عندما يقع الايراني في الفخ المنصوب له بإحكام‎

بقلم: 

عندما يقع الايراني في الفخ المنصوب له باحكام: ان التجربة السوفيتية في الحرب الافغانية و العراقية في الكويت اعطت الكثير من الدروس العملية للجميع, لقد لجأت الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي الى جر الاتحاد السوفيتي الى المستنقع الافغاني و عملت بصحبة المخابرات الباكستانيةعلى انشاء حركة طالبان المتطرفة و المدعومة ماليا و بشريا من العرب و المسلمين و ما اضافت اليه في نهاية المطاف من ضرب لاسعار النفط في نهاية الثمانين مما استنزف به ميزانية الاتحاد السوفيتي و ضربها فحدثت البريسترويكا و انهار الاتحاد السوفيتي. و في نفس الوقت عملت على استنزاف الجيش العراقي بحربه مع ايران و لكنا حصل ان العراق خرج رابع اقوى قوة عسكرية في المنطقة بتعداد جيش يزيد عن ال 4 مليون مقاتل و ترسانة عسكرية ضخمة تحتاج الى الكثير من المال للمحافظة عليها, أدى ذلك بغزو صدام حسين للكويت التي كانت احد المتامرين على العراق و احد الدول التي عملت على استخدام سلاح النفط , لكن الحرب على العراق كانت مركبة و كانت على عدة مراحل و كان المطلوب منها تدمير العراق و الجيش و الدولة، فاخذت المنحى الذي اخذته من حرب الخليج 1991 و الضربات المستمرة مع الحصار, و منطقة حظر الطيران التي اريد منها حقيقة ايجاد بيئة مناسبة لانتفاضة شمالية او جنوبية , لكن نظام صدام حسين لم يسقط و لم تستطع هذه الاجراءات من النيل من قدرات العراق العلمية و الصناعية و العسكرية مما يخرجه من المعادلة الاقليمية , انتقل الاميريكان حينها الى استخدام القوة الصلبة لتدمير العراق في 2003 . ان التكتيك المتبع امريكيا و الملخص في استخدام البيئة الحاضنه لكي تقضي على نفسها من اذكاء النعرات الطائفية و الاثنية و دعم التطرف. لم يكن كافيا لجعل الشرق الاوسط ملتهبا بل استدرج الدول الاقليمية في حروب استنزاف سوف تطول و تقضي على موارد تلك الدول البشرية و المادية و يحولها الى دول فاشلة كما في افغانستان و الصومال. الاردن و ايران وقعا في الفخ و لكن ايران سمح لها في الدخول المباشر الى المستنقعين العراقي و السوري لتقصير الزمن اللازم لاستنزافها في ظل ازمة اقتصادية قاسية كما قياسا بالاتحاد السوفيتي الذي صمد في افغانستان عقد من الزمن و الولايات المتحدة التي صمدت في العراق ما يقارب ذلك فانا لا اعتقد ان الايراني كدولة عندها كثير من المشاريع الضخمة التي تستنزف الخزينة من جيش و صناعة صواريخ و برامج نووية و تخصيب الخ يمكن ان تصمد في ساحتيين كبريين كالعراق و افغانستان . ان الاميريكي و الاسرائيلي جعلوا الايراني يبسط النفوذ الى ساحات بعيدة و كبيرة من العراق و سوريا الى اليمن و هي ساحات لم تجروء الدول الكبرى على فتحها رغم القدرات الكبرى التي لا تقارن بالميزانية الايرانية الهزيلة نسبيا. ان موضوع المفاوضات الاميريكية مع ايران سوف ياخذ ابعادا اخرى و لن تنتهي المفاوضات مع الاميريكي على صفقة ما و لكن سوف يكون هناك اطالة في امد المفاوضات لاحداث عدة امور منها : 1-استنزاف الخزينة الايرانية في الحرب الدائرة . 2-استنزاف الجيش الايراني بنشره على ساحات اكبر من قدراته الفعلية. 3-التضييق المحتمل على حلفاء ايران في تلك الساحات بطرق مختلفه او عملية لمحاولة اخراج حلفاء ايران من معادلة الضغط كما يحدث في سوريا و اليمن. 4- ما سوف ينتج عن هذا الاستنزاف الهائل من تاثير على الاقتصاد الايراني و على المجتمع الايراني مما يجعل البيئة مناسبة لحدوث الاضطرابات الداخلية و كنا قد راينا ذلك من فترة قصيرة في الاهواز العربية . 5- دعم احد الاطراف التي تستنزف ايران بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق عملاء اقليميين . - هنا اريد ان اشير ان اللاعب الاقليمي التركي و المصري و السعودي و الجزائري و لم ينجر الى هذا السيناريو و انما ما زال يراوح مكانه في لعبة الوقت التي هي اهم من التوسع الغير مدروس. و المرحلة القادمة من الحرب التي تسعى لصنعها الولايات المتحدة.