تنفيذ عملية مزارع شبعا، نقطة لصالح حزب الله

بقلم: 

لا يخفى على أحد أن عملية مزارع شبعا التي نفذها حزب الله اليوم انتقاماً لشهداء القنيطرة كانت معقدة للغاية، ففي الوقت الذي كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يحشد جنوده وآلياته بالقرب من الحدود، نفذ حزب الله عملية خاطفة وسريعة، استهدف فيها آليتين عسكريتين، وأصابهما وعاد بدون أية خسائر، بل حاول أيضاً أسر جندي من بينهم.
ماذا لو لم يكن جيش الاحتلال يحشد جنوده؟ ماذا لو لم يكن قد أعلن حالة الاستنفار القصوى منذ أيام؟ ماذا لو لم يكن يشعر بالقلق حيال عمليات متوقعة؟
بكل تأكيد، إن الإجابة على الأسئلة السابقة هي أن نتائج العملية كانت ستكون أكبر، وأن عدد القتلى سيكون أكبر، وبالتالي فإن الضربة ستكون موجعة أكثر. لكن المهم الآن هو أن حزب الله استطاع برغم الإجراءات الأمنية المشددة، تنفيذ الضربة والعودة بسلام، سواء تمت العملية باستخدام نفق أرضي على غرار أنفاق غزة، أم باستخدام الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه الحدود، أو حتى بالتسلل عبرها.
لقد استطاع حزب الله أن ينفذ عمليته في الوقت الذي كانت تتوقع فيه إسرائيل عملية مماثلة، خاصة أن جيش الاحتلال أعلن مرتين خلال العشرة أيام الماضية وجود "حدث أمني" في مناطق حدودية في الشمال، واحتمال تسلل مقاومين لبنانيين. إذاً الجيش الإسرائيلي كان يتوقع تسلل مقاومين، لكنه فشل في صد العملية أو إحباطها، أو على الأقل توقع وقت ومكان حدوثها، وهذه نقطة لصالح حزب الله.
من جهة أخرى: هل كان يعلم حزب الله أن الضباط والجنود المستهدفين كانوا يقومون بجولة تفقدية في المنطقة؟ وبالتالي فإنه رد النار بالمثل وبنفس الطريقة التي استهدفت بها إسرائيل قادتهم؟ هذا الأمر يفتح الباب أمام السؤال التالي: هل يمتلك حزب الله "جواسيس" داخل إسرائيل؟ الإجابة بالإيجاب على هذا السؤال يعني تغيير المعادلة بالكامل في المنطقة، خاصة بعد حرب غزة الأخيرة، والمتغيرات التي أوجدتها نتائج هذه الحرب.