اللد الوطنية ترسم لوحة معناها ديمقراطية

بقلم: 

تعتمد سلامة الديمقراطيات أي كان نوعها ومكانتها على تفصيل فني بسيط، هو حق الانتخاب و تغليب رأي الجماعة وسلوك يعني تقبل الرأي و الرأي الآخر. فهي لا تقتصر فقط على السياسة، ولكنها يجب أن تكون بكافة المنظمات الاجتماعية المختلفة بالمجتمع، تكمن أهميتها أنها أداة للاختيار و تعبيرا حرا و صريح لنهج الحكم الرشيد و الحراك الاجتماعي من اجل الوصول إلى ُ المميزات، فلا تتعارض الديمقراطية الحرة مع المناقشات،إنما تصنع حالة جدلية معبرة ينتج عنها الوصول للاتفاق على الرأي الأنسب،  من خلال ترك أخذ القرار للأغلبية ربما يبدو للأقلية على الأخص أن وقت أخذ القرار نفسه تعسفي ،  لكن في و جود التعددية لمواقف مختلفة يعني ان نحتكم للجماعة، فإن الأغلبية تمثل معيار تنقل الجدل إلى قرار،من هنا فإن الديمقراطية يجب أن يكون لها مكانة خاصة في العصر الحديث، و في مدينة رام الله التي تكاد تبعد أمتارا عن حاجز قلنديا، الذي أوجده الاحتلال لقمع كافة أشكال الديمقراطية الفلسطينية،نسج الأهالي المهجرين من أرضهم و بلدهم مدينة اللد تحديا للاحتلال،نعم قهروا من يحاول اغتصاب إرادتهم،فقد أقاموا عرسا ديمقراطية بجمعية أسسوها لكي أن يكسروا مقولة الكبار يموتون و الصغار سينسون،نعم اسم جمعية اللد الوطنية سيبقى يذكر كل لداويا ببلده التي هجر منها قصرا،و من اجل الحفاظ على هوية الجمعية كان هناك إيمان عميق من إدارتها أن الأساس للنجاح هو الحفاظ على الحراك الديمقراطي،حامي المكونات و الضمان الدائم للعطاء،نعم سجل أهل اللد في يوم الحادي عشر من مارس لوحة فنية من الديمقراطية ،شارك برسمها أكثر من ألف و خمس مائة مقترع،اشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية و الداخلية و نخبة من المتطوعين الغيورين على اسم بلدهم،لا تهمين النتيجة لأني اعتبر كل عضو في الجمعية احد إفراد أسرتي،و بقدر ما يهمني النجاح العظيم الذي سجله أهالي بلدي،و أثق ثقة كاملة أن من اختاره الإجماع هم بقدر المسؤولية لحمل الأمانة،أثق بروحهم المتحمسة للعمل،أني اجزم بكل أيمان مطلق أن النجاح فرز الأجدر،لست أتحدث هذا الكلام لكي أن اقلل من شأن من لم يحالفه الحظ،إنما أوجه رسالة لهم كون جنبا إلى جنب مع من فاز،لأنمك جزء أصيل من  هذه المؤسسة العريقة،و حتى تكون الأمور صحية يجب أن  ندرك أهمية الاختلاف  دون أن يتطور الأمر إلى خلاف،لان الخلاف ينتج عنه صراع هدام يدمر الانجاز،واجبكم يناديكم ساندوا من فاز،لان جمعية اللد تستحق منا جميعا ان نقد لها،لنحافظ عليها مظله تقي من تحتها من الغرق،دائما تكون صلبة من خلال انتماء الجميع لها،في النهاية اذكر ان السعادة الكبرى للجميع كانت بالعرس الديمقراطي الذي نجح بشهادة الجميع.