غـــزة . . و أيـتام دايـتـون . . ! !

بقلم: 

قد يقال الكثير من الأكاذيب  في إعلام " سحرة فرعون " قبل أن يعرف العالم  حقيقة مزاعم  و افتراءات وزير الداخلية المصري لحركة " حماس " بالمشاركة في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات  العام الماضي رغم تفنيد الحركة لهذه المزاعم ، وكشف حقيقة أن وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت في السابق ثلاث مرات عن قتل و القاء القبض على قتلة النائب العام ..!!

ندرك تماماً الهدف من هذه المزاعم و الأكاذيب ،   و أن هذه الافتراءات ظهرت في هذا الوقت بالذات لتبرير الحصار الظالم المفروض على مليوني مواطن من الذين كتبت عليهم الأقدار العيش في قطاع غزة .!

ولكن أكتر ما أثار غضب الشعب الفلسطيني في كل مكان هذا الكم من  أيتام الجنرال الأمريكي كيث  دايتون (  الذي استدعاه محمود عباس لتدريب القوات الفلسطينية بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 م ،  ووضع الخطط للقضاء على المقاومة  )  من "  الغـربان " الناعقين باسم " حركة فـتـح "  الذين يستميتون لأشعال نار الفتنة بين الحكومة المصرية و حركة حماس ،  و بالتالي بين الشعبين المصري و الفلسطيني بتصريحاتهم الرخيصة و المبتذلة و السخيفة المجردة من أدنى الأعتبارات الأخلاقية و الوطنية ، و التي يطلقوها  على شاشات تلفزيون العدو الأسرائيلي ، وفي اعلام " سحرة فرعون " ،  وجميعها تتمحور في جلد شعبنا والمقاومة وتحميلهما المسؤولية في كل الأحداث التي تقع في أرجاء العالم كافة  ، و شعارهم في هذه الحملة :

" لقد وقعت  حركة " حماس "  في الفخ الذي نصبناه لها على مدار أكثر من عشر سنين  ..!! "

و الغريب أن " تيار الغـربان من  أيـتام دايـتـون " هذا  الذي ظهر جليا منذ تولي  محمود عباس مقاليد السلطة في يناير 2005 م  قد عرفه شعبنا و خبره جيداً في زمن الراحل ياسر عرفات ، حيث حاول  تيار " الأسرلة الفتحاوي " منذ الأنتخابات الصهيونية في 17 / 5 / 1999 م و فوز أيهودا باراك و حزب العمل  في التعرض لفصائل المقاومة من خلال  العمل على  تشويه حركة المقاومة الأسلامية " حماس " في حملة إعلامية واسعة لتشويه الحـركة ، و تشويه صورتها و جهادها و أبطالها و قياداتها في الداخل و الخارج  ، وذلك من خلال سلسلة من الرسائل المزيفة  و التقارير المختلفة و البيانات المدسوسة في حملة مشبوهة تمثل حرباًًًًً إعلامية تضاف للحرب الأمنية التي شنتها المخابرات الأمريكية و كلاً من الشاباك الصهيوني و الأجهزة الأمنية الفلسطينية على شباب وكوادر الحـركة ، و عندما فشلت هذه الحملة المسعورة بما حملته من أكاذيب مختلقة و إفتراءات رخيصة و إشاعات سخيفة خبيثة  في أن تفت في عضد  " حـركة حماس "  ، وفي مواصلة الحـركة لمشروعها الجهادي المقاوم  الذي تعمد بدماء الشهداء و تضحيات قادة و كوادر الحـركة في داخل فلسطين و خارجها ،  لجأ هذا التيار إلى  ذبح وتسفيه وتشويه  " حـركة  فـتـح " من خلال الإستقواء بالإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي و بعض السذج والمغرر بهم من أبناء الحـركة  خدمة للمخطط الأمريكي ــ الإسرائيلي ،  و لتحقيق الوهم الذي يداعب رؤوسهم من الإستيلاء على مقاليد الحـركة .!

إنهم من نفس زمرة الفساد والمفسدين المفرطين والمتاجرين بقضايا الوطن من خلال مصالحهم الشخصية التي قايضوا فيها الوطن بثرائهم .!

فبدلاً من أن يتفرغ الناعقين باسم "  حـركـة فـتـح "  للرد على تصريحات قادة الكيان الصهيوني الذين استباحوا البشر و الحجر  ، والتفكير بحماية أمن الشعب الفلسطيني من تهديداتهم اليومية ، ومجازرهم المتواصلة ، وبدل أن يبادروا بالرد على ذلك الأعلامي من  سحرة فرعون الذي وصف محمود عباس و القادة الفلسطينيين بالمخنثين ، قرروا  الأصطفاف مع الاحتلال ضد  فصائل  العمل المقاوم  ،  و مع كل من يعادي الشعب الفلسطيني  في جبهة واحدة لزيادة معاناة  شعبهم.!

لقد تفوق " أيـتام دايـتـون " في العمالة و الحقارة على " ابن العلقمي " الذي سلم بغداد للمغول ، وصدق فيهم قول قائدهم الأمريكي دايتون :

" لقد استطعت أن أصنع من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية  " الفلسطينيون الجدد " .!

وظهرت مواهبهم الخيانية في الأزمة الأخيرة التي افتعلتها الداخلية المصرية .!

  أحد " أيـتام دايـتـون " في لقاء على إحدى فضائيات " سحرة فرعون " ، و بعد أن أتهم حركة حماس بقتل الجيش المصري  أعلن  أن الله ــ سبحانه و تعالى ــ قال في القرآن الكريم أن الجيش المصري خير أجناد الأرض  ..!!

وعنما سأله المذيع  عن اسم السورة التي نزلت بها الآية قال :

من سورة " طلع البدر علينا " .!

وآخر أكد بأن حركة حماس هي التي تقتل الجنود المصريين في سيناء، و ترسل السيارات المفخخة للقاهرة .!

( لم يتحدث الأعلام المصري إلى الآن عن هذه السيارات ..!!)

وجميعهم ــ بلا إستثناء ــ  أسدوا النصح لحماس بعدم قتل الجنود المصريين ..!!

لقد أتقن " أيـتام دايـتـون "   صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الأراجيف والأكاذيب الرخيصة  وتزوير البيانات التي تعبر عن شخصياتهم وأخلاقهم ، فلا دين يردعهم ، ولا أخلاق تلجمهم ، ولا وطنية  تحكمهم .!

فهم يدعون الوطنية . . وليسوا بوطنيين . .!!

ويدعون المقاومة . . وليسوا بمقاومين . .!!

و يدعون الذكاء . . وهم أغبى مخلوقات الأرض ..!!

ويدعون الصدق . . وليسوا بصادقين ..!!

ويدعون الشفافية . . وهم باطنيون . .!!

ويدعون الطهارة . . وهم ملوثون . .!!

ويدعون  الثورية .. وهم جواسيس و مخبرون صغار ، وكتاب تقارير بالقطعة عند الذي يأويهم ..!!

و يتساءل المواطن الفلسطيني بمرارة ممزوجة بالغضب  :

هل هذه " حركة فـتـح "   التي ملكت ناصية التعبير عن أماني وطموحات الجماهير الفلسطينية والعربية والقوى المناهضة للصهيونية لأكثر من أربعة عقود ،  و خرج المشروع الوطني الفلسطيني المناوئ للمشروع الاستعماري الصهيوني من رحم الحركة.؟!

أين كان مختبئ كل هذا الحقد عند الفئة الضالة من  الأدعياء والدخلاء على " فـتح " من هؤلاء المأجورين الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية .؟!!

ولماذا يصر " أيـتام دايـتـون "   ومجموعة الناعقين القابعين في القاهرة و رام الله على الأساءة لكل فتحاوي  من خلال  تصريحاتهم وبياناتهم ومواقفهم  التي تفوقوا فيها على  " أفيخاي أدرعي" الناطق باسم جيش العدو الصهيوني في شتم المقاومة و المجاهدين و التحريض ضد الشعب الفلسطيني . !!

كيف تركت " حركة فتح " مصيرها لطابور خامس من الساقطين و المتساقطين من هذه الوجوه العفنة ، الذين قرروا مغادرة مربع الوطن و الاصطفاف  في المربع المعادي لشعبنا و قضيتنا ،  و لهذه العقلية المريضة التي لا تحرم الإثم والانحراف وإنما تحلله وتفلسفه وتنظر له، وتضع له القواعد والمرتكزات من خلال مصلحتها الذاتية التي ترتبط بالضرورة بمصلحة العدو فأصبحت وإياه شيئـًا واحدًا.!

فمن الظلم أن تتحول " فـتـح " إلى  مجموعة من الناعقين  وكذابين الزفة و  عواجيز الفرح و فئران السفينة من رموز العمالة و الخيانة  و التنسيق الأمني  المقدس مع العدو ضد المجاهدين التي مسخت قضيتـنا العادلة ، و الذين يملؤون الفضائيات صباحاً ومساء ، و الذين لا هم لهم سوى  تشويه تاريخ و نضال وجهاد الشعب الفلسطيني ، وإشاعة روح الانهزامية والاستسلام  ، و إثارة الفتنة و التحريض و الكذب و قلب الحقائق ، و أن تصل الأمور في هذه الحركة المناضلة إلى هذا الدرك بفضل حفنة من الصغار " الأنكشاريين " الذين يدوسون وجه الوطن تارة بالبسطار الأمريكي  , وتارة أخرى بالبسطار الأسرائيلي ،  و أخيراً ــ وليس آخراً ــ بالبسطار المصري .!

و مع ذلك فإننا نؤكد إن ما تقوم به هذه الفئة الضالة  من " أيـتام دايـتـون "   لا تشين الشعب الفلسطيني صاحب التاريخ المجيد في التضحية والجهاد والنضال  ، بل تشين "  حـركـة فـتـح  " التي تركت هذا الطابور الخامس من  الأدعياء والدخلاء عليها من المأجورين الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية يتلاعب بماضيها وحاضرها ومستقبلها .!