على «حماس» السعي الجاد لإنهاء الانقسام

بقلم: 

نبهنا مرارا بأن على كل من فتح وحماس العمل ألجاد لإنهاء الانقسام بين فصيلين فلسطينيين ، كل واحد منهما يحكم ولا يتحكم بجزء من مما تبقى من فلسطين التاريخية، والتي هي فقط ٢٢ بالمائة ، وهذه ال٢٢ بالمائة في خطر كبير بان تصبح اقل من العشرة بالمائة في حال فشلت المفاوضات ، والأرجح بانها ستفشل ، لان المكتوب قد بان من عنوانه.

 

لذلك على حماس بالذات ان تسعى لاتفاق مشرف من منطلق الوطنية التي يطالب بها الشعب الفلسطيني ان كان في الضفة او غزة. والذي نبهنا منه ان لا تعتمد حماس على احد، لا ايران ولا اي من الاخوان العرب الا بحدود النصح وطبعا الدعم المالي والسياسي.

 

ان اي فصيل فلسطيني عليه ان يعي بان اعتماده على دولة خارج نطاق فلسطين يعني طعنة قاتلة لقضيتنا في الوقت الذي نسعى فيه كلنا الى انتزاع حريتنا حسب القرارات الدولية، وخصوصا بعد ان حصلنا على اعتراف ١٣٨ دولة في دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما ان علينا ان نقتنع في الوقت الحاضر بان الذي يتعنتر بخطابات رنانة من بعض زعمائنا بانه سيحرر فلسطين من النهر الى البحر ، يكون خارج عن الواقع و خصوصا بعد ان اجمع العرب في قمة بيروت بان الحل الواقعي الان هو انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها سنة١٩٦٧ مقابل الاعتراف الكامل بدولة اسرائيل.

 

وهؤلاء الزعماء الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير الذي يريدون تحرير فلسطين من البحر الى النهر فهم واهمون ، خصوصا في الوقت الحاضر.

 

ان أهلنا في غزة يعيشون الان وباعتراف قادة «حماس» في حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الاحتلالات التي تعاقبت عليه.

 

ان الفلسطيني اليوم ان كان من أهلنا في غزة او حتى من خارج غزة يعاني الأمرين في حالة تنقله من قطر عربي الى قطر اخر، لان اي خلاف مع اي نظام عربي سيدفع ثمنه الشعب وليس القادة. كما ان على زعمائنا الأفاضل من جميع الفصائل ان يعوا ان الذي يعاني من الانفصال هو الشعب وليس قادته.

 

لذلك على هؤلاء الزعماء ان ينهوا هذا الانقسام وان يبتعدوا عن المصالح الضيقة والتي تبعدنا عن الاستقلال ، ولا يستفيد منها الا الاحتلال.

 

ان الفرصة مازالت قائمة امام حماس من اجل العودة الطبيعية الى الحياة السياسية الفلسطينية، وإجراء انتخابات حرة نزيهة فإذا فازت فأهلا وسهلا وكل الشعب الفلسطيني سيقبل بحكمها، واذا فازت فتح،ستكون «حماس» في صف المعارضة البناءة ، حتى لو انها بقيت مصرة على عدم الاعتراف باسرائيل. وهو دور حيوي وضروري في ظل فشل منظمة التحرير بالوصول الى السلام المنشود والذي يرتضيه الشعب الفلسطيني، وعدم التنازل قيد أنملة عن الثوابت التي رسمها القائد الراحل ياسر عرفات و مشى على خطاها الرئيس محمود عباس.

 

ان حماس اليوم امام مفترق طرق فإذا ارادت ان تنفذ مطلب الشعب الفلسطيني، عليها ان تتعاون مع الرئاسة، وعدم الاكتراث لنصائح الخارج.

 

كما ان على الرئاسة ان لا تكترث أبدا للمستشارين وطالبي السلطة .

 

وان الشعب الفلسطيني بأكثرية يثق بالرئيس عباس، لانه الرجل الواعي العاقل والذي لا هدف له الا مصلحة الشعب الفلسطيني.

 

فكفانا إضاعة الوقت وان نعطي اسرائيل كل المبررات التي تقوم بها الان من سرقة ما تبقى من الاراضي والتنكيل بهذا الشعب الذي ما زال يدافع عن حقوقه لوحده ، وإنشاء الله اذا تمت الوحدة الوطنية ، فلا بد ان تتغير المعطيات التي تسعى اليها السلطة في تقوية مطالبنا ، ولا نعطي الفرصة لاحد بالقول ان الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه، وهذه ستكون اقوى صفعة يتلقاها المحتل.

 

فنرجو من جميع الاخوة في السلطة وغزة ان يتمسكوا بالوحدة الوطنية والنزول عند رغبات الشعب الصابر على زعمائه من هذه الفرقة المدمرة ... وفقكم الله لمصلحة الوطن والمواطن.

 

 

المصدر: 
القدس