متى سنزور دمشق ؟
أول ما افكر به صباح كل يوم هو متابعة الاقتصاد السوري لان الاقتصاد والسياسة هما وجهان لعملة واحدة ..... فسعر صرف الدولار بالامس كان 143 ليرة للدولار الواحد كان في الاسبوع الماضي 162 ليرة ل $ يعني ان تحسنا مذهلا قد تم في اسبوع واحد وكان قبل الازمة السورية يتراوح بين 62 و65 ليرة ل$ وقد وصل العام الماضي منتصف شهر حزيران الى 400 ليرة لل$ .... يعني ان تحسنا ملحوظا قد تم ... الايجابيات ان الليرة السورية لم تنهار, طبيعي انها فقدت من قيمتها و انخفضت قيمتها ولكنها ستعود الى المربع الاول قريبا جدا ... وخاصة اذا علمنا ان الودائع في المصارف حاليا 320 مليار ليرة سورية وكانت قبل الازمة 442 مليار ليرة سورية وهذا مما يعزز الثقة بالليرة السورية .
يختتم اليوم وفد من الغرف التجارية الهندية زيارة لدمشق وقع بها معاهدات تجارية وصناعية وبنية تحتية كبيرة وبعضها لصالح الجانب السوري لرفع نسبة الميزان التجاري بين البلدين وهذا المؤشر بحد ذاته يدل على ان الزيارات والحياة عادت لتاخذ طبيعتها ...
رواتب الموظفين لم تنقطع نهائيا ولم يفصل اي موظف عن عمله طيلة فترة الاحداث الارهابية التي شهدتها البلاد بل ان التوظيف من الشباب لم يتوقف ......
سوريا بحاجة الى 60 مليار $ لاعادة اعمار ما دمرته الحرب ... والاضرار التي لحقت بالاقتصاد السوري طيلة فترة الحرب هي 336 مليار دولار منها 230 مليار اضرار للقطاع الخاص ... و 106 مليار دولار للقطاع الحكومي ....
تجار الحروب يقدرون الفترة التي سيتم بها اعادة اعمار سوريا الى ما كانت عليه ب 25 عاما .... ولكن العارفين بالشؤون السورية والشعب السوري وقدرته على تجاوز المحن لا يعطون سوريا اكثر من 3-5 سنوات ....
الحصار الاقتصادي الخانق هو من يربك الوضع الحالي ولكن بعض الدول الصديقة لسوريا لم تتقيد بهذه المقاطعة ..... وقد عززت سوريا هذا الدور للدول الصديقة فمنحتها اسعار تشجيعية ...
القطاع السياحي هو الاشد والاكثر تضررا في سوريا .... والسؤال : متى سنزور سوريا سائحين متمتعين ببوطة " بقداش " في الحميدية وفي زيارة ينابيع " بيقين " ..... اراها قريبة ان شاء الله
اخلص الى القول ما دام الاحتياطي من القمح في سوريا يكفي لعامين مقبلين وما دام الانتاج المتوقع لهذا العام هو 4.7 مليون طن وحاجة الشعب السوري هي 3 مليون طن فقط .... وما دام سعر كيلو الخبر للمواطن هو 15 ليرة سورية اي اقل من 10 سنت امريكي .... اي كل 3 كيلو خبز بشيقل واحد .... معنى ذلك ان الناس لن يموتوا جوعا ولن يرحلوا خشية جوع .... وخاصة اذا علمنا ان سوريا قد اصبح ترتيبها الرابع على العالم في انتاج زيت الزيتون وانتجت عام 2013 ..... 200الف طن .... فلا خوف .... نعم خسرنا نعم دمرت البنية التحتية ولكن لم يدمر الانسان .... لم تدمر المبادئ ...