حركة فتح في انطلاقتها الـ51 بين السياسة والمقاومة

بقلم: 

تستمر (إسرائيل) في ممارسة الأسلوب الاحتلالي والعسكري في تداولها لكافة القضايا منذ قيامها وحتى اليوم، وبالرغم من مرور أكثر من عشرين عاما لاتفاقية "أوسلو" الذي وصفه الرئيس الشهيد أبو عمار بأنه "سلام الشجعان" ولكن (إسرائيل) وقفت مترددة وفاشلة في تحقيق هذا السلام، وتحمل مسؤولياتها، واندلعت انتفاضة الأقصى لكي تضع النقاط فوق الحروف ولتفسر معنى "الشجعان" الذي أطلقه أبو عمار،  وجاء الرئيس محمود عباس "أبومازن" بعد اغتيال الرئيس الشهيد أبو عمار، ووضع العالم كله أمام مسؤولياته ولينتزع دولة فلسطين عضو مؤقت في الأمم المتحدة واصفا ذلك بالخطوة "هذه الخطوة جاءت لتثبيت حق الشعب الفلسطيني على أرضه، بوصفها أرضاً محتلة، وليست أرضاً متنازعاً عليها". كما جاء في خطابه أمام الأمم المتحدة آنذاك.

واستمرت العنصرية الإسرائيلية واستخدمت كل الوسائل لإجهاض هذه الخطوة التاريخية، وانحازت  الولايات المتحدة "كعادتها" لجانب الاحتلال، واعتبرت الخطوة بأنها إجراءات انفرادية ستعرض عملية السلام للخطر وتعقد الجهود الرامية للمفاوضات، وتناست الإدارة الأمريكية أن الحل النهائي يكمن في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة وانهاء ملفات الحل النهائي.

وانطلقت قبل مائة يوم الانتفاضة الثالثة "انتفاضة القدس" وواضح أن هذه الانتفاضة تختلف عن الانتفاضات السابقة، وهي تترجم حقيقة أنه لم يتبق أمام الفلسطينيين سوى مواصلة الدفاع عن التطلعات والحق الفلسطيني في إطار الأمم المتحدة ومواصلة النضال والعمل للتخلص من الاحتلال.

أنه لم يتبق أمام الفلسطينيين سوى مواصلة الدفاع عن التطلعات والحق الفلسطيني في إطار الأمم المتحدة ومواصلة النضال والعمل على التخلص من الاحتلال الإسرائيلي، وقد أظهرت الأحداث بأن الشعب الفلسطيني قادر على مواصلة الطريق بالرغم من كل التحديات الصعبة وفي ظل ظروف داخلية وعربية وإقليمية ودولية غاية في التعقيد، ولكن لا سبيل غير مواصلة الطريق والانتفاضة.

وفي هذا اليوم الذي تحتفل فيه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بمرور 51 عاما على انطلاقتها، وقد قدمت خلالها معظم قادتها شهداء، بمن فيهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، إضافة إلى الآلاف من الكوادر والمناضلين، وخاضت المعارك والحروب مع العدو، وفجرت الانتفاضات الشعبية، وأعادت بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وكرست نهج المقاومة والكفاح المسلح، ورفعت اسم فلسطين عالياً في كل الآفاق، تستمر في مسيرة النضال والدفاع عن شعبنا وقراره المستقل، وتشارك الجماهير في الانتفاضة المباركة، وتثبت أن انطلاقتها بالبندقية ومن ثم تبنيها الحل السياسي، لا يعدم البدائل، وأنها لن تغرق في دهاليز الصمت الدولي ولا العنجهية الاحتلالية، لأنها وجدت من رحم الجماهير والنضال المقاوم وستبقى حتى ينتصر شعبنا ويزول الاحتلال، فهي تثبت في كل عام وفي كل مناسبة وفي كل انعطاف تاريخي لشعبنا وقضيتنا، أنها حركة الشعب الفلسطيني المناضلة وتتقدم الصفوف وتقدم الشهداء يوما بعد يوم، وتبدع في أفكار المقاومة الشعبية، وفي نفس الوقت تستمر في الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والحضور الفلسطيني في المسارات الدولية، وبالتالي فإن كل فلسطيني، وفتحاوي يفتخر بحركة فتح التي استطاعت أن تحقق الانجازات في مسارات السياسة و تقف مع شعبها وتبدع في أساليب المقاومة لتستمر حتى زوال الاحتلال.