الأممية الاخوانجية .... إلى أين!!؟؟

بقلم: 

إن الوقوف بشكل حيادي أمام المتغيرات والثورات الشعبية التي تعيشها شعوبنا العربية هو (خطأ) وانتهازية إن جاز (التعبير), وعدم الأخذ بنظر الاعتبار على تلك الصلة العضوية في ما بيننا, حيث أن ما يجري في مصر العروبة وسوريا الثورة, وبعض الأقطار العربية تفسر لنا تفسيرا واضحا وصحيحا بأنها عبارة عن أحداث, منفصلة لا رابط لها, أو أنها عفوية, ونشأت بسبب ظروف معينة (خطأ) لأن الفشل سيكون مصير كل محاولة لمنع تقسيم هذه الدول, على أساس طائفي مبطن بالاقتصادي وغيرها إلى دويلات وإمارات شمالا وجنوبا (سنة وشيعة) (علويين وأكراد) وهذا هو الهدف الرئيس لكل ما يجري ألآن لإطماع الحركة الصهيونية ومصالح نفوذها الاستعماري والاستيطاني الذي لا حدود له, ومن خلال أعوانهم يرسمون ويخططون ومباشرة للعمل في رسم خارطة سياسية جديدة لشرق أوسط جديد, وبالتوازي بحسب ما تفرزه هذه المتغيرات لثورات الشعوب لقيادة هذه الأنظمة الجديدة.

إن مشاركة بعض الأنظمة العربية وبلاد فارس في تنفيذ هذه المؤآمرة الصهيوأمريكية والخطيرة على شعب مصر, أما لأنها تابعة لها أو لا إرادة لها, وبغض النظر عن نوايا الحكام, أو أنها تعمل ضد مصالح وتطلعات الشعوب الثائرة بوعي واختيار, لذلك فان اغلب هذه الأنظمة عبارة عن أدوات في خدمة المخططات الصهيوأمريكية, بهذه الطريقة أو تلك وكما نعلم ففي كل صراع هناك, أعداء يختلفون في درجة خطورتهم, وان اختيار العدو الرئيس يتطلب حشد كافة القوى الأساسية ضده وتوحيد كل الطاقات من أجل توحيد الوطن أولا.
ويعكس هذا ما يحدث في مصر بأنها مؤآمرة كبرى ينفذها وكلاء وأعوان الأمريكان وبالذات (جماعة الإخوان المسلمين) في مصر وتنظيماتهم خارج مصر وقطر, وذيولهم وعملاء أمريكا والصهاينة في كل مكان.
لذلك لا يجوز أن نقف حياديين بين شعب مصر والعروبة, والمتآمرين عليه وان لا نقف ونصطف على ناصية الشوارع (ونتفرج)دون إن ندعم ونساند هذه الشعوب المطالبة بحريتها وأهدافها في التغيرات الديمقراطية ولو على الصعيد الإعلامي أو اللوجستي.. حيث إن هذه الجماعة الاخوانجية (المشبوهة)منذ نشأتها ومحطات مسيرتها العدائية على مر السنين ناصبت حركات التحرر على زمن عبد الناصر في ثورة يوليو وغيرها من مسيرات حركات التحرر بالعداء والغبن والطعن وكان لها الدور الرئيس, في سلخ وانقسام وحدة الشعب الفلسطيني أرضا وشعبا وقتل عشرات ألاف من الأبرياء, ولازالوا إلى اليوم متمسكين بنهجهم الانقسامي والانقلابي إرضاء لإمبراطورية بلاد فارس.

ولنتذكر دائما إن أفكارهم تتناقض مبادئها وممارساتها, مع عقيدة الدين الإسلامي قولا و عملا, في على سبيل المثال للحصر (لا تعترف بوطن للعروبة ولا بأمة للعرب)  فوطنهم يمتد من مشارق الأرض إلى مغاربها ولا فرق عندهم بين شبر وأخر ولا إمارة وإقليم من إقليم كما يروجون, موظفين بعض الآيات القراءنية والأحاديث النبوية لخدمة منظورهم وعقيدتهم العنصرية السياسية, والتي تؤكد إن أكثرهم إيمانا هم الذين يخدمون ويطيعون وينفذون منهاج الحركة لبلاد فارس (وأمريكا), وان هذه الأممية الاخوانجية تتناقض تناقض جذري مع الهوية القومية والثوابت الوطنية الفلسطنينة في التحرر والاستقلال وان منظمة التحرير الفلسطنينة هي الممثل الوحيد والأوحد للشعب الفلسطيني ولهذا يلاحظ كل محايد إن الإخوان المسلمين أقاموا منذ زمن ليس ببعيد تحالفا غير مقدس مع بلاد فارس رغم إن الطرفين (إيران - الإخوان) في حالة من النفور.. تناساها كلاهما لأجل خلق دويلات طائفية تنفيذا لمخطط الصهاينة والأمريكان بعدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمته القدس كونها تهدد مصالحهم الاسترتيجية, وخنق نهضة الشعوب  ومنع تقدمها وتطورها والعمل من أجل عدم وحدتها.

وفي ضوء ما تقدم فان الموقف هو الوقوف الداعم والمساند إلى جانب الشعب المصري حيث استطاع في زمن قصير إسقاط ربيب الصهاينة والأمريكان لنظام حسني مبارك, ثم إسقاط الحكم الأخطر والأدهى للإخوان (المسمين ), لذلك فان الدور الهائل للجماهير في مصر هو الذي يجب دعمه والتعويل عليه للتغيرات الديمقراطية التي ينادي بها الشعب وهو الوحيد صاحب الارداة والتغيير, فالثورة المشتعلة ونضال شعب مصر وقواه الوطنية في أطيافها المختلفة السياسية كفيل بمعالجة التحديات وحماية وحدة مصر الوطنية وريادتها العربية, لإسقاط كافة المؤامرات والمتآمرين على انجازات الثورة وذلك للعمل سريعا بتشكيل جبهة وطنية عريضة لكافة الأحزاب والقوى السياسية للحفاظ على انجازات وأهداف الثورة الشعبية والديمقراطية دون اللجوء إلى عسكرة الثورة.