهم نتيجة اللجوء والتشرد في كتاباتهم وأدبهم.

نبيل الراعي المدير الفني لمدرسة المسرح، و الذي مثل في مسرحية " صور من حياة غسان كنفاني "، يقول أن هذا العمل المسرحي هو بمثابة خيار فني للمؤسسة لقراءة الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة، وأنه تم اختيار كنفاني لأنه يحمل في كتاباته قراءات واسعة لما حدث وما سيحدث على صعيد القضية الفلسطينية وكأنه قرأ فنجان القضية وتنبأ بمراحلها وتراكماتها.

ويضيف الراعي أن رواية "رجال في الشمس"التي ركز فيها غسان على قضية اللجوء للبحث عن العمل أو لدوافع أخرى، ما هي إلا إدراك غسان لحالة اللجوء الغير منتهية، فاليوم أصبح اللاجئ الفلسطيني يقف إلى جانبه اللاجئ السوري والعراقي وغيرهم من العرب هربا من الحياة في البلاد العربية التي تسيطر عليها سلسلة قوى داخلية وخارجية.

فيما يؤكد الممثل أحمد الرخ على أن اختيار كاتب النص لشخصية غسان كنفاني كان اختياريا ذكيا وموفقا،لأن قارئ غسان يدرك تماما مدى محاكاة روايات وأدب كنفاني للواقع السياسي والمرحلة الراهنة، أضاف قائلا بان هذا العمل هو بمثابة درس تعليمي حو الأدباء الفلسطينين والقضية الفلسطينية.