الزيت الفاقد

ربما ان الضرورة هي من جعلتني كتابة هذه المقالة بعد انقطاع طويل عن الكتابة لاسباب كثيرة اهمها مراجعة كافة ما كتبت على مدى السنوات الطويلة الماضية، وثانيها بعد زيارتي لايرلاندا وحضوري مؤتمرا ضم 17 خبيرا عالميا للتنمية الريفية من خلال الجمعيات التعاونية كان تحت رئاسة السيدة " Pauline Green " رئيسة حلف التعاون الدولي والسيد " David Button" رئيس الحركة التعاونية البريطانية، بعد هذا المؤتمر الذي ساخصص له مقالات عديدة , شعرت بشعورين الاول ان ما يدور في العالم الثالث وفي العالم يخطط له في غرف مغلقة في دول ما وراء البحار والشعور الثاني اننا في فلسطين تفصلنا قرون وليس سنوات عن فهم وتطبيق الفكر التعاوني واهدافه وقيمته وهذا الشعور لدى ضعاف النفوس يولد احباطا وياسأ ولكن لذوي العزم يجب ان تكون نقطة التعرف على الذات وعلى الامكانيات المتاحه ووضع الهدف امام العين ورسم خطة الطريق للوصول لتحقيق نتائج ومخرجات الهدف.

اليوم هو الموعد الرسمي لبدْ قطف الزيتون حسب تعليمات وزارة الزراعة لمحافظات طولكرم وقلقيلية ولكن المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى ان المزارعين قد باشروا بالفعل عملية القطف منذ عشرة ايام وقبل خمسة ايام وعند ذهابي لبلدة جيوس لمشاركة صديق ورفيق دراسة في زواج ولده وجدت ان احدى المعاصر مفتوحة وتعمل والمزارعون على الدور!! السؤال الذي يطرح نفسه: كم هي نسبة الزيت في الزيتون ؟ كم من الممكن ان تكون هذه النسبة لو تم تاخير القطف 20 يوما ؟من الخاسر من هذا الفرق؟ اذا اعتقدنا ان المزارع صاحب الارض وصاحب الزيت هو الخاسر الوحيد نكون قد ظلمنا الوطن لان الخاسر هو قطاع الزيتون والاقتصاد الوطني ومجمل الناتج القومي، والمخططون لزيادة الانتاجية للزيتون الفلسطيني.

عناية المزارع بارضه والاعتناء بشجرة زيتونه يعني انها ستعطيه ناتجا افضل ممن لم يعتني بشجره وبارضه، القطف السليم والابتعاد عن تعريض الحب للجرح والرض ونقل المحصول الى المعصرة بصناديق بلاستيكية يحافظ على سلامة الزيتون، المعصرة وهي من تؤثر بنسة 30 % من جودة الزيت وكمية الزيت، هذه المعصرة يجب علينا وعلى العاملين فيها وذوي الاختصاص في الدوائر المعنية ان تكون نظيفة وعدم تجاوز درجة الحرارة للحد الذي يضر بالمنتج وان يتم تنفيذ كل عملية وتاخذ الزمان المخصص لها من الجرش ومن الخلط وباقي العمليات واهم من كل ما ذكرنا هو الاسراع في العصر قدر الامكان هذا قبل ان ننتقل الى نقل الزيت وتخزينه في المكان المناسب البعيد عن الحرارة والضوء والرطوبة والروائح وان يكون الوعاء ممتلئا لان طبقة الهواء فوق سطح الزيت تؤثر عليه.

انضمام المزارعين للجمعيات التعاونية الزراعية يعطيهم الفرصة لانتاج زيت وزيتون جيد ويتيح لهم فرصة التدرب على الممارسات السليمة وعلى فرصة العصر الجماعي والتخزين الجماعي والتسويق الجماعي باسعار افضل من السوق وبتكاليف انتاجية اقل.

Fayyad@live,com