أسود غزة

بقلم: 

بدت الامور غريبة ومستهجنة حين تم مساعدة حديقة حيوانات بيسان بعد الحرب الاخيرة على غزة من اعادة بناء اقفاص الحيوانات وعلاج المصابة منها وإخراج الاسود الى مكان امن عبر معبر رفح . وكان الانتقاد في حينه ان العالم والمؤسسات الدولية الناشطة في مجالات الرفق بالحيوان اهتمت بالحيوانات وتناست او اهملت حقوق البشر المصابين والمحاصرين , وكان رأي الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان انذاك ( لننقذ ما نستطيع انقاذه وبالوسائل المتاحة) وان لم نستطع انقاذ الانسان المضطهد والمحتل هناك لننقذ انسانيتنا بما اتاح لنا العالم من  هامش مشوه للحرية وحقوق الانسان والحيوان.

وتعود القضية من جديد لتأخذ حيز اعلامي واسع بعد نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي حتى اصبح متداولة بشكل واسع للفلسطيني الساكن في غزة ويربي شبلين من الاسود في منزله , تلهو مع ابناءه وتحضر مباراة لكرة القدم ايضا .
ايمانا بإنسانيتنا وهدفنا في الجمعية تتبعنا الامر وتقصينا بعض الحقائق حيث تبين ان الاسود بيعت من مالك حديقة حيوانات رفح الذي يملك اسدين ولبؤتين قادرتان على الانجاب الى مالكها الحالي , وكنا على مقربة من الوصول الى تفاهم يقضي بإنقاذ اشبال  الاسود والقاطنين في المنطقة ونقلها الى حديقة حيوانات بسان كمرحلة اولى لنقلها فيما بعد الى مكان امن ومنع الاسود الموجودة في حديقة حيوانات رفح من الانجاب من خلال تعقيمها.

إلا ان النوايا الحسنة لبعض المؤسسات وطريقة الوصول الى نتائج انسانية وإنقاذ الاشبال والسكان كان بشكل جعل العملية معقدة وأصبح الامر اشبه بمزايدة بين بائع لا يملك الحق باقتناء الحيوانات البرية ودفعها للتكاثر في الاسر ومالك لا يملك الحق بالتعامل معها واقتنائها.

بعد هذا العرض فإننا في الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان نطالب اصحاب القرار في غزة بالتعاون معنا للوصول الى حل امثل لأهلنا في محيط حديقة حيوانات رفح ومالك الاسود والأشبال نفسها , والتي من المؤكد انها ستشكل خطورة بالغة حتى على مقتنيها, حيث لا يمكن ان تربى هذه الاسود في المنزل ولا يمكن اقتنائها كحيوانات اليفة او ترويضها.

كما نسعى وبمساعدة من اصحاب القرار في غزة الى تعقيم الحيوانات المقتنية في حدائق الحيوان حتى لا تنجب مجددا وتتكرر القضية مرة اخرى.
كما وندعو المؤسسات الدولية التي ترغب بالتدخل والمساعدة من اجل ذلك التواصل معنا مباشرة حتى لا يضر التنافس بتحقيق الهدف.
كما وأننا نرى انفسنا كشعب فلسطيني تفوقنا بإنسانيتنا سطوة الاحتلال وليس لنا مبرر لنعزل او ننتهك حريات اخرين لا  يملكون حول ولا قوة لتغيير ظروف حياتهم ونتملكهم حتى وان كانوا حيوانات .

دعونا ننقذ انسانيتنا ونثبت للعالم جدارتنا بالعيش تحت الاحتلال وبدونه كما نشاء بحقوقنا المشروعة واحترامنا لحقوق الاخرين