لا تخنقوا " طفلات الفطافطة " مرتين !!

بقلم: 

فُجعت ترقوميا وعائلة الفطافطة في ثالث أيام العيد بقطف أرواح خمس طفلات لم يتراوح عمر أكبرهن السنوات الخمس... الأهل كانوا يلتحفون أشجار الزيتون لقطفه بينما الزهور الندية فكن يلعبن في داخل سيارة ذويهن دون أن يدركن أن هذه السيارة ذات اللون الأبيض ما هي إلا تابوت أسود ممداً فيه " عزرائيل " انتظاراً للقرار الإلهي بنزع الأرواح الغضة لتسبح في فضاءات الجنة وملكوت الرب الرحيم ..

الطفلات الخمس كن يشاهدن التلفاز في البيت الذي لا يبعد عن مكان قطف الزيتون أكثر من 30 متراً... يبدو أن الطفلات ضجرن من مشاهدة التلفاز ليذهبن الى السيارة لعلها تكون أمتع تسلية من برامج أطفال الشاشة الصغيرة.

الزهرات الخمس فتحن أبواب السيارة ودخلن فيها وأغلقن على أنفسهن الأبواب في وقتٍ كان فيه زجاج السيارة مغلق بالتمام .. بعد برهة من الزمن حاولن فتحها فكان الاغلاق الاوتوماتيكي لهن بالمرصاد .. صراع الموت والأجساد مع صراع محدودية المكان وانعدام التنفس في ظل درجة حرارة عالية كانت عوامل كفيلة بإنهاك عدد من اعضاء تلك الطفلات لا سيما الدماغ ..

الطفلات المرحومات وصلن إلى مستشفيي الاهلي والميزان بالخليل قرابة الساعة الثالثة عصراً من يوم الخميس وهو ثالث أيام عيد الأضحى المبارك .. اربعة منهن لفظن الروح عند الخامسة مساءاً بينما الخامسة فسلبت الروح عند الساعة التاسعة مساءاً . بعد وفاة الطفلات الأربع كانت وكالة معاً الاخبارية السباقة لنشر الخبر .. الوكالة نشرت الخبر كما وقع دون التدخل في التحليل الخاطئ أو بث الاشاعة المغرضة الى حد الهزل الساخر من قبيل أن الأهل أغلقوا باب السيارة على أبنائهم عقاباً لهم أو تركوهم في السيارة دون أن يصطحبوهم معهم الى قطف الزيتون !!.

الطفلات كن في البيت المجاور لقطف الزيتون والسيارة واقفة أمام البيت ... قد يصف البعض الاهل باللامبالاة وعدم الاهتمام بأبنائهم .. قد يكون هذا صحيحاً ويجب أن يكون درساً للجميع .. لكن اطلاق الاشاعات بهدف التصيد في مستنقع الاثارة الخبرية والإشاعة الهالكة للنفوس الجريحة والملتهبة بألم الفراق فهذا يغضب الله قبل أن يسيء الى الأهل جميعاً ... لا تنسوا أن الشرطة فتحت تحقيقاً واسعاً في الأمر لتصل الى الحقيقة الناصعة ..

عجباً لأولئك الذين يريدون أن يصدقوا أهواء من تكدست عقولهم بنفايات الاشاعة وصديد الغيبة وجمر الظن... سطرنا هذه الكلمات عسى أن يعود بعض الذين تهافتوا على مواقع التشارك الاجتماعي ليبثوا خرافات وإشاعات تتكئ على الظلم والفتنة إلى رشدهم .. في المقابل شكراً للكثير من وسائل الاعلام المختلفة التي قدمت الى البلدة لتتحرى الخبر وتكتب الحقيقة وتصدح بها ...