إعلام خلية الشيطنة

بقلم: 

بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي من منصبه تبين لغزة حجم العلاقة بين هذه الوسائل الإعلامية وأجهزة الدولة العميقة، لذا لم تلمس غزة منها موقفا منصفا، ولا تصريحا منصفا لها من أجهزة الأمن والجيش، رغم علم الجيش وأجهزة الأمن أن حماس بريئة تماما من الدم المصري، وبريئة من كل الاتهامات والفبركات التي تنسجها خلية الشيطنة، وتروجها وسائل الاعلام كحقيقة، لغسل دماغ المصريين.

حماس حركة تحرر وطني، وفلسطين قضية الأمة تجمعها ولا تفرقها. ومن عادى المقاومة أو تآمر على فلسطين رجع بخسران مبين. ومن أراد رفعة في الدنيا والآخرة اتخذ من فلسطين والمقاومة طريقا. لذا لا تقبل المقاومة ولا تقبل فلسطين هذا العدوان الشيطاني الذي تبثه وسائل إعلام مصرية ضد غزة وضد المقاومة، ولا يجدر بأجهزة مصر الرسمية أن تقف صامتة أمام هذا التجديف الإعلامي الخطير، بينما تتصل بغزة وبالمقاومة تطلب منها الصمت والنأي بالنفس عما يحدث في مصر.

منذ أن قرر إعلام الثورة المضادة في مصر شيطنة محمد مرسي والإخوان معا، قرر أيضا شيطنة حركة حماس. عام كامل والإعلام المصري للثورة المضادة، وهو يضخ إلى الرأي العام المصري والعالمي كميات يومية ضخمة من الفبركات الإعلامية المصطنعة لشيطنة حماس وتحريض المجتمع المصري عليها، حتى بات الفلسطيني العابر للساحة المصرية لا يعرف نفسه بأنه فلسطيني من غزة،خشية الاعتداء عليه.

خلية الشيطنة التي تضم (مصريين وفلسطينيين هاربين،وعربا، وأجانب ) قررت منذ نشأتها بعد فوز محمد مرسي أن تضع غزة وحماس في سلة إخوان مصر وفي مركز المعركة، وأن تبث رسائل رعب وردع ضد غزة وضد حماس من خلال الأكاذيب التي تحرض الشعب والجيش عليهما، وإظهارها بالمتدخل الأكبر في الشئون الداخلية لمصر، وكأن حماس وغزة هي الولايات المتحدة الأمريكية، أو إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الآمن.

أوقفوا شيطان الإعلام، وغلوا أيدي سحرته، فالشعب المصري الطيب المنشغل الآن بهمومه الداخلية، وبالأخطار المجتمعية التي تحيط به يحتاج الآن إلى الإعلام المسئول، وليس لإعلام الشيطان والسحرة.

إن ما يجري في سيناء لا علاقة له بحماس، ولا بالمقاومة الفلسطينية، فهو نتاج بيئة مصرية بحتة، وهو واقع تراكمي يمتد لفترة حكم مبارك. إن من أوقف إعلام الفضائيات الإسلامية خلال ساعة يمكنه أن يوقف أعمال الشيطنة والسحر التي تمارسها القنوات الكاذبة ضد غزة وضد حماس، وضد المقاومة لصالح العدو الصهيوني. وإن وقف هذه الفبركات الإعلامية الكاذبة هو في النهاية لصالح مصر، ولصالح شعبها كما هو لصالح فلسطين.

إسرائيل هي الأكثر فرحا بإعلام الشيطان المفسد في مصر،لأنه يخدم مصالحها لا على مستوى شيطنة المقاومة وحماس فحسب، بل على مستوى تمزيق المجتمع المصري، ومن ثم تمزيق الجيش المصري، فإعلام الشيطان هذا سلاح ذو حدين، والعيوب يمكن التحكم بها أو بمخرجاتها

 

 

المصدر: 
فلسطين أون لاين