رسالة محبة وأخوة لعقلاء "فتح" و"حماس"

بقلم: 

 

هذه رسالة تحمل نبض وتطلعات الشعب الفلسطيني لعقلاء "فتح" و"حماس" وما اكثرهم من كلا الجانبين، لأن الحالة التي نعيشها في ارضنا المحتلة لا تحتمل هذا الوضع الشاذ من شعب صابر وبكل عناد وكرامة وتضحية من شهداء ضحوا باعمارهم، ومعتقلين ضحوا بحريتهم في سبيل الوطن الفلسطيني من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وما زالوا قابعين في سجون المحتل، كما انهم يتحملون كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ابشع انواع الذل والمعاملة التي لا ترحم من احتلال يستهدف.

هذا عدا عما يلاقيه شعبكم انتم يا عقلاء "حماس" و"فتح" من مهانة يومية من المحتل والتعدي اليومي على اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وسرقة الاراضي وهدم البيوت وحرق المزروعات، والتعدي بالضرب على نسائكم واطفالكم وشبابكم.

فالشهر الماضي جرى التعدي الاجرامي غير المبرر لا امنياً ولا أخلاقيا على لاجئي مخيم قلنديا. والغريب العجيب والمحزن ان هؤلاء اللاجئين هم اصحاب الآرض الحقيقيين وليس سارقي الاراضي المحتلين وسقط ٣ شهداء منهم.

ومازال هذا الشعب صابرا ويدعو الى الله سبحانه

وتعالى ان يوفق في ما بينكم كي نتخلص معاً من هذا المحتل.

ان بعض الصهاينة وصل بهم الغرور الى الطلب من

الحكومة الاسرائيلية إعدام معتقلينا بدل الإفراج عنهم

وحجتهم بأن هؤلاء الأبطال ملطخة ايديهم بالدماء، ونسي هؤلاء المذابح والقتل المتعمد الذي تعرض له شعبنا الاعزل الذي لا حول ولا قوة له الا الدعاء لربه ان يخلصه من هذا المحتل. ان دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا من الامثلة على ذلك.

الشعب الفلسطيني يعرف ويعي تماماً بان ما تبقى لنا من فلسطين التاريخية هو الضفة وقطاع غزة وهما جناحان لا يمكن لأي فلسطيني ان يفصلهما عن بعضهما البعض مهما

طال الزمن، كما ان التاريخ لن يرحم الذي لا يسعى بجدية لانهاء هذة الفرقة البغيضة.

في الضفة الشعب يذوق الامرين من المحتل ومع ذلك صابر لعل الفرج ياتي من أبناء جلدته وخصوصاً في ظرف نحن أحوج فيه ما نكون الى ان نضع ايدينا في ايدي بعضنا البعض كي نخفف من آلامنا امام هذا المحتل المتعجرف، والذي يعتقد اننا سنركع لما يريد.

اما غزة هاشم فهي الآن وسابقا تعاني من الحصار الظالم فشعب غزة يعيش في سجن كبير، فإذا فتحت له بوابات رفح استطاع ان يتنفس الصعداء، واليوم نرى بأم العين عذابات هذا الشعب من العزلة، الدولية والإقليمية، والسبب هو هذه الفرقة.

الغريب ان بعض زعماء "فتح" يطالب بجعل قطاع غزة "كمقاطعة متمردة"، وهذا طبعا ما يزيد من الفرقة ويجعل "حماس" تتمسك اكثر من اى وقت مضى بتثبيت هذه الحالة المأساوية لدى الشعب ان كان في الضفة او في غزة لان ما يضير اهل غزة يتألم منه شعب الضفة، فنحن شعب واحد وهدفنا واحلامنا واحدة وهي الاستقلال والحرية والكرامة كأي شعب يعيش على سطح الارض.

كما ان بعض زعماء حماس يقول ان شعب غزة يمكنة ان يصبر على العزلة لانه في السابق مر عليه حالة اكثر سوءاً من الوقت الحاضر، وهذه الفئة لا تنظر الى الواقع الا بمنظور ضيق، وكان الشعب الفلسطيني حقل تجارب. الا يكفي الشعب الفلسطيني صبره على الاحتلال الغاشم والحصار المدمر وكأن قطاع غزة سيعيش الى الابد على الانفاق او ننتظر ان يتبدل نظام الجوار كي يكون ملائما لقلة ضئيلة من زعماء "حماس". فلا القلة من زعماء فتح ولا القلة من قيادات "حماس" محقة في تفكير. كما ان طلب السيد هنية من الفصائل المشاركة في إدارة قطاع غزة لا يجدي أبدا، ولكن عليه ان يخطو خطوة اكثر واقعية

للمصالحة وهي المطالبة فورا باجتماع جميع الفصائل لإنهاء هذه الفرقة.

ان السلطة واكثر زعمائها وغالبية قيادات "حماس" لهم حس وطني نظيف لا يهمهم الا مصلحة الشعب والوطن ككل، وكلا الفريقين من العقلاء الذين ينظرون بعين الواقع الذي يعيشه محيطنا العربي من فرقة عربية وتدخلات خارجية من مصلحتها ان نقتل بعضنا البعض، وأن تتأجج الفتنة بين الشعب الواحد، او فصيل يريد ان يستفرد في سلطة بعيدة كل البعد عن مصلحة شعبها.

ولا بد هنا ان أسال عقلاء "حماس"، ان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، والتي من المفروض ان تكون حاضنة كل الفصائل الفلسطينية، ان نجحت المفاوضات او لم تنجح، سوف تسعى ان تكون دولة فلسطين كاملة العضوية في الامم المتحدة، فهل يكون قطاع غزة خارج هذه العضوية في هذا الوضع الشاذ؟ هل ستسعى "حماس" وتقدم طلبا للجمعية العمومية كي يكون القطاع دولة مستقلة؟ طبعاً هذا سيكون من سابع المستحيلات.....!

الان وليس غداً على هؤلاء العقلاء وما اكثرهم من الطرفين بأن يجلسوا في غرفة مغلقة ويعملوا على انهاء خلافاتهم لمصلحة فلسطين وشعب فلسطين الأبي، لان هذا الشعب يستحق ان يرتاح، لا ان يجلس الى الابد تحت الاحتلال ولا ان يظل قطاع غزة وشعبها المناضل تحت رحمة الحصار الظالم ان كان على حدود المحتل او الحدود الجنوبية للقطاع.

كفانا ظلم من المحتل وعناد من بعض زعمائنا. ان فلسطين وشعب فلسطين ينظر إليكم في "فتح" او "حماس" او بقية الفصائل وكله امل بان تتمكنوا بأقرب فرصة ممكنة من انهاء خلافاتكم لتعود اللحمة بين جميع اطياف الوطن، ونكون يداً واحدة لصنع الاستقلال. والله سيحاسب من يقف عثرة في لم شمل الشعب الفلسطيني.

المصدر: 
صحيفة القدس