إسرائيل والإرهاب الجهادي

بقلم: 

إلى متى تظل اسرائيل بمنأى عن موجة الارهاب الجهادي التي تضرب اليوم الدول المحيطة بها مثل مصر وسوريا ولبنان؟ سؤال أساسي يقض مضاجع المسؤولين هناك وخصوصا في ظل التفجير الاخير الذي حصل قرب معبر طابا على الحدود الاسرائيلية – المصرية في سيناء، وعودة تساقط الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل والتقارير عن تنامي نفوذ التنظيمات الجهادية في غزة، والهجمات التكفيرية التي تقوم بها كتائب عبدالله عزام في لبنان، التي سبق لها ان أعلنت مسؤوليتها الصيف الماضي عن اطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.

 

مع بداية سنة 2014 وجدت اسرائيل نفسها محاطة بالتنظيمات الجهادية القريبة من "القاعدة" مثل "أنصار بيت المقدس" في سيناء، و"الجهاد الاسلامي" في غزة، و"داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا، و"كتائب عبدالله عزام" في لبنان. صحيح ان الهدف الاساسي الذي حددته هذه التنظيمات لنفسها هو محاربة المحور الشيعي المؤلف من طهران ونظام بشار الاسد و"حزب الله"، وإبدال الانظمة العربية المعتدلة بأخرى اسلامية، لكن محاربة اسرائيل هي ايضا على جدول اعمال هذه التنظيمات وان بدرجة أقل من الأهمية.

لقد وقفت اسرائيل حتى الآن موقف المتفرج مما يجري. ولكن مع تفاقم خطر التنظيمات الجهادية الذي بدأ يشكل تحديا حقيقيا، تبرز الحاجة في اسرائيل الى بلورة استراتيجية فعالة لمواجهة هذا الخطر. وهنا برزت المعضلة لأن اي مشاركة علنية لاسرائيل في الحرب الدائرة ضد الارهاب الجهادي سيرتد سلبا عليها.

فعلى صعوبة وضراوة الحرب التي يخوضها الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ضد الارهاب الجهادي، فإن اسرائيل لا ترغب بأي صورة من الصور في ان تظهر شريكة فيها لأن هذا سيرتد سلبا على القيادة العسكرية المصرية. اما في ما يتعلق بالوضع في غزة، فإن اسرائيل لا تزال تعتمد على التفاهمات التي تم التوصل اليها مع حركة "حماس" بعد عملية "عمود سحاب" 2012، وهي ترى ان الحركة لا تزال قادرة على ضبط الفصائل الجهادية التي تنشط انطلاقا من القطاع ضدها.

اما بالنسبة الى الحدود في الجولان، فليس خافيا ان القيادة العسكرية للجيش الاسرائيلي هي في صدد اقامة نوع من حزام امني على طول الحدود وذلك من خلال تقديم المساعدات الطبية والانسانية للسوريين، واقامة قناة تواصل مع القوى المسلحة المحلية في المنطقة ومتابعة ما يجري هناك من قرب لضبط تسلل العناصر الجهادية المتشددة من الحدود. اما بالنسبة الى لبنان، فإن خطر الجهاديين يمثل تحديا لها ايضا لا تزال تبحث عن سبل لمواجهته.

المصدر: 
النهار