الدولة الديمقراطية الواحدة التحدي الذي يكشف نوايا اسرائيل

بقلم: 

لاشك ان الولايات المتحدة الامريكية معنية بصنع السلام في المنطقة لما تتطلبه مصالحها في الشرق الاوسط وخاصة في هذا الخضم المتلاطم الذي لم يستقر بعد . ونحن نعرف تماما ان الولايات المتحدة تقف مع اسرائيل قلبا وقالبا في المحافل الدولية وهذا كان بارزا في معركة الاعتراف بدولة فلسطين بصفة مراقب في الامم المتحدة، وغيرها من المواقف في الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة كاليونسكو ولا يمل المسؤولون الامريكيون من وزير الخارجية ووزير الدفاع وقادة الجيوش والرئيس الامريكي نفسه من تكرار التزام الادارة الامريكية بأمن اسرائيل وتفوقها الاستراتيجي . وبعد تسلم وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري وجدناه متحمسا لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقد زار المنطقة بهذا الشأن اربع مرات في فترة وجيزه، واقنع العرب بالتقدم بخطوة تجاه اسرائيل ، فذهب وفد من وزراء الخارجية العرب ممثلا للجامعة العربية ليعلن من واشنطن تقديم تنازل اضافي بتبادل الاراضي عربونا على موافقة اسرائيل على استئناف المفاوضات لإعطاء اشارة لانطلاق مشروع كيري القائم اصلا على الحل الاقتصادي وهو نفس المفهوم الذي طرحة نتنياهو والتقطه كيري من بعده .

واليوم عندما يعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عن فشل جهود وزير الخارجية الامريكية جون كيري من عقر دار الادارة الامريكية في واشنطن وعندما نسمع نتنياهو من تل ابيب يقول ان الاستيطان في الضفة الغربية لن يتوقف وفي نفس الوقت يعلن انه يؤيد حل الدولتين وذلك بالرغم من النقد الامريكي العلني للاستيطان ونقد الامين العام للامم المتحدة ووصف الاستيطان بأنه مخالف للقانون الدولي فالواقع يتحدث عن نفسة ، كما يتضح من خارطه والتي نشرتها مؤسسة " foundation for middle est peace " فإنه لم يبق على ارض الواقع مجال لقيام دولة فلسطينينية قابلة للحياه في الضفة الغربية ولازال الاستيطان يقضم كل يوم مزيداً من الارض .

رغم كل ذلك تمضي اسرائيل بكل صلف.بالاعلان كل يوم جهارا نهارا عن مشاريع استيطانية استفزازيه ، وتأتي في سياق منهج انهاء حل الدولتين على ارض الواقع، ويكرر يعالون ونتينياهو نفس الافكار بأن الارض ليست هي القضية الخلافيه الوحيدة وان الفلسطينيين مدعوون لاستئناف المفاوضات دون شروط على حد تعبيرهم .

فكيف يمكن تفسير الموقف الاسرائيلي المتحدي للموقف الامريكي والموقف الدولي والامم المتحدة فإما ان اسرائيل تعتمد على دعم اللوبي الصهيوني اللامحدود في الضغط على الادارة الامريكية وتغيير الموقف الامركي ليصبح مطابقا للموقف الاسرائيلي ، واما ان الادارة الامريكية غير جادة وتريد ان تعطي اسرائيل مزيداً من الوقت ليصبح أمراً مفروغا منه ، الاعلان عنه انتهاء عملية السلام المزعومه .

وفي كلتا الحالتين فإن الامر يستدعي وقفه فلسطينية لاعادة الحسابات وتغيير الاستراتيجيات والكف عن الجري وراء سراب حل الدولتين ومواجهة اسرائيل بتحدي حل الدولة الواحدة الديمقراطية على فلسطين التاريخية وتعرية اسرائيل امام المجتمع الدولي كدولة تمييز عنصري لابد من حصارها ومقاطعتها من كل من يؤمن بالحرية والديمقراطية والمساواه ، وقيم حقوق الانسان .

 

 

المصدر: 
القدس