الوهم المريح

بقلم: 

أجزم ان ما يجري على الساحات الفلسطينية والاقليمية والدولية والاسرائيلية ، هو مناوشات سيئة تنبئ بسوء لاحقاتها لتشكل بمجموعها نذر شؤم ومقدمات بائسة لانكفاءة مهلكة !؟

فعلى الصعيد الاسرائيلي تتعالى وتائر الغلو العدائية ضدنا نحن الفلسطينيين يوما اثر يوم لتشكل حافزا لكل غلاة المشروع الصهيوني لتطبيق برنامجه الاكثر عدوانية وتسلطا ومحوا للقيم والاعراف والقوانين الدولية ، ليكرس فهما عنصريا مفاده " انك كلما كنت اشد ايلاما للفلسطينيين ، كلما كنت اقرب الى سدة الحكم" !؟
ولعل ما يدور الان من مماحكة بين الاحزاب والكتل البرلمانية الاسرائيلية في سباق محموم نحو الوصول الى سدة الحكم من خلال الاثبات بأنها الاكثر قدرة على التنكيل بالفلسطينيين والاكثر حرصا على تطبيق المشروع الصهيوني بنهب المزيد مما تبقى من الاراضي الفلسطينية ، وعرقلة كل الجهود الرامية الى استعادة الحق الفلسطيني وفي مقدمتها المساعي الدبلوماسية الرامية لحث المجتمع الدولي على الوقوف امام مسؤولياته تجاه القضية الوطنية والنأي عن الواقع من خلال خلق اسطورة ختامية لمسرحية سميت على مدى عقدين ونيف ( السلام ) ؟!

وبنظرة تحليلية الى الخريطة الاسرائيلية ، ارى ان الخروج عن المألوف قد بات السمة الاكثر تمثيلا لمعادلة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، مقترنة بعملية اجهاض مبرمجة لكل الاحلام والامال المرجوة على الرغم من قشريتها ، وهذا بحد ذاته قاد دون مواربة ، الى وجوب اعادة دراسة عميقة لمعادلة الصراع والى اين تسير ؟ فالمراهنة على صناعة سلام في ظل نظرية ( الغاء الاخر ) قد عززت " وهمية الحلم " .

الغريب في الامر ، انه ومع هذا ما زال بين ظهرانينا من يؤمن بما هو كائن ، مؤكدا بذلك " وهمية الحلم " ليحيا في ظل خيال خصب لا يمت للواقع بصلة متجاهلا اسئلة عديدة بحاجة لإجابات تعيده الى حيز الواقع ولعل من ابرز تلكم الاسئلة :-

اين هي دولتنا الفلسطينية بأقاليمها الثلاثة ، وكم تبقى لنا من بقية حدود عام 67، وما هي صلاحيات الدولة المزعومة ، واين حدود اسرائيل التي تفصلها عن دولتنا ، وما هو دور الاجهزة الامنية الفلسطينية في ظل استباحة كل حلم فلسطيني في ظل تنسيق لا يستفيد منه الا اسرائيل بالدرجة الاولى ، اين هي كرامتنا الوطنية واستقلاليتنا في ظل دولة لا يتحرك اهلها الا بإذن من الاحتلال ؟
اسئلة كثيرة اسألها انا كما غيري الكثير من ابناء شعبنا ، ولكنني بهذا النزر اليسير من الاسئلة ، آمل ان اجد من يجيب عليها كي تتضح لي معالم دولتي " التي افنينا شبابنا باحثين عنها آملين العيش الكريم في سرادقها " .

انا هنا اكتب ليس بهدف رأي حاقد ، بل هادفا وضع النقاط على الحروف بغية وضع الامور في مكانها القويم من خلال إلقاء الضوء على رحلة كفاحية لشعب عظيم طالما كان وما زال عاقدا العزم على رؤية وطن يرفرف فوق عاليه علما حرا ، لا في وطن – دولة وجدانية من نسج الخيال ، وهذا ليس تزمتا بل استماتة وتمترسا خلف الحق ، ادراكا مني ان التزمت قاتل لكل عقيدة ولكنه لن يكون عقبة في وجه التميز ، وعليه فالمطلوب منا ان نتميز من خلال ابتداعنا طرقا واساليب تتلاءم مع معطيات الواقع لتكون شكلا رائدا لإنهاء صراع وليس شكلا ممجوجا لإدارة صراع . ولعل من الجائز هنا الاشارة الى ان الطحان الدائر كان يتطلب دراسة معمقة لصيرورته منذ بواكير الانخراط في العملية الدبلوماسية وكيفية معالجة الاخطاء الفادحة الناجمة عن الاستمرارية في نفس النهج ، ادراكا منا ان اعادة التجربة الفاشلة وبنفس الطرق ، تعتبر شكلا من اشكال الجنون وذلك كي نخلق تركيبة اكثر دقة في توجيه البوصلة وإحداث تغيير يستعيد ما فقدناه من مجد وطني وأنفة وكبرياء وثقة جماهيرية ويحافظ في الوقت ذاته ، على ما حققناه من مكاسب على الرغم من ضآلتها ويدفع بنا الى ما هو افضل وباتجاه تغيير النظرة الدولية نحو قضيتنا ، بغية الغاء الدور الامريكي وجعله طرفا وليس قائدا من خلال اعادة دراسة الوضع الدولي والاقليمي وما له من ارتباطات جد مؤثرة على فلسطين والمشروع الوطني .

اما على المستوى الفلسطيني ، فقد بات لزاما على القوتين المتنفذتين "فتح" و"حماس" ، ان تعيدا قراءة الواقع بعيون وعقول وطنية وليس حزبية وحركية . وان تنصاعا الى الاملاءات الوطنية والركون الى المصالحة وإعادة اللحمة للوطن والشعب وإلغاء المناكفات والترفّع عن التراهات وعن حالة الانضواء تحت مظلة اجندات دخيلة سواء اسلامية او غير ذلك . واعتبار ان الوطن هو الملاذ الوحيد والاخير لكل ابناء الشعب الفلسطيني على اختلاف افكارهم ومعتقداتهم . ويضاف الى ذلك عدم الذهاب بعيدا في وصف الذات والتوهم بأن القوة العسكرية الفلسطينية اصبحت على مستوى عال يمكنها من التصدي لقوة الاحتلال المصنفة بالسادسة دوليا ، مما يجعلنا امام الرأي العام العالمي وكأننا دولة شديدة المنعة ما يسوغ لاسرائيل محاربتنا بالشكل الذي تراه مناسبا ويعزز قناعة المواطن الاوروبي والامريكي ، بصدقية الرواية الاحتلالية التي توهم بأنها في حالة دفاع عن شعبها وكيانها امام ارهاب الفلسطينيين ، علما بأننا براء من ذلك !!

واستكمالا لما ذكرت ، بات واجبا ملحا ان تلتقي كافة القوى الفلسطينية بكافة ايديولوجياتها لتضع برنامجا وطنيا يلبي طموحات شعبنا بعيدا عن المغالاة ، ورفع سقف المطالب الذي لا يمكن تحقيقه الا وهماً ، آخذين بعين الاعتبار ان المنظومة الكونية وعملية التطور التاريخي ليست حكرا علينا وليس بالامكان التحكم بها بمعزل عن الاخرين ، وشطب موالاة او معاداة هذه الدولة العربية او تلك حرصا منا على ترسيخ قومية القضية الفلسطينية وليس اسلمتها ، فالدين لله والوطن للجميع ، خاصة واننا بحاجة ماسة الى حشد موقف عربي وأممي لنصرة القضية الفلسطينية ، وليس لاستعداء الدول والشعوب كي نبقى في الساحة وحيدين يسهل القضاء علينا ، فاذا اجمعنا على "نحن " ، فاننا سنشكل نهرا دافقا ، واذا بقينا متشبثين ب"أنا " ، سنكون قطرات يسهل تبخرها .

وليعلم كل ذي شأن ، ان حالات الضياع والانفكاك والانفلات من عقال القيم الوطنية ، قد فتح الابواب على مصاريعها امام شذّاذ الافاق الذين جعلوا من المشروع الوطني مشروعا استثماريا تحت مسميات وطنية المظهر تدميرية المحتوى ، وفي موازاة ذلك رفع وتيرة الانفضاض من حول المفاهيم الوطنية واكفهرار القناعة بالمستوى التمثيلي مما زاد الوضع تعقيدا وشتت الجهود وعدد الجبهات على حساب القضية بشكل عام ، لذا فانه لمن العار ان يبقى الوضع الفلسطيني الداخلي على ما هو عليه من التبعثر وليكن لكل ذي شأن عظة في قول الاستاذ انيس منصور ، إبان الاقتتال الفلسطيني في لبنان في معسكر البداوي :
امس سقط معسكر البداوي ! فما الذي ومن الذي سقط ؟

ارجو ان تفكروا طويلا في هذا السؤال ، اما الاجابة فهي : ( لقد سقط المعسكر الفلسطيني امام القوات الفلسطينية انقاذا له من المنظمات الفلسطينية ، وعودة به الى الضفة الفلسطينية لتقوم الدولة الفلسطينية )!!

لا يمكن ان يكون جادا تماما صاحب هذه العبارة ولا ها زلا اطلاقا ، فعبارته صورة جادة للهزل وصورة هازلة للجد.!!
فبالله عليكم ، ما الذي سقط ومن الذي سقط في معسكر البداوي ؟ ومن الذي انتصر ومن الذي انكسر ؟؟ ومن الذي بقي وما الذي بقي ؟
ثم ما اسم هذه الكوميديا او التراجيديا التي جلس الناس يتفرجون عليها من فوق ظهور حاملات الطائرات الاميركية والانجليزية والفرنسية والايطالية ؟؟
فكفى استهتارا بعقولنا وبوطننا ، فإن عقولنا اكبر مما تتوقعون وان وعينا اسمى مما تتخيلون وان وطننا ملك لنا جميعا وان مصيرنا لا يمكن ان يرسمه احد بمعزل عن ارادتنا .

وازاء ذلك فعلى "حماس" ان تعود الى الحظير الوطني ، وعلى "فتح" ان تعتبر ذاتها جزءا من الكل الفلسطيني ، وعلى القوى الاخرى ان تنضوي تحت لواء الوطن وتؤمن بأن له قيادة واحدة ، وأن تلعب دور الناقد الباني وليس دور السمسار النزيه .

اما على المستوى الاقليمي ، ففي اواخر العقد المنصرم ومع بواكير العقد الحالي ، انشغلت امريكا واسرائيل بالملف النووي الايراني والتحالف الايراني السوري ، والتهديد العراقي ، الامر الذي حرك العقلية الامريكية المرتبطة بقوة التكنولوجيا العسكرية لتطيح بالرئيس العراقي وغزو بغداد ونهب خيراتها وتفتيت شعبها . ومن ثم وبعد دراسة عميقة ارتأت اميركا وحلفاؤها ، انه ليس من اليسير غزو ايران فغلبت الدبلوماسية الخبيثة على غطرسة القوة لتدجين الطموح الايراني ، بغية تبهيت وطأة معسكر المناوءة المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله في لبنان بالتوازي مع خلق فتنة تجعل من سوريا – التي تشكل حلقة الربط ما بين ايران وحزب الله –معقلا لجهابذة الارهاب المتبرقع بعباءة التغيير الديمقراطي من جهة ، والحريص على اعادة المجد الاسلامي من جهة اخرى ، وكأن سوريا هي اولى القبلتين ، وكانت نتيجة هذه اللعبة ان سوريا قد باتت في حال يحتاج لعشرات السنين لإعادة ترميمه ، وكل ذلك تمهيدا لنقل الويل الى لبنان لإنهاء أي احساس قومي او وطني وبسط النفوذ العولمي الامبريالي لإخضاع كل الشرق لهيمنة ونفوذ الامبريالية بهدف خلق مناخ رائع تحيا فيه اسرائيل بأمن وطمأنينة تحت وطأة الحراب الاميركية وليس في ظل السلام الاممي ، وهذا بمجمله ينهي الملف الفلسطيني ويمهد لإلحاقه بإحدى الدول المجاورة مصر او الاردن تذويبا لهويته الوطنية وإبقاءً لجنسيته الملحقة .

انا هنا لا اريد الاسهاب في طرح الحال الاقليمي برمته بل مكتفيا بالإطلال من شرفة الحدث المباشر المرتبط جدليا بالوضع الفلسطيني وماله من اثار بغية الوصول الى المستوى الاميركي بشكل خاص والدولي بشكل عام دون اسفاف او الحاف .

واخيرا : على المستوى الدولي بشكل عام والاميركي بشكل خاص فإنني اقول :-
ثمة تغير دراماتيكي حدث على مستوى السياسة الاميركية الخارجية والتي بالضرورة تعبر بشكل متواز مع السياسة الاوروربيه والتي ترتبط جدليا مع سياسات معظم الدول العربية ، ذلك التغيّر الذي يبدو وللوهلة الاولى وكأنه نزوة سياسية بيد انه في الحقيقة تعبير صريح عن مدى جدية العالم الاوروبي واميركا بكيفية التعامل مع القضية الفلسطينية برمتها بشكل عام ومع العنوان الرئيس المفترض والذي يتوجب ان يكون قبلة الحوار المستقبلي باعتباره الطرف الاقوى في ساحة الفعل السياعسكري الفلسطيني كون المفهوم السياسي الدارج عرفا سياسيا " ان من يصنع الحرب هو القادر على صنع السلام " .

وازاء هذا المفهوم تكون الوقفة التأملية لقراءة ساحة الفعل السياعسكرية الفلسطينية لأضع من خلالها الاصبع على الجرح .

لقد مرت القضية الفلسطينية ومنذ ان وطأت اقدام "م.ت.ف" ارض الوطن واقامة السلطة الفلسطينية ، بمراحل عدة بين مد يسير وجزر وفير ، الا انها في المحصلة قد افرزت نتائج سلبية اعاقت الوصول الى الهدف النبيل وهو استعادة الحق الوطني واقامة الدولة الفلسطينية على جزء من ارض فلسطين .

فعلى صعيد سيطرة السلطة على عدة محافظات ، تم استلاب تلكم المحافظات ضمن عمليات اجتياح عسكري احتلالي سلبت من خلاله اسرائيل ارواحا وممتلكات وسيادة ، حيث ظهر للعيان بجلاء ، ان السيطرة السلطوية الفلسطينية لم تربو عن كونها " نمر من ورق " ناهيكم عن هدر الحصانة لرجالات السلطة الامر الذي جعلهم امام خيارين احلاهما مر . وهذا بمجمله دثر كل ما تم انجازه ومنذ ولادته ، هذا من ناحية . اما من الناحية الثانية ، فلقد عكفت اسرائيل على تقسيم الاراضي الفلسطينية المنكفئة عنها الى ثلاثة اقسام ( أ – ب – ج ) جاعلة من السلطة الفلسطينية اسيرة في منطقة " أ " تحيا تحت الكفالة وحسن السيرة والسلوك ، ومناطق "ب" منطقة قابلة للتحويل الى السلطة حال اجتيازها الاختبار واثبات حسن سلوكها ، ومنطقة "ج" المرشحة دائما للابتلاع والتوسع الاستيطاني وشق الطرق ، الرابطة بين معسكرات الاحتلال ومستوطناته ، وهذا السيل الدافق من السياسة الايهامية ، قد اثبت ان هناك املاقا اوروبيا واميركيا مفتعلا في تحقيق السلام الاممي بشكل عام ، والفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص .

الامر الذي معه اندفع الاوروبيون الى اصطناع بدائل ايهامية تتضافر مع البرنامج الاميركي بأن تهافتوا لماما على الاعتراف بدولة فلسطين الوجدانية كي يبقو الفلسطينيين غارقين في بحر الوهم من جهة وابقاء الوضع في حالة الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة ، والتي لم تكن هدفا بحد ذاته بل كانت وسيلة رديئة لتحقيق هدف قذر .

فحالات التضييق على الفلسطينيين ومباركة الخطوات الاحتلالية بالصمت عليها ومحاولة تدويل الصراع والمشاركة السنوية في المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية لاستفزاز كوريا الشمالية العدو اللدود ، والاعتراف بخلق وصناعة " داعش " بعد اندثار " القاعدة " ، ذلك الداعش الذي يخوض الحرب نيابة عن امريكا واسرائيل تحت عباءة الاسلام ، تاركة له الحبل على الغارب لممارسة طقوسه الدامية تحت ذرائع شتى جاعلة منها اسبابا لممارسة وحشيتها ضد الإنسانية وذلك كي تضمن اميركا وحلفاؤها الايديولوجيون بسط هيمنتهم على الشعوب المقهورة وسحق أي قوة قد تنمو ، غير ابهة بما تحمله هذه السياسة من اخطار جسام تهدد الامن والسلم العالميين ، وتجعل من اسطورة امتلاك ناصية القوة حلما سهل المنال .

ففي عصرنا الحديث حيث تمتلك العديد من الدول الامكانيات التقنية والتكنولوجية الكفيلة بوضع العالم على حافة الدمار ، حري بأن تدرك اميركا انه لا سبيل للخلاص من هاجس الموت والدمار الا " عولمة السلام " وليس " عولمة الحرب " .

وهنا أؤكد انني لست واعظا او بصدد درس ديني فقهي ، بل اجيز لنفسي القول ان فهمي الديني قد اتاح لي مساحة لفهم ما يدور حولي من احداث لها ارتباط بالدين ، وعليه فإن حديثي هنا عن النزعة الدينية الداعشية هو نظرة تحليلية موضوعية مستقاة من مضامين ملموسة لا يمكن ان تخفى على مسلم ولو كان فطريا .
فلقد عرفنا ومنذ نعومة اظافرنا ، ان الاسلام قد حرّم القتل ووضع حداً فاصلا ما بين الحق في القتال المشروع بالدفاع عن النفس والوطن والعرض والدين . وبين ممارسة غواية القتل غير المبررة ، وبهذا تنجلي الصورة حول دستور يتضح من خلاله ، كم ان الاسلام حريص على عدم المساس بقدسية الانسان الامر الذي يقود الى تبيان البون الشاسع ما بين النضال المشروع وما بين الارهاب الممنوع .

فالارهاب الممارس حاليا والذي تدور رحاه في كل من فلسطين وسوريا ومصر والعراق واليمن وبعض الدول الافريقية ، هو ارهاب بزيّ استعماري يختفي خلف اقنعة متعددة الاشكال ويصب في مصافي الاعمال الاجرامية سواء سياسية ام عسكرية ، دموية ام نفسية .

لذا فإن الادعاء الغربي بمحاربة الارهاب ، قد جعل من الامبريالية قوة عظمى تمارس الارهاب مقابل تبخّر غاية محاربته فصار ارهابها الممارس ( غاية بحد ذاته ) كي تحافظ على كينونتها ومهابتها الزائفة وتفرض خضوعا مميتا على كل من يشق عصا الطاعة ولو كان باحثا عن حقه .

ومحصلة كل ما ذكرت ، ان الهدف هو اعاشة كل شعوب الامم المستهدفة في حالة من الفوضى الخلاقة التي لا يمكن لهم معها ان يدركوا الى اين المسير بالرغم من انهم يحيون ما بين امل ولا امل وسلم ولا سلم وحرب ولا حرب والعديد من التناقضات المنظمة بعناية كي يبقوا اقرب الى الطمأنينة منها الى القلق وهذا يغرقهم في حالة من " الوهم المريح " .