نقطة نظام
جميعنا نری ونشاهد عبر مختلف الفضائيات العربية والعالمية ما يحدث في فلسطين، وبالتحديد في قطاع غزة الذي ترتكب فيه الآن مجزرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، وأكرر ضد «المدنيين الفلسطينيين» وليس ضد فصيل معين.
نقطة النظام هنا هي أن علی العرب جميعاً توحيد الصف ولم الشمل وجمع الكلمة، مهما كانت لدينا مواقف ضد فصيل معين، وأنا لا أعفي هذا الفصيل من الخطأ، ولكن المحصلة أو النتيجة النهائية أن استمرار الاختلاف هو استمرار المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، وهذا لا يعفينا من المسؤولية تجاه شعب صمد وقاوم عشرات السنين لأجل أن يكون له وطن آمن ومستقر، وأن ينتهي احتلال أرضه ويحقق السلام الشامل والعادل.
أستعرض لكم جزءاً من كلمة مهمة ألقيت نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يوم الجمعة في الأول من آب (أغسطس) 2014، إذ تطرق البيان إلى نقاط مهمة وجب علينا التركيز عليها وتمحيصها في ما يخص القضية الفلسطينية، وأقتطع لكم جزءاً من البيان كما يلي: «وإلى جانب هذا كله نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية لم تستثن أحداً، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول، وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقباً ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين بأن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضاً السلام، ومؤمناً بصراع الحضارات لا بحوارها».
البيان في مضمونه أوضح أنه يجب إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وعلی المجتمع الدولي التحرك وتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث من إرهاب ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، وهذه مطالب عادلة أقرنها جميع المواثيق والقرارات الدولية في هذا الشأن.
علی جميع الدول العربية التلاحم في موقف واحد والتضامن بيد واحدة خلف الشعب الفلسطيني لإيقاف هذا العدوان، وليری العالم أن الدول العربية هي صاحبة المبادرة، وكل الشعب الفلسطيني سيثمن هذه الوقفة الشجاعة من القيادات العربية، والتي بالتأكيد تستطيع إيجاد وسيلة ضغط علی الولايات المتحدة الأميركية لكي تقوم بدورها بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي، لأنه من المتعارف عليه أن مفتاح الصراع هو الولايات المتحدة.
ولا يمكن أن يختصر الموضوع بوقفة من القادة العرب، فالشعوب العربية والإسلامية تستطيع فعل المعجزات، المطلوب هو حملة شعبية ضخمة لمقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، المقاطعة الاقتصادية ستكون أيضاً وسيلة ضغط مهمة في يد الشعوب، هذا أقل ما نستطيع فعله، فلنطلق جميعاً «وسماً» موحداً في جميع وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان #أنا_مقاطع_نصرة_للشعب_الفلسطيني
ولنكن نحن السباقين بالمقاطعة كي يكتب صفحات التاريخ أن الشعوب العربية وحدت الكلمة والصف نصرة لفلسطين.