الداخل الفلسطيني اغضب واتحرك

بقلم: 

  من يلاحظ مؤخراً الحراك الوطني وحالة الغليان في الداخل الفلسطيني المحتل من رفض للقوانين المتطرفة والعنصرية ومقاومة التجنيد وتأكيده على ترابطه مع شعبه في الضفة الغربية وقطاع غزة وما يمارس عليهم، بات هذا ما يقلق الإحتلال الإسرائيلي بأن سياساته فشلت وإنهيار دولة العنصرية باتت قريبة جداً، وسنشهد هذا العام والقادم مزيدا من الحراك الوطني خاصة الشبابي الذي إفتقد جزء من هويته الوطنية سابقا بسبب المناورات السياسية التي أدخلنا بها الإحتلال والقيادة السياسية للشعب الفلسطيني.

     مؤخراً بدء الشباب الفلسطيني بنهضة وطنية ترفض الإعتراف بالإحتلال ولا بقرارات التقسيم وغيرها، وأصبح الحق الفلسطيني من البحر للنهر ولا تنازل ولا إعتراف بالحدود السياسية ولا تخاذل القيادة الفلسطينية أمام الإحتلال، سئمنا التنازلات للإحتلال وهو من يقوم يومياً بإذلال الشعب وقيادته، قتل ودمار وتشريد وحصار وتهويد لكل الأرض الفلسطينية، بالإضافة لسياساته العنصرية وقرارته المتطرفة التي ترفض أي فلسطيني وعربي يعيش على الأرض الفلسطينية، لم يعد يطاق الوضع نهائيا وهذه المرة يجب أن يبدأ صيف فلسطيني حااااار جدا على الإحتلال ومن يتآمر على شعبنا ولم يقف معه لمواجهة الإحتلال وعلى القيادة الفلسطينية ملاحقة قادة الإحتلال المتطرفة في اروقة الأمم المتحدة لحماية شعبنا من العدوان المتواصل عليه.
 إني لأخجل حقا من قيادة فقدت جماهيريتها وفقدت قدرتها على الحركة لشيخوختها ولا تعطي مجالاً لقيادة وطنية شبابية واعية ومثقفة وطنياً وسياسياً قادرة أن تقود الشعب والوطن الى بر الأمان ودحر الإحتلال، إني لآخجل من قيادة الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير التي تتحدث بأنها تمثل الشعب الفلسطيني بأكلمه وهي لا تتحدث في بيانها عن الفلسطيني في الداخل وما يتعرض له من سياسات عنصرية وتهويد في عكا ويافا واللد والرملة وكل الجليل والنقب، رغم أنها بيانات لا تقدم شيئا لكن واجبها الأخلاقي والوطني يلزمها بالدفاع عن شعبها أينما وجد ليرى العالم عنصرية الإحتلال الفاشي، فأنا أتسائل لماذا لا تصدر بيانات تندد بسياسات الإحتلال تجاه شعبنا بالداخل المحتل؟ أم أن المنظمة أصبح حالها كحال قيادتها الذي دب الزهايمر بها للنخاع؟ أم أن المنظمة أصحبت تمثل فقط نفسها؟ اسئلة كثيرة لا أجد لها إجابة سوى أن القيادة الفلسطينية تواصلت على مدار سنوات بتقزيم القضية الفلسطينية حتى حصرها بالضفة وغزة.
       إغضب يا شعبي في الداخل وفي كل مكان وتحرك مع شعبك في الضفة وغزة لإسقاط الإحتلال وكل المتآمرين على حقوق شعبنا، قاوم التجنيد وحرر نفسك ليحميك شعبك، لقد رأينا قيادتنا تتنازل وتتنازل يومياً للإحتلال ولم تحقق أية مكاسب لشعبنا بل على العكس الإحتلال الذي فرض وقائع على الأرض لصالحه ونحن من يخسر، لذلك لابد من نهضة شعبية تعيد الوطن بأكلمه من البحر للنهر تكون دولة فلسطينية ديمقراطية يعيش بها الجميع على دستور قائم على المساواة  بالحقوق المدنية والسياسية.
       إن هجوم قطعان المستوطنين المتطرفين وخط شعارات معادية للعرب مسلمين ومسيحيين والإعتداء على المواطنين يتطلب من الجميع وقفة جدية لمواجهتهم وتشكيل لجان حراسة شعبية في الداخل الفلسطيني وفي القرى بالضفة خاصة المحاذية للمستوطنات للجم هجمات المستوطنين، وعلى القيادة الفلسطينية فوراً الإنضمام لمحكمة الجنايات الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة لوضع حدٍ لعدوان الإحتلال ومستوطنيه قبل فوات الأوان فلم يعد يحتمل الصمت ولا حتى إعطاء الفرص والتخاذل مع الإحتلال، عليكم بالعودة لشعبكم بكافة أطيافه وتفعيل المقاومة الشعبية ضد الإحتلال، فحادثة خطف محمد أبوخضير وقتله وحرقه ومحاولات الخطف الأخرى للأطفال لن تمر دون عقاب، فالشعب بدء إنتفاضته التي ستدحرج الى كل المحافظات الفلسطينية يوماً بعد يوم إن لم يقوم الإحتلال أولا بمحاكمة الجناة المستوطنين ولجمهم، وثانيا توجه القيادة الفلسطينية الى الأمم المتحدة.
     علينا أن نكون جسداً واحداً ونتحد أمام آلة الإحتلال نسقط ما تخاذل عنه العرب قبل العام 1948 ونعلنها صيف حار حتى قيام دولة واحدة تسقط بها كل القوانين المتطرفة والعنصرية، يجب أن نبدء بالعمل الوطني الحقيقي وأن نستفيق من غيبوبتنا ونقف ضد هذا العدوان، وعلينا أن لا ننسى وقفتنا مع أسرانا في معركتهم في سجون الإحتلال، علينا أن نتحرك في كل فلسطين لأسرانا فهم لا ينتظرون وقفات تضامنية، هم بحاجة لمعركة حقيقية مع الإحتلال ومواجهته لتلبية مطالبهم والإفراج عنهم ودون ذلك إستسلام وخيانة لقضية الأسرى.