شو مع الحواجب أختي المسلمة؟

بقلم: 

كان هذا العنوان لهذا المقال القصير سؤالا من أحد المعلقين على الفيس بوك على صورة فتاة منقبة على كامل وجهها بإستثناء العيون مع لفّها على الرأس شارة حركة حماس في جامعة بيرزيت.

الفتاة هذه ارتكبت جريمة حمقاء بل فاحشة كبيرة  تستحق عليها الجلد ليس ثمانين جلدة فقط بل واحد وثمانين جلدة فهي قامت "بتخطيط "حواجبها" وتلك جريمة كبرى بنظر ذلك المعلق على هذه الفتاة.

أضم صوتي الى هذا المعلق وأقول له إنك أنرت عقولنا وأثلجت قلوبنا بتعليقك هذا , لماذا  تظهر تلك الفتاة التي تضع شارة حركة حماس على رأسها منقبة  لحاجبها؟ 

لماذا لم ترضى تلك الفتاة بالنمو الطبيعي لذلك الحاجب وسيره كما يريد دون ان تنقب تلك الشعره وتلك التي تنموا يمينا وشمالا وفوقا وتحتا؟
أيها المستنير المنير الجاهل المتجاهل لماذا لم تنصحها بشيء يفيدها غير هذا النقد العشوائي ؟

أحببت منك أن تقول لها بأن يكون ذلك النقاب مغطيا لكل وجهها وحتى عيناها كي لا ترى أنت حاجبها المنقب وكي لا ترى هي الطريق أمامها ، حيث يمكن ان تسقط أرضا وتكون قد اخدت عقابها على تلك الجريمة "تنقيب الحاجب" وتصل أنت الى مرحلة "راحة البال".

لكن لا ألومك كثيرا حقا , وكيف ألومك كثيرا وقد رأيت بعضا من حملة الشهادات العليا والأساتذة وبعضا ممن كان يشغل مناصب في الحكومة بل كذلك الصحفيين يكتبون وينهشون بصورة فتاة شقراء تحمل راية حركة حماس وتسير بين المئات في أحضان جامعة بيرزيت؟

هل أجرمت تلك الفتاة بحملها لتلك الراية ؟ هل كانت تلك الراية بنظر منتقديها علم إسرائيل ام علم "داعش" ام علم لأي من الأشياء المحرمة؟

ماذا لو كان بين المناصرات للشبيبة الفتحاوية او القطب الطلابي فتاة منقبة ترتدي اللباس الأسود ؟ هل سيكون هناك انتقاد ولوم كما رأينا ذلك على تلك الفتاة؟
هل سيكون الإنتقاد "بأن المتنافسين في الجامعة اصبحوا اسلاميين وبالتالي لا ضرورة للإنتخابات ولا للشعارات ولا للمناظرات"؟

هل تسكن تلك الفتاة في دولة خارجية وجاءت على وجه السرعة ترفع الراية وترحل؟ الا يمكن ان تكون تلك الفتاة تسكن في نفس العمارة السكنية التي تسكن فيها أنت ؟ او ان تكون اخت صديقك او صديقتك او حتى قريبتك وانت لم تتمعن بالنظر في الصورة بقدر ما تمعنت بحماقتك في الإستهزاء؟

احسست للوهلة الأولى انني كنت أسكن في الحرب الاخيرة على قطاع غزة في دولة خارج فلسطين ولم ارى تلك الفتاة الشقراء أيضا تقود مركبة من نوع "بي ام ضبل يو"  ويخرج صوت تلك الأغنية من المركبة وتقول " هنا أعددنا لكم ..هنا هنا عدنا ننتقم" وكأنني ايضا لمأرى  تلك الفتاة التي كانت تمسك "الأرجيلة" في أحد المقاهي وعلى صوتها "الله واكبر" عندما ظهر الناطق بإسم كتائب عزالدين القسام معلنا عن أسر جندي صهيوني.

هل تلك الفتاتان يا صديقي كافرتان لشقار شعرهما ام لقيادة سيارة "بي ام ضبل يوم" او لإمساكها "بالأرجيلة؟
أقول لكم يا أصدقائي وزملائي بدون أي انتماء  إن الراية الخضراء جميلة وشعارها جميل ومن يحملها جميل بنقابه وشعره وحاجبه ووشاحه كما هي الراية الصفراء والحمراء والبرتقالية والسوداء