رد فصائل غزة منع إسرائيل من التصعيد

غزة: قال خبراء في الشأن الفلسطيني أن رد فصائل قطاع غزة على قصف الجيش الإسرائيلي لأهداف بالقطاع، قد أفشل محاولة تل أبيب لفرض قواعد لعبة جديدة تقضي بقصف إسرائيل لأهداف الفلسطينية دون تلقيها ردا من الجانب الآخر.

وتوقع محللان سياسيان من غزة أن ترد المقاومة الفلسطينية بـ"قوة" وبشكل "مشترك ومنسق" على أي تصعيد إسرائيلي مستقبلي على القطاع لردع الجيش الإسرائيلي، بينما أعرب محلل فلسطيني من الضفة الغربية عن عدم اعتقاده بإمكانية حدوث تصعيد أكبر بالمنطقة، معتبرا أن أي إطلاق إسرائيلي كثيف للنيران سيؤدي إلى "حرب إقليمية" بالمنطقة.

وقال المختص بالشأن الفلسطيني "هاني البسوس" إن "تهديدات فصائل المقاومة في قطاع غزة برد واسع النطاق على العدوان الإسرائيلي الجديد، يمكن تنفيذها بالفعل إذا رفع الجيش الإسرائيلي من وتيرة التصعيد خلال الساعات القليلة القادمة".

وأوضح أن الساعات القادمة "ربما تشهد المزيد من التصعيد العسكري، متوقعاً إقدام الجيش الإسرائيلي على قصف مواقع عسكرية تابعة للمقاومة وتنفيذ عمليات اغتيال لمسؤولين عسكريين وعناصر منتمية لفصائل المقاومة".

ولفت البسوس إلى أن السيناريوهات المتوقعة للأيام القادمة تحددها الساعات القليلة القادمة، قائلاً "في حال استمرت إسرائيل في قصفها لأهداف فلسطينية، وواصلت المقاومة قصفها للمواقع الإسرائيلية فإن الطرفين سيرفعان وتيرة التصعيد العسكري وقد تتطور الأمور بشكل متسارع وكبير وتشهد الساحة الميدانية ارتفاعاً كبيراً في أعداد القتلى والجرحى لدى الطرفين".

من جانبه، أكد الكاتب السياسي "حسام الدجني" أن "رد فصائل المقاومة على التصعيد الإسرائيلي الجديد أحبط محاولة إسرائيلية لفرض قواعد لعبة جديدة تقضي بأن تقصف الأهداف الفلسطينية في أي وقت تشاء دون أن ترد المقاومة الفلسطينية".

وقال الدجني إن "الرد المشترك لسرايا القدس وكتائب القسام أوصل رسالة لإسرائيل بأنها لا يمكن أن تفرض قواعد اللعبة وحدها، فالجناحان العسكريان الأقوى في القطاع كان ردهما متناسبا مع حجم التصعيد وأدركت إسرائيل خطورته لذلك توقفت عن قصف غزة".

أما "عبد الستار قاسم" أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية إنه لا يعتقد بإمكانية حدوث تصعيد إسرائيلي أكبر ضد قطاع غزة.

واعتبر أن المنطقة "لا تحتمل تصعيدا لأن مستوى التوتر بها مرتفع، وأي إطلاق نار بكثافة يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية، فبالتالي الكل حذر سواء حماس وإسرائيل أو غيرهما".

لكن الخبير و أستاذ الاعلام في جامعة بيرزيت "نشأت الأقطش"، اختلف مع الرأي السابق، وقال أنه من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتفريغ الشحنة في قطاع غزة أو في جنوب لبنان بعد الصعوبات اللوجستية التي تواجهها في التحرك ضد إيران لعدم وجود جهة تساعدها في ذلك".

وأوضح الأقطش أن" ثمن التحرك ضد جنوب لبنان تعرفه إسرائيل جيدا وهو قاس عليها وبالتالي فمن الممكن أن تضرب تل أبيب غزة على شكل تصعيد من طرف واحد بقصف القطاع بصورة أقل مما فعلته في أواخر عام 2008 لكنه لن يصل إلى حد احتلال القطاع، وإنما سيهدف إلى إبقاء الجبهة ساخنة".

وعن رد فصائل غزة قال الأقطش إن "بعض الفصائل قد ترد بإطلاق الصواريخ لكن حماس ستعمل على ضبط الوضع ومنع أي رد واسع".

الأناضول

_____

س ن