«فلسطينيون» أجانب

بقلم: 

فيتوريو أو فيكتور، كما كان يحلو لأهل غزة تسميته، واحد من المتضامنين الدوليين الذين وصلوا إلى قطاع غزة مع أول سفن كسر الحصار، الذي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع منذ عام 2006 ويعزل أكثر من مليون ونصف المليون من السكان الفلسطينيين عن العالم الخارجي. جاء مع المتضامنين العديد من الصحفيين والأطباء الذين جلبوا معهم الأدوية والمؤن الضرورية للمحاصرين. ومكثوا في القطاع حتى أثناء عدوان (الرصاص المصبوب) عام 2008-2009 حين رفضوا المغادرة، كما نصحتهم سفاراتهم، حيث عقدوا مؤتمراً صحفياً أعلنوا فيه أنهم سيشكلون دروعاً بشرية لسيارات الإسعاف والمستشفيات لمنع الطائرات الإسرائيلية من استهدافها.

وقد برزت أسماء كثيرة منهم، بفضل البطولات التي قاموا بها أثناء القصف، في المستشفيات أو عند إخلاء الجرحى من بين ركام المنازل. وقد ارتبطوا بأرض فلسطين وأخذوا يعلنون أنهم فلسطينيون من غزة ومن الضفة. مثل راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية منتصف آذار العام 2003 وتوم هورندال الذي قتل في نيسان من العام 2003 عندما كان يخلي التلاميذ الصغار الذين حاصرهم رصاص الاحتلال أثناء توجههم إلى مدارسهم في مخيم رفح. إضافة للصحفي الإيطالي فيتوريو أريغوني الذي اغتالته جماعة سلفية معارضة لـ«حماس» في غزة في الخامس عشر من نيسان العام 2011.

لعل تضحيات أريغوني وبطولاته ثم كتابه الذي وضعه عن حرب غزة ثم مقتله الدراماتيكي هو سبب بروز اسمه على الساحة العربية والدولية. وقد لاقى كتابه الذي حمل عنوان «غزة: حافظوا على إنسانيتكم» صدىً كبيراً لدى صدوره باللغة الإيطالية في العام 2010 وبالإنكليزية في العام ذاته وبالعربية في ما بعد. وتساهم الشحنة العاطفية الكبيرة التي يحملها الكتاب والمقدار الكبير من الوجدان الذي تحمله سطوره في انطباعه لدى كل من يقرأه. خاصة أنه أبرز الوحشية التي اتبعها الجيش الإسرائيلي أثناء عدوانه وتصويره لعمليات القصف والملاحقة والقنص.

أما الجديد في موضوع غزة وأريغوني وكتابه، فهو المشروع الجديد الذي يتضمن الموقع الإلكتروني الذي أطلقه أصدقاؤه على شبكة الإنترنيت وعماده المادة الفيلمية (فيلم قراءة ـ Reading Movie) وهي عبارة عن قراءة لكامل فصول الكتاب بأصوات عدد من أهم المفكرين والكتاب والشخصيات الغربية والعربية باللغة الإنكليزية. هذا المشروع الذي يهدف إلى نشر الكتاب على أوسع نطاق، ومن خلاله إظهار الكارثة التي عاشها الفلسطينيون خلال العدوان والحصار الذي لا يزال قائماً، هو مشروع غير ربحي قائم على تبرعات ومساهمة أكثر من 1700 شخص من كافة أنحاء العالم. يشرف عليه بشكل أساسي كل من الموسيقي الإيطالي فولفيو رينزي الذي يتولى إدارة المشروع ووضع الموسيقى التصويرية لمعظم المقاطع والمخرج الإيطالي لوقا إنكورفايا الذي يتولى إخراج الفيلم. ويتعدى نشاطهما هذه المهام ليصل إلى متابعة كل الأمور اللوجستية الضرورية.

قام بالقراءة المفكرون والكتاب: نعوم تشومسكي ونورمان فينكلستاين وستيفان هيسيل والمطران هيلاريون كبوتشي والمعارض الإسرائيلي إيلان بابيه الذي كان قد وضع من قبل مقدمة الكتاب. وماريا إيلينا ديليا وألبيرتو أرس وهويدا عراف وماسيمو أريغوني ومحمد بكري وإيجيديا بريتا أريغوني وروجر ووترز وغيرهم.

المصدر: 
السفير