إسرائيل تتوجه بطلب تفاهمات روسية جديدة في سوريا

زمن برس، فلسطين: طلب الجيش الإسرائيلي من وزارة الدفاع الروسية صياغة تفاهمات وإجراءات تنسيق جديدة بين البلدين، وذلك في أعقاب نصب موسكو منظومة صواريخ 'إس 300' في سورية، بحسب ما أفادت به صحيفة 'ايزسطيا' الروسية.

فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلا عن مصادر صحافية روسية، إن الجيش الإسرائيلي توجه لموسكو بهذا الطلب، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء الماضي، نصب منظومة صواريخ 'إس 300' في سورية، بهدف حماية القاعدة العسكرية الروسية البحرية في محافظة طرطوس الساحلية، غربي البلاد.

وأتت هذه الخطوة من قبل روسيا ردا على قرار الإدارة الأميركية تعليق الاتصالات والمفاوضات مع موسكو بكل ما يتعلق بالملف السوري، وخشية من إقدام واشنطن على تنفيذ عمليات قصف واستهداف ضد جيش نظام بشار الأسد في حلب.

وقال مصدر أمني روسي لصحيفة 'إيزسطيا': 'في إطار الاتصال والعلاقات الحميمة، توجهنا إلينا الإسرائيليون بطلب لصياغة أنظمة وإجراءات تنسيق جديدة وأوامر إطلاق النار لتضاف إلى منظومة التنسيق القائمة'.

وتابع المصدر الروسي، بحسب ما أوردت 'هآرتس' أن الإسرائيليين طالبوا ذلك من أجل منع أي احتكاك وتصادم وحوادث قد تعترض عمل منظومة صواريخ 'إس 300' التي تم نصبها بسورية، وبغرض تفادي اعتراض هذه الصواريخ للطيران الحربي الإسرائيلي.

وعليه، أكد المصدر الروسي أن موسكو تقوم في هذه الأيام بدراسة الطلب الإسرائيلي وصياغة رد سيحول قريبا إلى تل أبيب في إطار الإجراءات التنسيقية المعمول بها بين البلدين.

وقال المختص بالعلاقات الإسرائيلية الروسية، ألكس طنتسر إن ' تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا ونصب منظومة الصواريخ 'إس 300' هناك، يندرج ضمن الصراع الروسي الأمريكي وليس لإسرائيل أي علاقة بهذا الصراع، وبالنسبة لموسكو لا ترى بذلك بمثابة صراع إقليمي بل عالمي، وعليه فهي بحاجة إلى تنسيق عسكري مع إسرائيل بسورية'.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإن منظومة الصواريخ 'إس 300' هي منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى روسية الصنع ستستخدم، أيضا، لحماية القوارب العسكرية الروسية المتواجدة عند السواحل السورية على البحر الأبيض المتوسط.

ومنظومة صواريخ 'إس 300' هي منظومة دفاع جوي صاروخي (أرض جو) بعيدة المدى 200 كيلومتر، يمكنها اكتشاف وتعقب وتدمير الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض.

وإلى جانب قدرتها التدميرية، فإنها مجهزة برادار قادر على تتبع أهداف متعددة في وقت واحد، كما أن المنظومة تحتاج فقط لخمس دقائق ليكون الصاروخ جاهزا للإطلاق.

وكانت موسكو قد صرحت خلال العام الجاري بأنها بصدد تزويد نظام الأسد بمنظومة الصواريخ المتطورة، بيد أن تل أبيب كانت تمارس ضغوطات على روسيا لمنع القيام بهذه الخطوة، حيث طرحت العديد خلال اللقاءات التي جمعت رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فليدامر بوتين، وعليم لم تسلم موسكو منظمة صواريخ 'إس 300' إلى نظام الأسد مباشرة لكنها قامت بنصب المنظومة بمناطق مختلفة بسورية.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال عقب القرار بنصب منظومة الصواريخ إن الولايات المتحدة الأميركية في وضع لا يسمح لها الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بوقف الصراع في سورية، بسبب الخلافات الموجودة داخل إدارتها حول الشأن السوري.