"حماس" لن تعود إلى حرب مفتوحة مع اسرائيل في غزة الا اذا امتلكت سلاحا رادعا ضد الطيران الحربي
أاثار ما قلته في مقابلة مع الزميل محمد الرجوب في اذاعة اجيال صباح اليوم بشأن قرار حركة "حماس" عدم العودة الى اية مواجهة عسكرية مفتوحة مع اسرائيل في قطاع غزة جدلا كبيرا لذلك احب ان اوضح الامر هنا بصورة اكثر تفصيلية.
نعم، "حماس" قررت ان لا تعود الى مواجهة عسكرية مفتوحة مع اسرائيل الا اذا امتلكت سلاحا رادعا ضد الطيران الحربي الاسرائيلي، والسبب في ذلك يعود الى حسابات عسكرية اعتقد انها موضوعية وذكية من "حماس" وليس لتخلي الحركة عن الخيار العسكري. فقد خلصت "حماس" في قرائتها لنتائج الحرب الى ما يلي:
- قصفت اسرائيل كل بناية تواجد فيها عضو في اية جماعة مسلحة بصرف النظر عن عدد المدنيين في تلك البناية. ومن تلك الهجمات قصف بيت تواجد فيه عضو في "الجهاد الاسلامي" في رفح قتل فيه 32 شخصا. وادى القصف الاسرائيلي لتلك البيوت لشطب عائلات باكملها من السجل المدني.
- في الايام الاخيرة من الحرب لم يجد بعض اعضاء الاجنحة العسكرية خاصة الجهاد الاسلامي مكانا للنوم لان كل بيت يدخلوه كان معرضا للقصف الفوري.
- قصفت اسرائيل الابراج السكنية التي تواجدت في انفاق تحتها مقار قيادة الاتصال والتحكم.
ادركت "حماس" في الايام الاخيرة للحرب ان اسرائيل ماضية في عمليات قصف جوي على مدار الساعة تؤدي الى سقوط عشرات الفلسطينيين يوميا فوافقت على وقف اطلاق النار بدون اية شروط.
نعم، "حماس" قررت، وقرارها هذا نابع من حسابات عسكرية دقيقة، وقررت ايضا توجيه العمل العسكري الى الضفة الغربية لاعتبارات اهمها ان الردود الاسرائيلية في الضفة مختلفة عنها في غزة.
اعتقد، كمراقب، ان "حماس" حركة سياسية لديها حسابات امنية وعسكرية وليست حركة مغامرة لذلك فاني لا ارى الحركة تعود الى حرب مفتوحة مع اسرائيل في السنوات القادمة الا في حال نجحت في تطوير صواريخ ضد الطيران الحرب الاسرائيلي، وهو امر مستبعد جدا في هذه المرحلة...