وهم السلطة الفلسطينية والطامحون بمناصبها
قاعدة التغيير والإصلاح تبدأ بإزالة الاحتلال الأجنبي ونيل السيادة والاستقلال الوطني والحرية.
كيف تبدأون بإصلاح شعب محاصر؟ أليس بإزالة حصاره؟ كيف تبدأون بإصلاح مجتمع دمّرت مؤسساته وجرفت مزارعه وأرضه؟ أليس ببناء مؤسساته وإعمار مزارعه بالقضاء على من دمرها وحال دون تعميرها؟ هل الإصلاح يعني التسليم بما يأمر به المغتصب المحتل؟
إسألوا أنفسكم من هو المسؤول حقاً عن الأمن في بلدنا، أليست إسرائيل بجيشها ودباباتها وطائراتها المقاتلة؟
هل يستطيع ما تبقى من رجال الأمن الفلسطينيين أن يمنعوا قتل مواطن او اغتيال مسؤول؟ هل يمنعوا تدمير منزل أو مصنع أو تجريف مزرعة أو قلع شجرة زيتون مباركة، أو اتلاف الرعاع (شذّاذ الآفاق) للمحاصيل وتحت حماية الجيش المحتل؟
هذا حديث إلى الطامعين في المناصب الوهمية في فلسطيننا المحتلة، إلى المخمورين بدعايات العدو وأعوانه والمتعاملين معه من فلسطينيين وعرب.
لم تكن مسؤولياتكم في الماضي الحفاظ على الأمن العام، بل كان هناك لجان تعاون وتنسيق، قبلنا بها ولم نوجّه بنادقنا نحو العدو المحتل ظناً منّا أن أوسلو ستقودنا إلى الحرية والاستقلال.
ثم جاء شارون ليدنس بزيارته المشؤومة الحرم القدسي وليبطش بالمصلين المؤمنين وهم يؤدون صلاة الجمعة في رحابه، ووجّه رصاصه إلى رجال الأمن والشرطة وإلى القيادات السياسية فاغتال عدداً كبيراً منهم، وزجّ آلاف المواطنين بالسجون والمعتقلات، وفرض الحصار على الشعب وعلى القيادة وشلّ حركة المواطن والبائع والمزارع والعامل والطالب والموظف.
واليوم العدو المحتل يهدم ويدمّر المنازل في المدن والقرى والمخيمات، فهل قام رجال الأمن والشرطة بالتصدي لهذه العمليات الإجرامية ومنعها، أم تركوا هذه المهمة للمقاومين البواسل الذين يتعرضون للاغتيال والسجن والاعتقال، المقاومون الذين يعرّضون حياتهم كل يوم للأخطار مؤمنين بقضية شعبهم وحقه في الحرية والاستقلال؟
مع الأسف كانت واجبات البعض من رجال الأمن إلقاء القبض واعتقال المقاومين، وكم من أحداث جرت لمثل هذه القضايا وهذا هو الفساد بأم عينه، أبطالنا هم رجال المقاومة، والشهداء والمعتقلون؟ أما أصحاب الأقلام المبرية والوجوه المنتصبة على الشاشات الفضائية الذين ينادون بالديمقراطية وحرية الرأي والانتخابات الحرة وتفاصيل تافهة لا تمّت للقضية بصلة ينسون أن للثورة منطقها وللمقاومة نهجها لا تخرج عنه وللشعب إرادته.
الحرية في عهد الثورة للانتفاضة والمقاومة، والخيار الوحيد للرصاصة، والهدف خدمة الجماهير لنيل الاستقلال والسيادة وإزالة الاحتلال الإسرائيلي، فلا حرية ولا أمن في مجتمع تحتله الدبابات والجيوش وتقصفه الطائرات وتفتح له عشرات السجون والمعتقلات.
نظّم صفوفك يا أخي وعبئها للمقاومة، واخفض صوتك اليوم فلا صوت يعلو فوق صوت المقاومة ولتسقط الأقنعة.
وعاشت فلسطين
وزير خارجية فلسطين