في الذكرى الثالثة والثلاثين لاعتقال عميد الأسرى كريم يونس

بقلم: 

كثيرة هي الصفات والألقاب التي أطلقت على عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب كريم يونس، فمرة وصف بعملاق النضال وتارة وصف بالأسطورة، وأخرى وصف بالجنرال،ولكن أين نحن من تلك الصفات وممن أطلقت عليه تلك الألقاب،وماذا فعلنا لذلك البطل الأسطوري الذي دخل عامه الثالث والثلاثين في الأسر من أجل نيل حريته وتحريره، وهل وصل نضالنا من أجل تحريره إلى مستوى يليق بنضاله وعطائه وعظمته أم أننا مقصرون؟؟؟

نعم هناك تقصير حقيقي تجاه عميد الأسرى كريم يونس وزملائه في النضال والأسر،وهذا التقصير وإن كانت القيادة الفلسطينية تتحمل جزءا أساسيا منه، فالشعب ليس معفى من هذا التقصير ويتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه الأسرى، وأولوية تحريرهم، والدليل على ذلك أن كريم يونس يدخل عامه الثالث والثلاثين في الأسر وليس هناك حملة رسمية أو دولية أو شعبية لإطلاق سراحه،والسؤال الذي يطرح نفسه دائما ألا يستحق كريم يونس ومن ناضل وضحى وأسر من أجل فلسطين أن يقام من أجله مهرجانا تكريما يليق بتضحياته، ألا يستحق كريم يونس وهو في السادس من يناير يدخل عامه الثالث والثلاثين أن تعلق وزارة التربية والتعليم الدوام في الحصة الأولى وتستبدلها بشرح ونشاط وتوعية للطلاب عن كريم يونس وتضحيته ومعاناته وأسرانا البواسل، ألا يستحق كريم منا كشعب فلسطيني أن نعتصم أمام مقرات الصليب الأحمر والمؤسسات والسفارات الدولية بكثافة عالية ومشاركة جماهيرية واسعة لنوصل للعالم أجمع أننا كلنا كريم يونس وأن تحريره هو تحريرنا وأسره هو أسرنا.

حينما شارف كريم يونس على دخول عامه الثالث والثلاثين في الأسر وتيقنت أنه لن يتحرر قبل ذلك قررت أن أكتب حول سيرته النضالية ومعاناته وتضحياته فعجز قلمي أمام عظمته وعطائه، واحترت ماذا سأكتب له وكيف سأوفيه ولو جزءا من حقه وواجبه علينا، فكرت أن أتصل بذويه ووالدته التي أعياها المرض وآلمها فراق فلذة كبدها لأتحدث وإياهم عن معاناته وصبره وصموده، ولكن سرعان ما تراجعت لأن السيرة النضالية لكريم ناصعة البياض وغنية عن التعريف، فكريم يونس ليس بحكاية مناضل وليس بسيرة بطل أو حكاية عاشق لفلسطين أو مضحي من أجلها.أنه الحكايا كلها والسير النضالية جمعاء وهو العشق الحقيقي لفلسطين وهو النضال الوطني الحقيقي من أجل فلسطين وحريتها وكرامة شعبها .

إن ما أردت أن أتحدث حوله وقد دخل كريم يونس عامه الثالث والثلاثين في الأسر هو رسالة لابد من إيصالها إلى أولئك المستعربين الذين يدعون أنهم زعماء للأمة العربية وحكاما لها ، والى أولئك المتأسلمين المستسلمين الذين يدعون أنهم زعماء الأمة الإسلامية لأقول لهم :

أيها المستعربون المتأسلمون المستسلمون، ألم تدعوا أن فلسطين هي قلب الأمة العربية والإسلامية ، ألم تتباهوا أنكم حماة فلسطين ومناصروها وأنكم لن تقبلوا لها الظلم أو الظيم ، فأقول لكم بلسان كل الشرفاء والمناضلين من أبناء فلسطين :
لن نثق بكم ولن نصدقكم وسنلعنكم كما نلعن المحتل وإرهابه لأنكم تمارسون الظلم والقهر ضدنا وضد قضيتنا وأسرانا ومناضلينا، فهل لنا أيها الزعماء أن نثق بكم أو نحترم خطاباتكم،ونصدق دعواتكم لنا بأنكم ستنهون معاناتنا وتخلصونا من الاحتلال وأنتم عاجزون عن تحرير أسرانا وعلى رأسهم عميد الأسرى كريم يونس الذي سيدخل عامه الثالث والثلاثين غداً." إن العاجز عن تحرير الأسرى الذين ضحوا بحريتهم من أجل حرية الأرض والوطن حتماً لن نرجو منه تحريراً ولا خيراً".

اليوم أتمنى لو كنت صاحبة مكانة وقرار سياسي ليس حبا بالنفوذ والسلطة وإنما فقط من أجل أن أقوم بواجبي تجاه من ضحوا بزهرة شبابهم من أجل أن يتحرر الوطن، كنت لأجعل ذكرى اعتقالك يا كريم يونس يوم وطني بامتياز، شوارعنا مليئة بصورك وإذاعاتنا المحلية تتغنى باسمك وتاريخك النضالي، ولكن ليس باليد حيلة، كل ما أستطيع فعله هو تذكرك بكلمات بسيطة تعبر عن امتناننا وعن تقديرنا لجنرال قدم ما لم يقدمه عشرات بل مئات القادة.