المناهج الدراسية (الإسرائيلية) و تهويد القدس
لا ينفك الكيان الصهيوني عن التفكير، والتخطيط للأعوام القادمة والتركيز على تهويد القدس، والصهاينة يدركون في كل يوم أن نهاية دولتهم المزعومة اقتربت خاصة أنها تتمادى في طغيانها وجرائمها بحق الفلسطينيين.
وتتركز الخطط المستقبلية للكيان الصهيوني في هذه الأيام حول التوسع في بناء الوحدات الاستيطانية، ومواصلة مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى، وقد صرح مؤخرا وزير ما تسمى بوزارة المعارف (الإسرائيلية) " نفتالي بينت" عن أن السنة الدراسية المقبلة ستخصص لموضوع ( توحيد القدس) حيث ستبادر وزارة المعارف (الإسرائيلية) بتخصيص حصص دراسية كافية للحديث عن (أرض اسرائيل الكبرى) وتعزيز الأيدلوجية الصهيونية، وتنمية الفكر الدموي بأذهان التلاميذ (الإسرائيليين).
إن ما تحدث عنه الوزير الصهيوني (بينت) يؤكد على النوايا الخبيثة والخطيرة تجاه القدس والمسجد الأقصى ومواصلة مخططات الاستيطان في الأرض الفلسطينية، دون توقف، كما يؤكد على أن ما تسمى وزارة المعارف (الإسرائيلية) تنتهج نهجا خطيرا في تغذية عقول التلاميذ الصهاينة بالأيديولوجية الصهيونية الدموية، وتشجعهم على قتل الفلسطينيين والعرب، فيما تحرص الوزارة الإسرائيلية على غرس مفاهيم وقيم إجرامية صهيونية في عقول الطلبة الإسرائيليين.
إن هذه المخططات الصهيونية الماكرة الهادفة إلى غرس وتعزيز الفكر الأيدلوجي الصهيوني الدموي في عقول ونفوس الطلاب، ليست وليدة اللحظة خاصة أن وزارة المعارف الصهيونية تدس في المناهج الدراسية الكثير من الافتراءات والأكاذيب، كما أنها أجبرت المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية على تدريس المناهج (الإسرائيلية)، وحذرت المدارس والمعلمين بالفصل في حل لم يتم تدريس هذه المناهج المليئة بالأكاذيب والافتراءات.
إن الحكومة (الإسرائيلية) تبذل كل ما في وسعها من جهود من أجل تنفيذ مخططاتها الإجرامية بحق شعبنا الفلسطيني، بل إن المدارس الفلسطينية في القدس تعاني الأمرين من سياسات الاحتلال العنصرية وعدم الاهتمام بهذه المدارس والبنية التحتية بل وتمنع بناء مدارس جديدة وتمنع الدعم عن المدارس الفلسطينية في القدس، وإن هناك قرابة (300 ألف ) تلميذ فلسطيني يدرسون بمدارس القدس يعانون الويلات والويلات جراء سياسات الاحتلال القمعية وسياسات التمييز والإقصاء الممنهجة.
إن ما تسمى بوزارة المعارف (الإسرائيلية) تعمل على تعزيز الفكري الإرهابي الدموي في عقول ونفوس التلاميذ الصهاينة، بل وتعد الأفكار والخطط التي تجعل من الجيل (الإسرائيلي) الجديد يمعن في تنفيذ المئات بل الآلاف من الجرائم والمجازر الدموية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
إن المدارس الفلسطينية بالقدس تواجه وتتحدى قرارات وزارة المعارف الصهيونية التي تلزمها بتدريس المناهج والكتب الصادرة عن دائرة المعارف في بلدية الاحتلال بالقدس .
إن الكيان الصهيوني يحاول بكافة الطرق والوسائل السيطرة على قطاع التعليم في القدس المحتلة، ويمنع الكيان تزويد المدارس الفلسطينية بالكتب المدرسية، بل
يهدد الاحتلال بإغلاق المدارس التي لا تلتزم بذلك وفصل مديريها ومدرسيها، وقد اضطرت بعض المدارس إلى الرضوخ لهذا الإجراء تحت الضغط والتهديد.
وحسب التقارير الإعلامية حول واقع التعليم الفلسطيني والمدارس في القدس المحتلة، فإن وزارة المعارف (الإسرائيلية) تجري باستمرار تعديلات طفيفة على المناهج المدرسية وتقوم بحذف كل ما يتعلق من حقائق عن القضية الفلسطينية، وتحذف مصطلحات النكبة وحائط البراق وفلسطين، والشعار الفلسطيني، كما تمنع الوزارة (الإسرائيلية) الطلبة الفلسطينيين من إنشاد النشيد الوطني الفلسطيني في الطابور الصباحي، وهناك الكثير الكثير من الإجراءات العنصرية التعسفية بحق المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة.
إن اللجان (الإسرائيلية) المشرفة على وضع المناهج الدراسية تعمل جاهدة على حذف كل ما يشير إلى النضال الفلسطيني أو المقاومة الفلسطينية، بهدف قتل الروح الوطنية ومشاعر حب الأرض عند الطلاب.
وقامت وزارة المعارف (الإسرائيلية) حسب آخر التقارير الإعلامية بحذف كل إشارة في المنهاج المدرسي تشير إلى أن القدس مدينة محتلة، و تم حذف مواضيع عن الانتفاضة وحذف القصائد الوطنية، وحذف المواضيع التي تتحدث عن المعارك الإسلامية، وقامت الوزارة الصهيونية بحذف قصيدة "عائدون" للشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد من كتاب اللغة العربية للصف السابع الابتدائي ، كما تم إلغاء درس "معركة حطين" من كتاب التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي، وقامت بشطب تمرين من كتاب التربية الإسلامية يسأل عن كيفية المحافظة على فلسطين وغيرها من الأمور التي تم حذفها من المناهج الفلسطينية .
إن السلطات (الإسرائيلية) تقدم إغراءات كبيرة لمدراء المدارس في القدس المحتلة، ولأولياء الأمور بهدف الضغط عليهم للموافقة على تدريس المنهاج (الإسرائيلي) في المدارس الفلسطينية، وتتمثل هذه الإغراءات بزيادة الموازنات المالية المدفوعة للمدرسة وتقديم حوافز مالية للإدارات المدرسية والمعلمين.
إن ما يخطط له الصهاينة لجعل العام الدراسي الجديد يتركز على الحديث عن الأيدلوجية الصهيونية في تهويد القدس وترسيخ المفاهيم الصهيونية حول القدس في عقول الطلاب هو بمثابة جزء من المخططات والمؤامرات الكبرى التي تتواصل بحق القدس والمسجد الأقصى.
أخيرا أمام هذه المخططات الخبيثة لابد من تشكيل جبهة فلسطينية عربية إسلامية من أجل مواجهة هذه المخططات العنصرية، والعمل على توفير الحماية والدعم والمساندة لأهلنا المرابطين في القدس، خاصة أن القدس في هذه الأيام بأمس الحاجة للدعم العربي والإسلامي وسط ما تحياه من تهويد ومشاريع استيطانية تحيط بها من كل جانب .