سماجة جمال نزال وسطحيته

بقلم: 

 صفتان في هذا العنوان، ليست أياً منهما شتيمة ولكنها التوصف المترفق والدقيق، لما يصدر عن جمال نزال بين الحين والآخر. هو، في الحقيقة، أحد أعضاء الصدفة والالتباس، في المجلس الثوري لحركة "فتح". انتخب في المؤتمر السادس الذي اجتمعت حشوده بعد غياب عشرين عاما، كانت أثناءها قد ماتت ناس وتوارت عن الأنظار ناس، وولدت ناس وظهرت ناس. لذا جرى حسم الخيارات الانتخابية في المؤتمر، بناء على انطباعات سريعة وناقصة. وفي الحقيقة، أعترف بأنني كنت السبب الأول والتمهيدي، لحصول جمال نزال على عضوية المجلس الثوري. فقبل المؤتمر السادس الذي انعقد في الأسبوع الأول من آب (أغسطس) 2009 كتبت أنتقد طريقة تجهيز قوائم الأعضاء وإقصاء الكثير ممن يستحقون العضوية، وإغفال كادرات يمكن أن تضيف فحوى سياسياً لأعمال المؤتمر. فكان الأخ "أبو علاء قريع" الذي أطاحته كواليس المؤتمر السادس ــ وما أدراك ما الكواليس ــ يريد أن يستأنس برأيي وأن يتحاشى مظنة المشاركة في عملية تفصيل جسم المؤتمر (وللأمانة ثبت إنه بريء بدليل إسقاطة من عضوية حركة هو أحد أبرز أعمدتها) وذكرت اسم جمال نزال كمثال، على اعتبار أنه يتحدث الألمانية وله خلفية أكاديمية، وحضورة للمؤتمر يمكن أن يُحسّن من العجينة. سرعان ما أضيف جمال الى قوائم الأعضاء، وهو غير مستحق لعضوية المؤتمر العام، إذ لم ينتخبه أي إطار ولم تشهد له لا السجون ولا الميادين.
عندما بدأت هوجة الترشح لانتخابات الثوري والمركزية،كان مطلوباً من من كل عضو، تعبئة استمارة خياراته، وأن ينتقي ثمانين اسماً لعضوية الثوري. وباعتبار ان الناس لم تطلع على تجارب بعضها البعض إلا على صعيد الماكثين في الوطن ومن يعرفون بعضهم من قديم؛ فقد كنت أنا شخصياً أتحسب كثيراً من الترشح ومن النتيجة، لأن عدد الأعضاء الجدد أكبر وهو الذي يحسم. كان ثمة عامل ساعد على إسقاط مناضلين يستحقون وإنجاح من لا يستحقون. هذا العامل هو أن اختيار ثمانين اسما للمجلس الثوري، من بين 800 مرشح، أمر شاق على من لا يعرف الناس. وهؤلاء الذين لا يعرفون كُثر. وفي ورقة الانتخاب للثوري لا بد من تعبئة الخانات كلها، وإلا تبطل الورقة. واضطر العضو الذي لا يعرف ثمانين كادراً يصلحون للثوري، أأن يسجل أي إسم سمعه عبر وسائل الإعلام لتكملة الخانات، اللهم إلا إن كان أسعفه تحالف أو تكتل بتزويدة بنسخة من قائمة كاملة. لذلك أنا لا أميل الى لفظ نجح والى لفظ سقط أو رسب. ما جرى من الوجهة العامة، هو إنجاح أو إسقاط أو إرساب (والباقي عندكم).
المهم بدأت دورات المجلس الثوري، وسمعنا فكر وآراء أخينا الشاب جمال نزال. أنا الآن، في هذه السطور التحذيرية، لا أريد وضع جمال نزال تحت مجهر التحليل لكي أفكك معناه وبُنيته الذهنية كلها، وأقص رقبة لغته وثرثراته. أقول له عبر صفحتي، إن لم تقلع عن الكلام الملتبس والتافه الذي يستهتر بالشهداء، ويتزيد في عداء "حماس" متجاوزاً أفيغدور ليبرمان، بدون سبب عشته يا جمال، أو تجربة، أو قضية عانيت منها، أو خازوقاً قعدت عليه؛ فإنني سأقص رقبة لغتك. ولتعلم يا جمال، أننا أذكياء ونعرف كيف وأين نضع عنصر الربط بين كراهية "حماس" وكراهية غزة. إن غزة الأبية يا جمال باتت تمثل حُمى صفراء للمبعّرين الذين يتعاطون مع قضية الوطن والحرية باعتبارها مصدر استرزاق وفير. نعرفهم واحدا واحدا. تحملت غزة منهم الكثير، وتحملنا معها تحاشياً لرواج أي قول عنا بأننا مناطقيين بينما نحن في زمن رواج كل البضائع الفاسدة، بقينا وسنظل فلسطينينين وطنيين، نحب كل شعبنا ومناطقه، حتى النخاع.
آمل ألا تكون فوجئت بهذه السطور. فعلى الرغم من رسائلك لي بين الحين والآخر إلا أنني امتعضت من وقوفك أمام اجتماع الثوري وحديثك "العبيط" بأننا نصرف على غزة. يومها وقفت وتحدثت منفعلاً للإجابة عليك، ولتوضيح أن النسب والأرقام المتداولة في الإعلام عن 59% من موازنة السلطة كذب وتدليس ورويت قصة الـ 59% ومن أين جاءت. بعض الناس يا جمال ــ وأظنك منهم ــ يذوبون في عشق غزة عند المنفعة، وهذا يفسر ولاءك السابق لمحمد دحلان. ولما صار محمد دحلان قطاع أرزاق في السلطة، صار شهداء غزة موضع سخريتك.
لتعلم يا بُني، أننا في الحرب، نحب "حماس" أكثر من ثلاثة أرباع "فتح" التي جرفت معها طُفيليين كثر ونصّبت على نفسها بعض قيادات غير جديرة ولا تصلح. إن المقاومة هي اختراعنا، والشهيد الأول أوصانا على الشهيد الأخير لأنه منا. والشهيد، كالذي وضعت صورته على صفحتك مستهزءاً، أظنك لا تعلم أن حذاءه أطهر من رأسك. أهجع يا جمال نزال لألعنن سنسفيل سنسفيلك. أهجع فلن يعطيك شيئاً هؤلاء الذين ترتجل ثرثراتك لكي تطربهم. يعرفون أنك سخيف وسمج وسطحي. لا تضطرني الى العودة اليك، فإن سمعتك مرة تذهب بعيدا في عداء "حماس" والاستهزاء بالشهداء، سأقول لك علنا كل ما يؤلمك من الحقائق. لك أن تنتقد حماس وأن تحلل بموضوعية ان كنت تعرف، ونقطة على السطر. في سماجتك الأخيرة خدشت كرامة الناس وأسأت لفتح وهذا خط أحمر!