استنتاجات إسرائيلية بشأن الاتفاق النووي
بعد أن تلاشت "الصدمة" في إسرائيل من اتفاق جنيف بين مجموعة الدول 5+1 وإيران والتي أجّج أوارها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراؤه وأبواقه، جاء دور الاستنتاج الذي يسعف في مواجهة الآتي.
وبالإمكان ملاحظة عدد من الاستنتاجات التي تم استخلاصها وتبدو لافتة:
أولاً، أنه بعد أن أسقط في يد إسرائيل في كل ما يتعلق بمنع التوصل إلى اتفاق مع إيران يقصي احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري لكبح مشروعها النووي، فإن المهمة الآن هي الحرص على أن يتطوّر الاتفاق المرحلي لاحقاً إلى اتفاق شامل يمنع تحوّل إيران قوة عظمى إقليمية وربما قوة عالمية ذات قدرة نووية.
ثانياً، أن الواقع المستجدّ في العالم الذي يشي بتبلور نظام عالمي جديد متعدّد القطب أقوى كثيراً من نتنياهو، بما يلزمه أن يعيد النظر في سياسته في حلبات أخرى غير الحلبة الإيرانية، في مقدمها الحلبة الفلسطينية التي يتعرّض فيها أيضاً إلى ضغوط خارجية.
ثالثاً، لا بديل لإسرائيل كسند خارجي من الولايات المتحدة التي من دون دعمها "لا تغدو الحياة في إسرائيل حياة" كقول أحد المعلقين.
وفي نطاق هذا الاستنتاج كتبت تحليلات كثيرة تدعو إسرائيل إلى أن تعود لحجمها الحقيقي وتكف عن التمسك بوهم أن "واشنطن تلعب في مسرح دمى إسرائيلي"، وهو وهم معشش أيضاً في بعض الرؤوس العربية.
كما أنه في نطاقه بدأت تعلو أصوات لا تكتفي بنقد انكفاء الدور الذي تقوم به منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة كما أشرنا في مقام سابق، بل تحذّر من وجود "لوبي أميركي" في إسرائيل يفضل المصالح الأميركية على المصالح الإسرائيلية القومية، ولا بُدّ من محاولة تفكيكه عبر كشفه وشجبه.
أخيراً، كان هناك استنتاج فحواه أن التلويح بالخطر الإيراني كان أشبه بفزّاعة استمرأها نتنياهو وساعدته في أن يصرف أنظار الرأي العام في إسرائيل عن مجموعة كبيرة من المشكلات الداخلية التي يعانيها وأخفقت حكومته الحالية في تقديم حلول لها.
وينشغل بعض أصحاب هذا الاستنتاج بالتحذير من مغبة مشكلة واحدة منها هي تصاعد العنف داخل المجتمع الإسرائيلي، إلى درجة أن أحد كبار علماء الاجتماع الإسرائيليين جزم بأن إرهاب هذا العنف ليس أقل خطورة من "الإرهاب الإسلامي".
ورأى أديب إسرائيلي أن انصراف نتنياهو إلى مكافحة "الخطر الإيراني" وغض الطرف عن مخاطر مشكلات إسرائيل الداخلية يجعله خطراً على إسرائيل لا يقل عن خطورة النووي الإيراني.