شارلي إيبدو في القدس

بقلم: 

تناقلت وسائل الإعلام العالمية حادثة شارلي إيبدو في باريس ، ملثمين اقتحما مبنى المجلة قتلا ثمانية من رسامي الكاركاتير اثناء خروجهما قال احدهما  بلكنة باريسية  ( انتقمنا للنبي محمد )  صرخ الثاني ( قتلنا شارلي ) .

الاخوين كواشي منفذا العملية ولدا في باريس لأبوين من أصول جزائرية و تعلما في مدارس الجمهورية و تشربا مبادئ العلمانية الفرنسية .
حظيت هذه العملية بالزخم المعتاد حين يكون الجاني مسلما ، تضخم الجريمة ليستفاد منها في تشويه الإسلام         ( مصدر التطرف العالمي ) كما يدعون ، و تظهر المسلمين بالحاقدين على حضارة الغرب و رقيهم الانساني .
شارلي ايبدو الصحيفة اليسارية التي ما فتئت تنشر الرسوم المسيئة للإسلام و النبي محمد – عليه السلام – معتبرة ذلك من حرية التعبير ، شارلي نفسها تحاكم أحد رساميها الفرنسيين ( موريس سيني ) لأنه أنجز رسما كاركاتوريا سخر من نجل نكيولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق الذي اعتنق اليهودية بقصد الإثراء المالي ، اتهم سيني بمعاداة السامية و التحريض على الكراهية .
ما حرَك ذاكرتي لحادثة شارلي ايبدو هي جريمة اخرى بدافع ديني ، مهاجمة متطرف يهودي يدعى يشاي سشيسل مسيرة سلمية لشواذ( اسرائيل ) في حي ميا شعاريم في القدس المحتلة الذي تسكنه اغلبية من اليهود الارثوذكس .
سشيسل و رفيقه هاجما مسيرة سلمية للمثليين باعتبار الشذوذ هرطقة يجب منعها لأنها تجرد المدينة من قدسيتها و تنافي التعاليم اليهودية التوراتية .
حادثتي شارلي ابدو و القدس مصدرها واحد هو ضعف المهاجم في رد الإساءة لمعتقداته فتبع سلوكاً إرهابياً ضيع فيه قضيته المثلى ، لينتقل الى دوامة الفعل و رد الفعل يخسر فيهما مركزية الحدث و تتلاشى من حوله الأصوات التي أيدته بداية في رفض الأساءة .
ما أريد ايصاله من كتابة هذه السطور تتوضح في النقاط التالية :
1. مجلة شارلي ابدو تجاوزت حرية التعبير بازدراء الدين لإسلامي و تشويه صورة النبي محمد ، بعض المسلمين اخذ مسارا سلميا في التنديد بهذه الإساءة و رد الفكر بالفكر و التضليل بالحوار و المخاصمة بالقضاء ، البعض رأى في الرسوم مساً بقدسية الدين ونبيه الكريم فهاجم شارلي في عقر دارها.
2. سشيسل ايضا انتقم لتعاليم الدين اليهودي و دافع عن قدسية ( اورشليم ) من هذا الدنس الذي يجلب غضب الرب و يؤخر نزول المسيح الذي سينتصر اليهود خلف لواءه  وفقاً لمعتقداتهم.
3. النفاق العالمي في تناول الجريمتين:  يُرى في حادثة شارلي إنها امتداداً لتعاليم الشريعة الاسلامية التي تحرض على قتال الكفار ( الغرب ) و يرى بجريمة القدس حدثا فرديا من متطرف خرج قبل اسابيع من السجن لينتقم من اسرائيل .
4. سشيسل ليس فرداً بل هو ابن ( اسرائيل )  واحة الديمقراطية و الرقي الإنساني كا يدعون في الشرق المليئ بالحروب و التخلف في مجالات التنافسية العالمية ، هذا الكيان ( نشاز الجغرافيا و التاريخ ) المؤسس على فكرة كاذبة ارتكب الجرائم حق العرب و الفلسطينين ليس اخيرا احراق الطفل علي الدوابشة  .
5. الإسلام ليس الأخوين كواشي و لا تنظيم الدولة الارهابي و لا حتى الإخوان المسلين الجماعة الأكثر اعتدالا و تنظيما و التزاما بسلمية المنهج ، بل هو كلام الخالق بكتابه الكريم و سنة نبيه محمد عليه السلام ، ما عدا ذلك اجتهادات بشرية ناسبت أزماناً و أمكنة و خالفت أخرى لذا لا يمكن أن تخرج عن كونها إنسانية المصدر تحتمل الصحة و الخطأ .
6. النبي محمد الذي ثأر له الأخوين كواشي قال لمن اتهمه بالشعوذة و الكذب و اعتدى عليه و أخرجه و اتباعه من بلاده :
( يا ويح قريش ، لقد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلوا بيني و بين سائر الناس ، فإن أصابوني كان الذي أرادو و إن اظهرني الله عليهم و دخلوا في الاسلام و هم وافرون ) .
هكذا قال مثل الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ( خلوا بيني و بين سائر الناس ) ، تحمل و أصحابه الأذى و الظلم و نهبت أموالهم لأنهم يدركون أن طريق الدعوة و اخراج الناس من ظلماتهم الى النور ليس بالأمر الهين .
7. من أراد انتقاد المسلمين ليفعل فهم ليسوا ملائكة بل شركاءه في الإنسانية  له ما لهم و عليه ما عليهم ، اما الإسلام فليقرأ القران و السنة المحمدية ثم ليحاجج من أراد.