لماذا بدأت كتائب القسام بعملية "زكيم"؟

بقلم: 

العاشر من رمضان لعام 1435 هـ يوم الثلاثاء 8/7/2014م، كانت كتائب القسام على موعدٍ مع المفاجأة المدوية التي لم تتخطر ببال القريب والبعيد، حينما تمكنت وحدة كوماندوز قسامية من اقتحام قاعدة سلاح البحرية "زكيم" على شواطئ عسقلان عبر البحر، في سابقة هي الأولى بتاريخ المقاومة الفلسطينية.

وقالت الكتائب يومها، في بيانٍ أولي "أكد قائد المجموعة من أرض المعركة في محادثة أجريت معه قبل قليل أن المهمة لا زالت مستمرة وتتم وفق ما هو مخطط لها، مؤكداً وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو، وسنوافيكم بالتفاصيل تباعاً".

ولم تُلحق كتائب القسام هذا البيان الأولى أيّة تفاصيل أخرى خاصة بهذه العملية، على ما يبدو حفاظاً على خططها العسكرية أو مقاتليها الذين استشهدوا في العملية بعد تنفيذ المهمة، ولكن من المؤكد أن التفاصيل ستخرجها الكتائب في الوقت المناسب.

عنصر المفاجأة في هذه الحرب خطفته المقاومة الفلسطينية من بين أنياب الاحتلال الذي كان يسيطر عليه في الحربين السابقتين، فلم يكن يتوقع أن تبدأ كتائب القسام مفاجأتها بوحدات الكوماندوز البحري أو ما يعرف بـ "الضفادع البشرية"، لأنّ جلّ الأنظار كانت متجهة شرقاً على حدود قطاع غزة.

في حين توقع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) أن تبدأ حماس من حيث اكتُشِف في عملية بوابة المجهول شرق مدينة خانيونس، بأنفاق مشابهة ممتدة لداخل الأراضي المحتلة، ولكن قرار قيادة القسام كانّ بدء المفاجآت من عملية لوحدة الكوماندوز البحري غير المعروفة تفاصيلها لدى الاحتلال.

القرار لم يكن وليد لحظة كما أكد القسام في بيانٍ له، فهو يسير وفق خطة دقيقة ومدروسة، وهو ما ظهر واضحاً في حسن إدارة المعركة عسكرياً، جاءت لحظة الانطلاق لعناصر الكوماندوز البحري نحو قاعدة عسكرية تبعد عن قطاع غزة 13 كيلو متر.

بوصول المجاهدين للقاعدة العسكرية، حقق القسام مفاجآته الأولى، وبالرغم من عدم نشر تفاصيل العملية سواء من الكتائب أو الاحتلال، إلا أنه في العرف العسكري يعد ذلك انتصاراً، وسيكتمل هذا الانتصار حينما تنشر تفاصيل العملية.

وفتحت هذه المفاجأة العسكرية باكورة مفاجآت أعدّتها ونفذتها كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول، فيما بات يعرف "الإنزال خلف خطوط العدو"، لتكون هذه العمليات نقطة محورية في تاريخ المقاومة الفلسطينية التي تعودنا عليها مقاومة دفاع، وهي بمفاجآتها رسّخت مفهوماً جديداً سيثبت نجاعته في المعارك القادمة وهو "مقاومة هجوم"، لأنه طالما قالوا في عرف كرة القدم "الهجوم خير وسيلة للدفاع".

وهذا النوع الجديد من المقاومة أصبح سلاحاً استراتيجياً لدى كتائب القسام، من المفترض أنها ستطوره كثيراً ليحقق لها مبتغاها في تحرير كل فلسطين.

يجدر بالإشارة أنّ وحدات الكوماندوز البحري القسامي خلال معركة العصف المأكول اقتصرت مهمتها فقط بعملية زكيم البطولية، لتفتح الطريق أمام وحدات الكوماندوز البرية (النخبة) لتنفيذ 5 عمليات إنزال خلف خطوط العدو الأولى كانت في مجمع أشكول والثانية في موقع "أبو مطبق" العسكري شرق المحافظة الوسطى والثالثة في منطقة الريان في محيط صوفا والرابعة في مستوطنة "نير عام" شمال قطاع غزة والخامسة في موقع "ناحل عوز" العسكري شرق الشجاعية.