ما بعد المصالحة

بقلم: 

لا اعتقد بوجود إنسان ينتمي للشعب الفلسطيني لم يفرح بأخبار التوقيع على المصالحة إلا أصحاب المصالح والأجندات الخارجية المنتفعين من الإنقسام، ولكي تكتمل الفرحة لابد من كلمة تقال لإخواني في حركة المقاومة الإسلامية حماس.

ونحن لا نحني ظهورنا إلا ركوعا وسجودا لله أحني رأسي إحتراما وتقديرا لدماء شهداء هذه الحركة العظيمة التي قدمت ولا زالت تقدم من دماء قادتها قبل عناصرها رخيصة لله أولا وأخيرا ثم لفلسطين الحبيبة فحب الأوطان من الإيمان.

أرجوا من الله أن يصل مقالي هذا لإخواني في قيادة الحركة لعله يجد من يقرأه بعين وعقل وقلب.

لايخفى على أحد حجم التهديدات التي أطلقها الكيان الصهيوني وأنصاره وأتباعه حتى من الأقارب والأباعد بعد توقيع المصالحة التي أغاظت عقولهم وقلوبهم، وتجربتنا السابقة في الحصار الإقتصادي عام 2006 وحصار غزة والحروب التي شنتها إسرائيل على قطاعنا الحبيب التي أسأل الله أن لا يعيدها علينا بأي حال من الأحوال.

إخواني قيادة حماس

فحوى هذا المقال دار كثيرا بيني وبين إخوة من اعضاء وعناصر الحركة الذين أكن لهم كل الإحترام والتقدير بعد فوز حركة حماس في إنتخابات المجلس التشريعي السابقة وكانت وجهة نظري لماذا لا تقوم حركة حماس بلعب دور المراقب والمصحح لعمل أي حكومة من خلال المجلس التشريعي دون الدخول في الحكومة بشكل مباشر.

وتكون للمجلس التشريعي الصلاحيات الكاملة بإقالة أي وزير أو مسؤول تثبت بحقه تهم الفساد أو حتى إقالة حكومة كاملة من خلال حجب الثقة عنها وإسقاطها.

لماذا لا تقوم حركة حماس بإدارة هيئة مكافحة الفساد وديوان الرقابة المالية والإدارية بعد منح هذه المؤسسات الصلاحيات الكاملة والمطلقة في الدخول والرقابة على عمل كل وزارة وهيئة ومؤسسة حكومية ومجلس بلدي او قروي.

إن الآية الكريمة ( إن أريد إلا إصلاحا ما إستطعت ) ممكن أن تتحقق بكل ما حملت من معاني جليلة في الإصلاح ودرء الفساد من خلال إعطاء المجلس التشريعي صلاحيات قانونية ليضرب ليس بيد من حديد وإنما بقدم من فولاذ على رأس الوزراء الفاسدين والمسؤولين المفسدين مهما حملوا من حصانة او حقائب وزارية، دون تحميل شعبنا ويلات الحصار ومحاولات التجويع والتركيع وعصى الحصار الإقتصادي الذي تلوح به اوروبا وامريكا وإسرائيل وكذلك خنوع حكام العرب وعدم مقدرتهم من تقديم العون ولو بدولار واحد دون موافقة أسيادهم

قد يقوم احد مُنَظِراً فيذكرني بمحاصرة الرسول صلى الله عليه وسلم في شعب ابي طالب التي أعلمها وأحفظها عن ظهر قلب.

وقد يستشهد آخر بصمود أهلنا في قطاع غزة في ظل الحصار المفروض منذ ثمانية سنوات والحروب التي عانى منها قطاعنا الحبيب ولا زال يعاني.

فأرد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم.

وأذكرهم بصلح الحديبية الذي رفض سيدنا علي بن ابي طالب أن يشطب كلمة محمد رسول الله فقام النبي صلى الله عليه وسلم بشطبها والإبقاء على كلمة محمد بن عبد الله.

وأذكرهم بالهجرتين إلى الحبشة للمستضعفين من المسلمين ثم بالهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة.

وأذكركم برسائل الإمام حسن البنا رحمه الله حين قال أقم دولة الإسلام في قلبك تقم على أرضك، لنصلح أحوالنا الداخلية ونقوي عزيمة الشعب ونعزز إمكانيات صموده.

لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.