نتنياهو وحصاد عام.. في ميزان الصحافة

 

تل أبيب: أجرت الصحف الإسرائيلية الصادرة، صباح اليوم، جرد حساب لولاية بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة الإسرائيلية.

وأعرب غالبية المحللين السياسيين عن اعتقادهم بفشل الرئيس نتنياهو بعدد من الملفات لا سيما الملف النووي الإيراني، والمسائل المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، فيما لم تحتل العملية السلمية مع الفلسطينيين مكان محوريا في سياق تقييم نتنياهو سوءً لدى منتقديه أو مؤديه من المحللين السياسيين، وبزرت صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من نتنياهو في إطار مهاجمة خصوم نتنياهو المحتملين في السباق الانتخابي مثل زعيمة حزب العمل "شيلي يخموفتش" ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود أولمرت.

صحيفة "هآرتس" العبرية فسرت في افتتاحيتها خطوة نتنياهو بالذهاب إلى انتخابات مبكرة بأسرع وقت ممكن بأنها "خطوة تهدف لمنع دخول منافسين قد يشكلون خطرا على بقائه في الحكم وخاصة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أيهود أولمرت".

 

وما يثبت وجهة نظر هآرتس، هو مبادرة صحيفة إسرائيل اليوم التي يملكها احد أصدقاء نتنياهو إلى مهاجمة أولمرت حيث عنونت صورة له نشرتها على صدر إحدى صفحاتها الداخلية: "فقط سياسية منحطة تسمح بإعادة تصنيع مجرم أدانته محكمة".

أما صحيفة "يديعوت احرنوت" فقد أمسكت العصا من الوسط، ولم تصل بها الأمور إلى حد منح تقيم فاشل وقال محللها السياسي "ناحوم بارنيع": "نتنياهو ترأس تحالفا مستقرا طوال 3 سنوات، ونصف السنة الماضية ورغم ذلك، ويحظر نسيان أنه تم دفع ثمن مقابل هذا الانجاز وهو أن نتنياهو حرص على أن لا يغضب حزبه وشركاءه في الائتلاف الحاكم وتمسك بالحفاظ على جمود الوضع القائم خصوصا في المضمار السياسي مع الفلسطينيين والمضمار الاجتماعي".

كما خُلص رئيس تحرير صحيفة هآرتس اليسارية "الوف بن"، "أن ولاية نتنياهو رئيسا للحكومة اتسمت بالحفاظ على الوضع السياسي والأمني القائم، وإسرائيل لم تعانِ من الأزمة الاقتصادية العالمية مثل دول عديدة في الغرب" على حد قوله.

واتهم ألوف، نتنياهو بالإخفاق بإحباط البرنامج النووي الإيراني والفشل بطرح رؤيا مقنعة حيال مستقبل إسرائيل خصوصا الفشل بوضع تصور لطريقة التعاطي مع ما وصفته هآرتس بـ"الثورة الديمغرافية" التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي مع تزايد قوة العرب و اليهود المتدينين، وحذر ألوف وهو يدعي أنه يساري غير عنصري مع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بالقول:""الأقلية العربية والحريديم قد ازدادوا عدديا ولا يتقبلون الروح الوطنية القديمة المتمثلة بـ "فرن الصهر" – وهي نظرية وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول "دفيفد بن غرويون" لصهر كل العرب واليهود الشرقيين وسائر اليهود في مجتمع واحد يعمل لتحقيق أهداف الصهيونية-" وزعم خبير الشؤون الحزبية في هآرتس الكاتب "يوسي فيرطر" أن السيناريو الذي يقلق نتنياهو هو توحد (كتلة الوسط – يسار)، وتوقع فيرطير أن يضطر نتنياهو من أجل مواجهة ذلك إلى العمل على إقامة وحدة بين حزبي "الليكود" و"إسرائيل بيتنا" وفقا لتقديره.

ورأت صحيفة معاريف على لسان محللها للشؤون السياسية "بن كسبيت" أن نتنياهو لجأ إلى تبكير موعد إجراء الانتخابات بسبب تخوفه من عودة أولمرت إلى الحياة السياسية.

وأضاف بين كسبيت أن أولمرت ورئيسة حزب كديما السابقة "تسيبي ليفني" لا يزالان مترددان في اتخاذ قرار بالعودة إلى الحياة السياسية.

 

وقال بين كسبيت أن نتنياهو نجح في بناء اكثر حكومة إسرائيلية استقرارا منذ عقود، وأضاف: "يسجل لنتنياهو أنه تمكن من تحقيق الاستقرار الاقتصادي والامني لاسرائيل، في ظل الهزات التي تضرب الشرق الأوسط وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي تضرب اوروبا".

زمن برس

_____

س ن