المقاومة تعني الحياة لفلسطين أرضاً وشعباً

بقلم: 

يسألونك عن المقاومة أين هي مما يجري في الضفة الغربية؟، أربع شهداء وعشرات الجرحى في أيام قليلة وكل ما يسمعه المواطن هو شجب واستنكار، وعيد وتنديد ولا جديد، وفي التشييع استعراض من المسلحين الملثمين وهؤلاء لا يظهرون في المواجهة بل يظهرون فقط أمام الناس ووسائل الإعلام، وعند الحاجة لا وجود لهم. فهؤلاء ليسوا مقاومة إنما فرق استعراض، ومع حسن الظن تدفعهم العواطف أو يستحدثون طريقة للتعبير عن غضبهم وهم أفراد في أجهزة أمنية ولبس اللثام ليس خوفا من يهود وإنما كي لا يشي عليهم الواشون إلى أجهزتهم ويتم محاسبتهم على خروجهم بالأسلحة.

إذن أين المقاومة؟، المقاومة هي التي من أجلها دخلت قوات الاحتلال الصهيوني إلى مخيم قلنديا بعد أن نسقت مع الأجهزة الأمنية في حكومة رام الله، وجاءت لاعتقال أو قتل المقاومين بعد أن زودت بالمعلومات عن مكان وجودهم داخل احد البيوت في المخيم.

المقاومة ملاحقة من طرفين أجهزة السلطة بقرار من رئيس السلطة والقائد العام محمود عباس الذي عهر المقاومة واعتبرها ضارة بالشعب الفلسطيني ووصفها بأنها تشكل عنصر تدمير للمستقبل الفلسطيني في إقامة الدولة والتخلص من الاحتلال، والطرف الثاني هو الاحتلال الصهيوني الذي يرى أن بقاءه مرهون بزوال المقاومة والقضاء عليها، لذلك هو يحاول القضاء عليها وقتل المقاومين ونسف بيوتهم حتى لو أدى ذلك إلى قتل المواطنين المسالمين في بيوتهم أو في الشوارع أو أثناء توجههم إلى صلاة الفجر أو خلال تصديهم لتوغل قواته كما حدث في قلنديا والتي كان من المفترض أن تتصدى لها "قوات الأمن الفلسطينية" لو كانت بالفعل فلسطينية تدافع عن الإنسان والأرض لا أن تسهل لقوات الاحتلال المرور لتنفيذ جرائمهم.

المقاومة تعتقل من قبل السلطة ولعل الاستعراض الذي قامت به وزارة الداخلية التي تفاخرت أنها ضبطت أسلحة وأدوات قتالية في بعض مناطق الضفة الغربية، ونذكر فقط بالهمروجة التي طبلت وغنت لها الداخلية عندما اكتشفت ذلك الكشف العظيم سرداب أو ملجأ في أحد البيوت قد يكون تابعا للمقاومة التي تخطط لخطف جنود صهاينة من أجل إطلاق سراح الأسرى وهو تابع للمقاومة.

سجون السلطة والتي تحولت سلخانات للمقاومين وأبناء التنظيمات التي تسعى إلى تشكيل مجموعات مسلحة من أجل مواجهة الصهاينة وقطعان المستوطنين، بل وصل الأمر إلى اعتقال من يسعون إلى تعبئة المواطنين معنويا من أجل مواجهة الاحتلال، بل وأكثر من ذلك يعتقلون من يقف بين الناس في المساجد لتوعيتهم أن عدوهم هو اليهود مصداقا لقول الله تعالى: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " يلاحقون ويمنعون من الخطابة والتوعية ويعتبرون ذلك تحريضا ضارا بأمن الشعب الفلسطيني.

ورغم ذلك على المقاومة أن تبحث عن كل الطرق التي تمكنها من العودة مرة أخرى إلى الميدان رغم انف السلطة ورغم أنف الاحتلال، وعليها ألا تستسلم لهذه الملاحقة من السلطة والاحتلال وأن توطن نفسها لكل الاحتمالات حتى لو وصل الأمر إلى القتل أو الاعتقال والتعذيب، لأن المقاومة واستمرارها وتواجدها يعني الحياة ووقف العدوان وصد التغول الاستيطاني والدخول المجاني لقوات الاحتلال كي تقتل أو تعتقل أو تدمر بدون أن تدفع الثمن، وجود المقاومة يجعل العدو قلقا وحذرا عندما يفكر في أي عمل ضد الشعب الفلسطيني العاجزة سلطته عن حمايته، فذلك يجعله يعيد حساباته ويعمل لها ألف حساب.

المقاومة في الضفة الغربية باتت ضرورة من ضروريات الحياة يجب أن يعاد لها الاعتبار وأن تفعل من جديد وإن كان هناك مجموعات أو خلايا كامنة عليها الخروج الفوري في أي مكان كان وان يتم تنظيم المزيد من المقاومين والتدريب على كل أنواع المواجهة من الحجر إلى اعلى مستوى من المقاومة التي تؤلم العدو وتحمي الشعب الفلسطيني ومصالحه.

قد يسأل السائلون وأين غزة من المقاومة؟، نؤكد أن استراتيجية المقاومة في غزة والضفة واحدة ولكن التكتيكات تختلف، غزة ومقاومتها تعد العدة لمواجهة أي عدوان من الاحتلال الصهيوني والمتوقع أن تكون في أي وقت يجد الاحتلال مصلحته فيه، فطرق المقاومة في غزة لا تصلح أن تكون منهجا في الضفة الغربية ولا طرق المقاومة في الضفة تصلح لغزة خاصة أن الاحتلال متواجد في الضفة بجيشه ومستوطنيه ومغتصباته ومعسكراته هذا الفرق بين مقاومة غزة ومقاومة الضفة لأن المقاومة يجب أن تكون استراتيجية وهي موجودة وطرق المقاومة من المطلوب أن تتلاءم وطبيعة كل منطقة، هذا ببساطة ردنا على السائلين عن مقاومة غزة وشاهدنا التصدي لعدوان عام 2012 وما سبقه من عدوان عام 2008- 2009.

المصدر: 
الرسالة